أرقام تحطم أساطير1-4
الأقباط متحدون
الثلاثاء ٢٦ يونيو ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
خلال الفترة الماضية، أصدر الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء اثنين من أهم إصداراته هما بحث الدخل والإنفاق والاستهلاك والكتاب الإحصائي السنوي ومن خلالهما بشكل رئيسي سنناقش بعض الأساطير. أسطورة الناس كلها معاها فلوس وزاحمين المولات. إذا كانت أسرتك كاملة يصل إجمالي إنفاقها الشهري إلى 4160 جنيها يبقى ألف مبروك أنت في أغنى شريحة من المصريين التي تنفق 50 ألف جنيه فما فوق سنوياً وهي لا تزيد على 15.7%
أسطورة محدش بيبات من غير عشا في شريحة أفقر 10% من المصريين يُنفق الفرد سنوياً 3332 جنيها أي 277 جنيهاً شهرياً على حياته كلها طعاماً وملابس ومسكناً وغيرها، بالتأكيد المبلغ غير كافٍ لا للعشا ولا للغدا، الملايين الذين يشترون عظام وأرجل الدجاج والمواشي لا يفعلون ذلك على سبيل التجديد، الطعام لا يكفي الأطفال أيضاً. نسبة التقزُم قِصر القامة بسبب سوء كمية أو نوع الغذاء بين أطفال مصر أقل من 5 سنوات بلغت 21% عام 2014، ربع الأطفال في الفئة العمرية 6- 59 شهراً يعانون الأنيميا، حين تشاهد عساكر الأمن المركزي متشابهي الملامح يجب أن تعرف أن السبب هو أنهم يجمعهم عمر كامل من سوء التغذية، نسبة الفقراء ارتفعت إلى 27.8% عام 2015، مقابل 26.3% في 2013. خلال عامين سقط مليون و 368 ألف مصري جديد تحت خط الفقر المصري، وهو معدل دخل 482 جنيهاً للفرد شهرياً، خط الفقر العالمي سيزيد الصورة سواداً السبب ببساطة هو ارتفاع الأسعار الذي لا يقابله ارتفاع في الأجور، معدل التضخم السنوي وصل في أغسطس 2015 إلى 10.6%، ثم قفز في أغسطس 2016 إلى 16.4%، وهو ما يعني أننا سنعرف بالإحصاء القادم أن المزيد والمزيد سقطوا.
أسطورة البلد فيها بنية أساسية قوية من أيام مبارك. يا عزيزي إذا كنت تدخل الحمام دون أن تفكر في نزح الطرانش فأنت محظوظ، لأن 42.2% من شعبك لا تتصل منازلهم بشبكة الصرف الصحي، في برنامج الحكومة الحالية إحصاء بأن 15% فقط من قرى مصر لديها صرف صحي وتستهدف الحكومة حتى 2018 الوصول بالتغطية إلى 50% فقط، أي بنية أساسية وأي استثمار أو تنمية تتحدثون عنها والناس لا تجد الحمامات الصحية.
أسطورة البلد زحمة من كتر العربيات كل الناس دي معاها فلوس منين من أكثر العبارات جهلاً على الإطلاق الأسر التي تملك سيارة خاصة تبلغ نسبتها 7.9% فقط، أقل من عدد السيارات المُرخصة ملاكي في ديسمبر 2015 هو 4.1 مليون سيارة فقط على مستوى الجمهورية، أما الغالبية الساحقة من المصريين فهم هؤلاء المهروسون في المترو والأتوبيسات والميكروباصات، مرة أخرى كونك تشاهد الزحام من سيارات أمثالك، فتفترض أن هؤلاء هم المصريون فهذا لا يدل على شيء أكثر من سوء تقديرك. نتوقف هنا عند بعض الأساطير، ونلتقي المقال القادم -بإذن الله- لنستأنف سلسلة جديدة من الأساطير التي أرى من الضروري هدمها على أدمغة مروجيها.
المختصر المفيد لا أكل بناكل، ولا صرف صحي، ولا عربيات بنركب، بتبصوا لنا على إيه؟