الأقباط متحدون - الأصوليات والمجتمع «٦٦».. قصة جهاد عبدالسلام فرج (2)
  • ١٣:٣٥
  • السبت , ٢١ يوليو ٢٠١٨
English version

الأصوليات والمجتمع «٦٦».. قصة جهاد عبدالسلام فرج (2)

مقالات مختارة | مراد وهبة

٢٨: ٠٨ ص +02:00 EET

السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨

مراد وهبة
مراد وهبة

قصته كامنة فى مسار فكره. وفكره يدور حول الجهاد، والجهاد، فى رأيه، التزام دينى خاص بالمسلمين عندما يكونون على وعى بأن الحاكم هو العدو الذى يمسك بزمام الحكم. والمسلمون، فى هذه الحالة، ليس فى مقدورهم الإطاحة بهذا الحاكم إلا بالعنف الثورى، ذلك أن الطغاة، بوجه عام، ليس فى الإمكان الإطاحة بهم إلا بالسيف. ومحاربتهم أفضل من محاربتهم عدوا أجنبيا فى بلد آخر. ومن هنا فإن رأيه فى تحرير القدس أنه لن يتم إلا بتحرير المسلمين لبلدانهم من الحاكم الكافر. لأن هذا الحاكم هو المسؤول عن استعمار بلاد المسلمين، بل إن هذا الحاكم تزداد قوته، ويزداد إلحاده بسبب أفكاره القومية وما يلزم عنها من حروب قومية، لذلك يلزم إقصاؤه كمقدمة لإشعال حرب تحت قيادة إسلامية لتحرير الأماكن المقدسة.

وفى صياغة أخرى يمكن القول إنه بدلا من الهجرة إلى بلد آخر لتأسيس الدولة الإسلامية ثم العودة بعد ذلك إلى أرض الوطن يكون من الأفضل توفير الطاقة وإقامة الدولة الإسلامية فى الوطن ذاته، ومنه يمكن الذهاب بعد ذلك إلى غزو دولة أخرى. فالحرب هى المنهاج الوحيد الذى تفرضه الشريعة لتأسيس الدولة الإسلامية.

وفى صيف عام 1981، قرر فرج تأسيس تنظيم سرى عسكرى مستغلا فى ذلك المناخ السياسى الذى أفرزه السادات فى تبنيه لعبة التوازن بين القوى السياسية المتنافسة فى مصر لإثارة الخلافات بينها. وقد استثمرت الجماعات الإسلامية لعبة التوازن هذه، وراحت تعادى الاشتراكيين. ومع بداية سبتمبر من ذلك العام ذاته كان تنظيم الجهاد السرى قد وصل إلى النقطة التى أحست فيها أجهزة الأمن بضرورة القبض على أعضائه. وفيما بين 3 و5 سبتمبر بدأ نظام السادات فى الإجهاز على كل القوى المعارضة، فاعتقل 1،536.

وكانت هذه فرصة اعتبرها التنظيم إرادة إلهية لاغتيال السادات عندما اختير الملازم أول خالد الإسلامبولى للمشاركة فى العرض العسكرى، فى يوم 6 أكتوبر من عام 1981. وقد تم الاغتيال إلا أن أعضاء التنظيم تم القبض عليهم بعد معركة مسلحة قامت فى أسيوط.

ومع ذلك فإن سقوط تنظيم الجهاد لم يكن هو النهاية لتأثير الأصوليين الراديكاليين فى مصر. فقد كانت سياسة مبارك الحذرة فى تطبيق الديمقراطية وفى الأخذ بالأفكار التحررية هى السبب فى بزوغ الجماعات التكفيرية فى الثمانينيات من القرن الماضى، وكان أشهرها الجماعة الإسلامية التى تبنت الدعوة إلى التكفير بمعونة الشيخ الضرير عمر عبدالرحمن فى دفاعه عن الجهاد فى إحدى جلسات المحكمة التى انعقدت لمحاكمة مغتالى السادات.

وقد طبع هذا الدفاع فى كتاب، وفكرته المحورية التفسير الحرفى للقرآن لتدعيم فكرتى التكفير والحاكمية، ومن ثم أصبح هذا الكتاب هو منفستو الجماعات الإسلامية فى مصر.

وقد تكونت هذه الجماعات من قيادات الجهاد التى خرجت من السجون ومن الجماعات الإسلامية القديمة، سواء كانت فى شمال مصر أو فى جنوبها. وقد أستعير مصطلح الجماعة الإسلامية من الأصولى الباكستانى أبوالأعلى المودودى، ولكن القيادة كانت للشيخ عمر عبدالرحمن.

والسؤال بعد ذلك: ما هى أفكار هذا الشيخ؟!
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع