العذراء مريم .. صفات وفضائل
سامية عياد
٣٧:
٠١
م +02:00 EET
السبت ٩ يونيو ٢٠١٨
عرض/ سامية عياد
"من هى المشرقة مثل الصباح ، جميلة كالقمر ، طاهرة كالشمس ، مرهبة كجيش بأتوية؟" آية فى سفر النشيد تصف شخصية العذراء مريم المليئة بالنعم والفضائل الكثيرة على رأسها السلام الداخلى ..
قداسة البابا تواضروس الثانى فى عظته بعنوان "صفات شخصية من حياة أمنا العذراء المشرقة كالصبح" أكد لنا أن العذراء مريم نموذج رائع للإنسان الذى يتمتع بالسلام الداخلى ، ويشرح لنا ما تحمله آية سفر النشيد عن صفات العذراء مريم ، فهى مشرقة مثل الصباح ، ظهر هذا فى مشهد بشارة الملاك لها كانت تمتلىء بالسلام الداخلى لأنها تعيش الإيمان والاكتفاء بالله ، ونحن إذا كنا نريد السلام الداخلى علينا يالإيمان الكامل والاكتفاء بالله ، وإذا لم يكن لنا إيمان لن نشعر بالسلام فالعذراء وهى صغيرة السن تأتيها البشارة ولا تضطرب أبدا وتتحدث الى الملاك وينتهى الحوار وهى فى سلام .
جميلة كالقمر ، كانت أمنا العذراء فى عرس قانا الجليل جميلة كالقمر ، ذهبت الى السيد المسيح قالت له "ليس لهم خمر" وكلمة خمر فى الكتاب المقدس تعنى الفرح ، أى فرح الخلاص لذلك أجابها الرب "مالى ولك يا امرأة؟ لم تأت ساعتى بعد" وبمنتهى السلام نجد العذراء تقول للخدام "مهما قال لكم فافعلوه" ، فهى حصلت على سلامها الداخلى من خدمة الأخرين من حبها الذى دفعها لخدمة الأخرين.
طاهرة كالشمس ، كانت العذراء طاهرة كالشمس وقت الصلب حيث سلمها الرب يسوع ليوحنا وقال له "هوذا ابنك" وسلم يوحنا هذه الأم وقال له "هوذا أمك" كانت العذراء فى وقت الصلب تقول "أما العالم فيفرح لقبوله الخلاص وأما أحشائى فتلتهب عند نظرى الى صلبوتك الذى أنت صابر عليه من أجل الكل يا ابنى وإلهى" ، أمنا العذراء كانت قلبا رحيما ، إذا كان قلبك قاسيا لن تعرف السلام الداخلى إذا ظهرت أمام الجميع بالصوت العالى وإعطائك للأوامر لن تشعر بالسلام الداخلى سلامك الداخلى يأتيك من قلبك الذى يمتلىء بالرحمة ويفيض بأعمال الرحمة.
مرهبة كجيش بأتوية ، كانت أمنا العذراء كلامها قليل حديثها بسيط ورقيق وكانت فى هذا المشهد لا تقول شيئا ولا تتحدث عن أى شىء كانت تحفظ جميع هذه الأمور فى قلبها ، ظهر هذا حينما كان السيد المسيح طفلا فى الثانية عشرة من عمره وكان فى الهيكل وكانت العذراء تبحث عنه فى وسط الشيوخ وجميع الحضور فى الهيكل ومن كثرة ما قيل وسمعته دون أن تتحدث قيل عنها "وكانت أمه تحفظ جميع هذه الأمور فى قلبها" .
هب لنا يا الله فضيلة السلام الداخلى التى كانت للعذراء مريم ، ونحن نحتفل بمرور خمسين عاما على ظهورها فى كنيستها بالزيتون ليتنا نتمتع بظهورها فى قلوبنا بإقتناء فضيلة السلام الداخلى والهدوء الداخلى والفرح الداخلى التى كانت تعيشها العذراء بإيمانها ومحبتها وخدمتها للأخرين ..