رمضان عرض إعلاني وفواصل درامية2-3
د. مينا ملاك عازر
الثلاثاء ١٢ يونيو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
نتابع اليوم -بإذن الله- عرضنا لبعض المسلسلات التي يدخل فيها شعب مصر سباق طويل بين بعضهم البعض لمشاهدة أكبر عدد منها، وذلك مع العلم بأن المظهر أن ثمة تسابق بين المسلسلات، في الحقيقة أن السباق بين كل أطراف الوضع الرمضاني الإعلانات والمسلسلات والمشاهدين، المهم أن هناك كاسب وخاسر، ولو على نسبة المشاهدة، فأنا لم أكن من بين مشاهدي محمد رمضان ولا أمير كلبش عفواً كرارة، ولهم مني كل تقدير لأنهم يجملوا صورة رجل الشرطة التي أقدرها في كثير من الأحيان، وتحتاج مراجعة في أحيان الأخرى.
وبما أننا في حالة تجميل صورة رجل الشرطة فلنشاهد خفة يد ضابط الشرطة بيومي فؤاد بخفة ظل يباريه فيه باقي أفراد العمل، خفة يد محمد سلام ومحمد ثروت رائع ما يقدمونه، فكر جديد خفيف ليس ثقيل لكنه معبر أن الكثير من حولنا يتمتعون بخفة يد وعمليات النصب المقنع منتشرة، لا أحسن متابعتها حتى أحكم على حبكتها، بيد أنني أستطيع متابعته من المهتمين بتطور السياق الدرامي والمواقف الكوميدية بها.
وبمناسبة المسلسلات الكوميدية، أتحدث عن أقوى مسلسل كوميدي من وجهة نظري وهو مسلسل الوصية، لا يقدمه ممثلان كوميديان محترفان بل كانت بدايتهما مقدمي برامج ساخرة لكنهما متعاني برغم أنهما في بعض الأحيان فصلاني لأنهم لجأوا للأفيهات المستخدمة في برامجهم، فأفسدوا الشعور الدرامي لا أعرف إن كنت أنا وحدي الذي شعرت بها، فربما لكوني من متابعيهم برامجياً، أكون أستشعرت هذا أو أن الجميع يشاركني هذا الشعور الدرامي، لكن الفكرة جميلة والحبكة لطيفة في كثير من الأحيان، ولأن مقدمي العمل أصحاب نظرة نقدية للمسلسلات وقت أن كانوا برامجيين، حاولوا كما استشعرت تفادي نفس السقطات المسلسلاتية التي عابت الكثير وان كان قد عابهم استخدام الكثير من الشتائم والسباب .
أما مسلسل سك على إخواتك فقد فصلني عنه شعوري بأنهم يحاولوا يستضحكوني بأفيهات علي ربيع، المسلسل جيد وعارض لكثير من الأمور الإنسانية، لكن في اعتقادي يمكن ضغطه لعدد حلقات أقل بكثير، لكن عرضه في رمضان جعله بثلاثين حلقة لكن التجربة جديدة من شاشة العرض التي أختارت العام الماضي بالارتكاز على نجل الزعيم واليوم ترتكز على من كان يسانده فيما يعد مخاطرة تسويقية لكنها يبدو أنها نجحت.
أما مسلسل ربع رومي قد تحملت كثيراً بعض المحاولات الإضحاكية المفتعلة من جانب مصطفى خاطر الذي كنت أحبه وأثق فيما يقدمه، لكن برغم نجاح الفكرة التي قدمها المسلسل لكنني على يقين أنه كان من الممكن أن يلخص في عدد أقل من الحلقات، بيد أن عرضها في رمضان أطاله بشكل أخل بها، وأساء له ولمقدميه إلا أنني وفي الحلقة العشرين قررت عدم متابعته لأن رغبتهم في إضحاكي كانت أكثر استفزازا لدرجة مزعجة.
ألتقيكم المقال القادم في عرض لباقي المسلسلات ولأهم الإعلانات.
المختصر المفيد الكوميديا فن الإضحاك الهادئ، وليس المفتعل، لا تدخلوا بمسرح مصر للمسلات الكوميدية وإلا أفقدتموها رونقها.