هام جدا لهذا الجيل ! ليتورجية مَخدع الحياة الزوجية السرائرية !!
مقالات مختارة | بقلم جميل رسمي
السبت ١٦ يونيو ٢٠١٨
المسيح لم يرسم راهباً واحداً بل حضر عرساً !!!!!!
والعرس الذى حضره السيد هو عُرس شرقى بكل ما يحمل هذا من معانى انسانية نبيلة وانشطة اجتماعية صاخبة من رقص وطبل وزمر وخمر..
وبالمناسبة أم يسوع ’ مريم ’ الصامتة والهادئة والمتبتلة لله ’ كانت هناك " فى عز الزيطة " !!!’ ولم تكن هناك صامتة
بل مراقبة لأحوال الفرح ومشاركة فيه وملاحظة ذكية بأن الخمر قد نفذ وذهبت للسيد تقول له ( ليس لهم خمر)
(يو٢)
فعلت مريم هذا لكى لا يتوقف فرح الفرحانين بالعُرس وبالرغم من هذه الشهادة الدامغة التى قدمتها مريم فى عرس قانا الجليل
" إلا أننا قلَّما نرى فى تاريخ المسيحية الطويل " من القديسين المتزوجين ’ مَن يكلمنا عن الحياة الزوجية وتفاصيلها وأعماقها وحلاوتها وتجاربها ومرارتها !
بينما نجد ان الكثيرون " اللى ليهم واللى مالهومش " يتكلمون ويتروحنون ويستفيضون فى الحديث عن الحياة الروحية فى أبعادها الرهبانية والنسكية وكافة تفاصيلها !
تُرى ما هى العوامل التى أدت الى تفريغ الرسالة المسيحية من فحواها الانسانى وعمقها الثقافى اليومى ؟
ما هى اليد الخفية التى أمتدت لتفرغ أضخم حدث فى التاريخ وهو صيرورة الله " إنساناً " من إنسانيته ؟
لقد صار الانسان فى وجه يسوع هو "ذلك المعلوم" وليس "ذلك المجهول " .
لان "ذلك المجهول" . لقد شَكَّل المعنى الانسانى للجسد وحركاته وخلجاته وايماءاته وأنَّاته !
- المعنى ا
. ان ليتورجية الجسد هى فى أعماقها ليتورجية إلهية!!!!!!! . فالبشرية اليوم وخاصة الشريحة المتدينة منها - كل المتدينون -يدفعون الثمن لِمَا مَارسوه من كبت وقهر فى حق هياكل الله التى هى أجسادهم! !!
لقد خرج الجسد الإنسانى من القُمقُم اليوم لينتقم لنفسه بكافة الطرق وشتى الوسائل المشروعة والغير المشروعة !
لقد قرأ تلميذ المسيح ولاهوتى الأعمال والسلوكيات ق. يعقوب كل ما يجرى من حروب وخصومات فى المجتمع وأرجعها الى سببها الأصلى والأصيل "من أين الحروب ومن أين الخصومات بينكم ! أليست من هنا من لذاتكم المحاربة فى أعضائكم " يع 4 :1
وحتى لا يظن الروحانيون وعديموا الأجساد منا ! أن يعقوب يتكلم عن الخصومات الروحية ! يصدمنا جميعا ويحدد " أيها الزناة والزوانى " .
الزنى هو حالة خصام وانفصام وأغتصاب يمكن أن تحدث فى المخدع الواحد حينما لا يكون مخدع ليتورجى !!!!!!!
حينما ترى زوجاً شايطاً بلا سبب مفهوم أو زوجة نكدية بلا معنى " ابحث عن المخدع !
حينما نقول "ليتورجية الجنس وجنس الليتورجية " نحن نقصد أن يتحقق الوعد الالهى بأن يصير الاثنان (ساركا ميا) اى جسد واحد وهنا لم يترك النص فرصة للفذلكات ’ بل قال "ساركا ميا " أى اللحم والشحم والدم لكل من الزوج والزوجة ’ يتحدان ببعضهما ويصيرا بنعمة الروح جسدا واحد فى المخدع الواحد أولا ،
ومن ثم فى المطبخ وفى المكتب وفى كافة نواحى الحياة !
لا يوجد كتالوجات ولا مواعيد لهذه الليتورجية " بل هى رهن أنَّات الروح فى الجسد الواحد "
لانه كما أن الروح يئن فينا - هكذا الجسد الواحد - يئن فينا بأنَّات لا يُنطق بها ، ليس بسبب التَسيب والانحلال - بل لأن الاثنان يعلمان أنه مخوف هو الوقوع بين يدى الرب فى مخدع الحب الليتورجى بدون الاستعداد اللائق والحب اللازم والأمان الشافى الوافى وبدون أب روحانى مختبر - وخصوصا الرهبان !!!!!!!
