الأقباط متحدون - الترتيب المالي للأسقفيات
  • ١٩:٣٤
  • الخميس , ٢٦ يوليو ٢٠١٨
English version

الترتيب المالي للأسقفيات

أوليفر

مساحة رأي

٠٩: ١٠ ص +02:00 EET

الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية
Oliver كتبها
- لو لم يكن المال أصل كل الشرور لما هلك أكثر ممن في الجحيم.ما كان التلميذ قد زاغ و ما إنحرف بعض الذين كانوا تلاميذ الرسل القديسين مثل ديوتريفس.المال إستكثره التلميذ علي سيده و إنتهر صاحب الطيب فكانت النتيجة أن التلميذ ذكر إسمه مصحوباً باللعنة و ساكبة الطيب المعطاءة ذكر ما فعلتها لتكفين المسيح تذكارا لها في العالم أجمع.كانت الماليات خطية صاحبت إنشاء الكنيسة الأولي.بدأت مع الكنيسة  حرب المال مقابل حروب الخلاص.
 
- دور الإدارة المالية في الكنيسة هو دور مهني بحت يستحسن فيه أن يقوم به من هو مؤهل و متخصص فيه.هو لا يختلف عن إدارة مالية إلا في أهداف هذه الإدارة التي يختلط فيها العمل المالي و الإداري بالتخديم علي الأهداف الروحية الخاصة بالكنيسة أو بنشاط ما. هذا الخلط بين المالي و الروحى يجب أن يكون موضوع لندوات توضيحية لأعضاء اللجنة.يتم فيها شرح كيفية إستخدام و تسخير الماليات لأهداف روحية.كيفية الحفاظ علي سرية الخدمات الإجتماعية.كيفية الحوار بهذا الشأن و حدود عضو اللجنة في العمل الروحي و عدم تجاوزه الدور الكهنوتي مع عدم السماح للدور الكهنوتي بتخطي الدور المالي و عدم الخلط بين مسئولين روحيين و ماليين في ذات الوقت.هذا يتم تعليمه في إجتماعات خاصة بلجان الكنائس يتم في اثناءها ترتيب الأولويات حسب الإحتياجات الحالية التي تتغير من فترة لأخري.كما تكون فرصة لمناقشة أفكار المشاريع و تداول الخبرات والآراء بشأنها حتي لا تنفرد لجنة بقرار لا يحسن دوره في حساب النفقةأولتداخل المسئوليات أو لإختفاء الرقابة و المراجعة للتأكد أن ما يتم هو حسب ما تم وضعه من خطة و ليس عرضة لهوي شخصي.أو متروك لشخص بعينه فيستهويه المال و ينفرد به إبليس كفريسة فيتوقف العمل و لا يدري أحد بذلك إلا متأخراً بعد أن تتضاعف التكاليف لأنه لا توجد لجنة هندسية للمطرانية تتابع ما يتم دون أن تتدخل في أعمال الشركات المنفذة.
 
- ليس مستبعداً أن يحارَب الرهبان بالمال حتي في قلاليهم.لكنهم إذا خرجوا من القلاية تأخذهم التجارب إلي كل ما لا يتخيله الإنسان العادي فيتحول الناسك إلي سارق و الراهب إلي مختلس و الحبيس في قلايته إلي جامع الأموال علي حساب دم الفقراء .يكثر هذا في الأسقفيات خاصة الحديث منها.حيث لا تكون الأمور مرتبة و يكون الأسقف الحكيم طويل البال لا يريد أن يغير الأوضاع بثورة تضطرب لأجلها اسقفيته بل يتخذ الصبر باباً و الإحتمال منفذاً و الستر علي الفضائح وسيلة لجذب هؤلاء المنحرفين الذين أمات الإنحراف ضمائرهم, تعودوا أن تديريهم رؤوسهم لا رأس أسقفيتهم.فتبدا الحروب بين المنتفع و الأسقف الذي يريد ان يصلح شئون اسقفيته.و تأخذ لغة التعامل أسوأها و تصل مساوئ المنحرفين اللصوص إلي تدبير الإتهامات الرسمية و صنع الإنشقاقات حتي إقامة القضايا ضد الأسقف  الذى جريمته أنه يريد أن يعمل الكل بأمانة المسيح.
 
-كان الهدف الرئيسي أن الراهب لا يحتاج نفس نفقات الكاهن المتزوج و لا يحتاج سوي قلاية صغيرة و خدمة كبيرة لكنه نسي لماذا خرج و زاغ و جال يعمل لحساب نفسه.صارت نفقات الراهب المختلس أكبر مرات كثيرة من نفقات كاهن متزوج بأسرته.كلما رأيت كنيسة تخترع نشاطا كل شهر كلما علمت أنهم فقط يخلقون غطاءا جديدا لنهب مال الرب فإحترسوا من الأنشطة الكثيرة خاصة الشكلية منها ليست الواقعية فهي مؤشر واضح للإنحراف.
 
-الماليات في الإيبارشيات هي صاحبة السبب بعض الكنائس تؤسس مؤسسات تجعلها متخصصة للأنشطة و تنال عليها منح و تبرعات. للمؤسسة  و في هذا كله هي خاضعة للإتحاد المنظمات غير الحكومية..كما أنها بإعتبارها كنيسة لها لجنة ملية و حسابات كنسية خاضعة للمطرانية. تضارب الإختصاصات و إختلاطها غير واضح بين وضع مؤسسات خيرية للكنيسة و بين حساباتها الكنسية فإذا أراد الأسقف معرفة ما يدور قالوا له هذه مؤسسة أنت لست عضوا فيها و لا تملك التدخل في مالياتها و إذا تركها كما هي لأصحابها صارت مجالاً لكل ما هو إنحراف مالي لا يمكن كشفه إلا من أعضاء لجنة المؤسسة الذين يتقاسمون مع الكاهن هذه الأرباح التي تأتي في صورة منح و معونات حكومية.و يبقي الأسقف متفرجاً أفقر من كهنته لا يعرف كيف يتصرف فإذا تدخل حسبوه مخالفا للقانون و إذا صمت حسبوه غير أمين و هو يحترق ألماً.
 
-الماليات صداع في راس الجميع.هي زارعة الشكوك و لو بحسن نية.هي التي يلاحظها الشعب أكثر من الروحيات.و يقيم بها الأنشطة فيكون النشاط الذى يدر مالا أهم من النشاط الروحي.و الخادم أو الخادمة التي تحقق مكاسبا للكنيسة أهم جدا من الذى يسعي لخلاص النفوس و تصير الماليات نقطة يفترق من عندها الخالصين و الهالكين و تتبدل آيات الإنجيل عندهم بمكاسب يحسبونها أهم من ربح النفوس.الماليات نقطة ضعف الكنائس البخيلة و سر قوة الكنائس المعطاءة..
 
-أما عن الإنحرافات فهي لا تستثني أحدا قد تصدر من اساقفة لا يراجع أحد تصرفاتهم و قد تصدر من رتب أقل يتغاضي عنها الأسقف من النوع المادي لو تم إرضاءه و يثور لو تم تجاهله.ليست هذه قاعدة بل شواذ لنماذج موجودة لا يمكن إنكارها.ليس هذا حال جميع اساقفتنا بل قليل منهم لكنهم يشوهون رتبتهم.لذلك وضع نظام مالي أمر لخلاص الكنيسة من صراعات المكاسب علي الصندوق الرسمي و غير الرسمي.
 
- إنحراف خطير لا يلحظه الشعب و يكون مصدر ملايين في جيوب المنحرفين و هو بيع أراضي أو شاليهات أو فيللات بالأمر المباشر دون أن يعلم أحد فهي أصول مجهولة للمطرانية.يبيعها الأسقف و قد يُصدر سكرتيره في قبض العمولة لتذهب أيضاً إلي الأسقف و هي بالملايين. لهذا لابد من جهة بابوية لحصر أملاك كل إيبارشية و عدم التصرف فيها إلا بالرجوع للكاتدرائية حيث أنها ليست ملكاً للأسقف ليبيعها و يضع ثمنها و العمولة في جيبه.
 
-علي الإيبارشية  تخصيص لجنة رقابية لابد أن تعتمد ميزانية كل كنيسة بواسطة مراجع قانوني معتمد محايد هو أمر حتمي يؤكد أن لكل نفقة مستند و أن لكل ربح مصدر .كما أن تخصيص مراقب مالي مهمته أن يتأكد من ضرورة هذه النفقات و ليست فقط أنها مرفقة بالمستندات و يحول للتحقيق من ينفق مالاً دون ضرورة أو مشورة و  خطة أو يقيم مشروعا دون دراسة تتم الموافقة عليها من الأسقفية.هذه اللجنة الرقابية الأسقفية تنتدب لكل كنيسة مراجع مالي محايد و لو كان غير مسيحي في المهجر.المهم أن تراعي الأسس الصحيحة عند إعداد القوائم المالية و تجفف منابع الإغتراف و الإنحراف من منابعها بوجود هذه الهيئة الرقابية الثلاثية ( مراجع محايد- مراقب مالي -محاسب معتمد) و إذا تيقنت هذه اللجنة الأسقفية المالية من صحة كل شيء تعتمد الميزانية.أما أن تستقل كل كنيسة بميزانيتها في زمن ضعف فيه الضمير الصالح و توحشت المطامع فهذا يعط الفرصة لكنائس لأن تصبح أقوي من الأسقف فتتحداه بطرق شتي و يصبح للأسقفية رأس روحي و أخر مالي هو الثعبان المميت.
 