ليس بيننا وبين الأباء الرهبان قطيعة - ولكن هذا ليس مجالهم -
أعِرف حالات كثيرة مأساوية من الشباب والصبايا بل والكهنة الشباب الملتزم ممن يتخذون راهباً تقياً أب روحى لهم ’ ما ذا يحدث !!!! لكم أن تتخيلوا
برنامج الحياة الزوجية يسير وفق كتالوج وطقس الراهب !!!!!!
لا مخدع ليلة الثلاثاء والخميس لأنه صابح صيام اربعاء !!!!! وجمعة !!!!!! طيب ماشى
ولا حب ليلة السبت لأنه صابح أحد ماشى!!!!!!!!!
وكأنه بين ليتورجية المذبح وليتورجية المخدع خصام وفصام وعراك !!!!!!!!!
حظهم سئ لو فيه قداس كل يوم!!!!!!!!!!!
يظل اللزوجان بلا خِلفة ! بلا ولد !
وفوق كل شئ بلا لمسات حب !
من أين له وهو راهب ليتورجيته الأساسية هى ليتورجية الخصام مع الجسد والعداء مع الحياة الدنيا ؟!!!!!!!!
! أعجبنى راهب شيخ من الفاهمين (يوجد رهبان شيوخ فاهمون ! )الذين يضيئون كالجلد فى صحراء الوجود
قال فى سياق حديث عن الحب والجنس "يعنى هو ربنا ’ اللى هو عمل أكليل أدم وحواء بنفسه ’ جاب حواء لادم ومعاها كتالوج ’ ما هو اداها له وسابه هو يكتشفها وهى تكتشفه بالحب والرقة والشركة " الروح روح الجسد الواحد " الروح النارى "يَهِبُ حيث يشاء ومتى يشاء " .
لقد توقف الجنس عن أن يكون ليتورجية وبالتالى فقد معناه الانسانى !!!!
هذا يفسر مغزى ومعنى العادة المسيحية القديمة والتى بدأ الشباب الفاهمون ’ اليوم ’ فى العودة اليها ’
وهى الزواج أثناء الليتورجية ’ لأن الفاهمون من أباء وأمهات المسيحية الأولى ’أدركوا منذ اللحظة الأولى أنه كما نصير جسدا واحدا فى الليتورجية ’ جسد المسيح الذى هو الكنيسة ’هكذا الزواج هو ليتورجية (الساركا ميا)
وأن المخدع المسيحى ’ يحمل فى داخله كل الامكانيات والعطايا والوسائط التى تؤهله وتمكنه من أن يتحول الى مذبح افخاريستى فى يد الصادقين بلا وسيط ولا شريك ولا عزول مهما بلغت درجة روحانيته !
. نحن نعتقد أن قضية الحب الزيجى والليتورجية المخدعية و ما يتعلق بهم من قضايا تناول البنات وهن حائضات وغيرها والقائمة طويلة " يتعرضان اليوم " لهجمات هرطوقية ناسوتية لا تقل خطورة عن الهرطقات اللاهوتية فى الكنيسة الاولى لأن من يمس انسانية الانسان فى خصوصياته " يمس حدقة عين اللاهوت "
وحلها لن يأتى بقرارات مجمعية فوقية وسلطاوية ولا حتى بحوارات فيسبوكية !!!!
بل بإعادة بناء البنية التحتية للحياة الانسانية الزوجية واعادة صيغة الليتورجية العائلية ’ ورد الاعتبار للجسد الواحد فى الليتورجية المخدعية ’ واحترام خصوصيات المخدع الغير النجس حسب تعبير بولس الذى كان يخاطب المتهودين منا ونظرتهم المتخلفة للأطعمة والجسد والحب والدلال والزواج (عبرانيين 13 : 4 ) ، ذلك بالتوعية اللاهوتية والحس الانسانى وقبل كل شئ الانسكاب فى صلوات قلبية حقيقية وليتورجية من أجل سلامة البيوت والعائلات وسعادة الشباب والصبايا . خلاف ذلك سيجد شبابنا وبناتنا أن "الشيطان " وأجوائه هو أجمل ما فى المدينة الفاضلة كما رأى الصبى فى قصة مشهورة فى بستان الرهبان !!!