- أما حسابات المطرانية ذاتها فيقوم به مكتب مراجعة محايد بأكمله.و كلما كان الأب الأسقف بعيدا عن الماليات يستخدمها دون ان يجمعها تكون له كرامة مشهود له بنظافة القلب و طهارة اليد .تصمت عنه ألسنة الشائعات و تنكسر قدامه حيل الفاسدين في إيبارشيته و تتكسر تحت قدميه كل إدعاءات و تهم باطلة و يضع الرب أعداءه تحت قدميه..
 
- ليس في المهجر أسرار نخشي أن يطلع عليها مكاتب محاسبية محايدة.فهذه تعطي مصداقية أكثر للأسقفية و تؤهلها لمساعدات تستحقها من جهات مانحة بشهادة هذه المكاتب المحاسبية ذات السمعة.لذا لا خطورة علي ترك وضع ميزانيات الإيبارشية في يد شركة ذات سمعة.
 
- إن الإهتمام بطهارة كل قرش و بنس يدخل صندوق الكنيسة هو تطهير لقلوبنا من شهوة المال .غسيل القلب أهم من غسيل الأموال .غسيل القلب بالروح القدس يتم  لمن يريدون ضميرا حياً يرون الله به قدامهم و يعملون للقاءه ألف حساب أما غسيل الأموال بتجميعها و إرسالها إلي بلاد أخري ثم أستردادها من خلال حسابات نقية هو عملية غسيل يظن من يشارك فيها أنها من أجل الكنيسة لكن كنيستنا ترفض هذه الإنحرافات و تحاكم بقسوة من يظن اننا كنيسة لصوص توافق علي ما هو غير قانوني.اللصوص يحاكمون مهما عظمت رتبهم لأن الضرر سيقع علي الكنيسة و سمعتها في بلاد المهجر مما يؤثر علي إحترام البلاد التي نعيش فيها لكنائسنا.لا يوجد غسيل أموال من أجل أخوة الرب بل هو من أجل لصوص الصناديق.
 
- الصراعات التي تفوح رائحتها و تصل أخبارها إلي المسئولين الغربيين تجعلنا في موقف سيئ تظهر آثاره حين نطلب من نفس المسئولين تصريحا أو ننشيء معهم علاقة ودية فتجدهم ينفرون من اشخاصنا كاصحاب شبهات لم تثبت بعد علينا لكنهم يرون تجنبنا فيه خلاصهم من مشاركتنا في تلك الشبهات.لذا من الضروري أن نتذكر أننا موضوع مراقبة من جهات كثيرة يهمنا أن نظهر لهم كنيسة نقية ليس فقط في تعليمها و محبتها بل كذلك في تعاملاتها المالية.
 
- اللجنة الكنسية لابد ان يكون فيها ذاتها نظام داخلي رقابي يمنع إنفراد شخص أو إثنين بالماليات و ما يتبعها من قرارات في التصرف.كما يجب أن يكون في كل كنيسة مراجع حسابات معتمد فإن لم توجد لكنيسة واحدة فليكن لمجموعة كنائس توفيرا لتكاليفه لكنه يبقي شاهدا قدام السلطات أنه راجع الميزانيات و وجدها قانونية بالإضافة إلي اللجنة الثلاثية الأسقفية المالية و الإدارية التي تعيد المراجعة علي الُمراجع و توقع بصحة البيانات أو تعيد ما يجب تصحيحه.إختيار اللجنة الكنسية لا يجب أن يزيد عن سنتين. و المسئول المالي لا يجب أن يكون شخصا واحدا بل إثنين.و الشيكات يوقع عليها ثلاثة و لابد من تغيير المسئول المالي سنوياً.و التبرعات النقدية تورد للمطرانية ثم يأخذون من المطرانية إيصال إستلام بها.و لابد من إحياء و تنشيط الإشتراكات الشهرية و السنوية البنكية مما يقلل الشبهات عن التبرعات النقدية التي يمكن إستخدامها في النفقات الجارية فقط كسداد الفواتير و الرواتب و شراء المسلتزمات.
 
- إن ضبط ماليات الكنائس ليس فقط بغرض منع الإنحرافات بل هي وسيلة للتخطيط المدروس للمشاريع التي يمكن القيام بها لأن حساب النفقة أمر إلهي.إن المال عدو يجب أن تهزمه قبل أن تستخدمه.لا ياسرك و تظن أنك غني بهذا بل أنت بهذا عبد.فإستعبد المال لكي تستطيع أن تعبد المسيح له المجد.
 
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع