الأقباط متحدون - كلام من القلب إلي آبائي الأساقفة الأجلاء
  • ١٧:٤٠
  • الاثنين , ٣٠ يوليو ٢٠١٨
English version

كلام من القلب إلي آبائي الأساقفة الأجلاء

أوليفر

مساحة رأي

٢٠: ٠١ م +02:00 EET

الاثنين ٣٠ يوليو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
Oliver كتبها
أبى المبارك.منحة السماء إلي شعب السماء أو هكذا ما يجب أن يكون.أنت ضمن مواهب الروح القدس للكنيسة فكل ما فيك يعلن الروح للكنيسة.أعلم هذا.أعرف يقيناً مكانتك الرسولية و كرامتك العالية.بل أري أبوتك تفوق كل مناصب أسقفيتك.لذلك فمن أبوتك آخذ و أتكلم غير هياب من شيء و لا متردد في شيء.فلصوت الروح نبرة تعرفها قبلي.لعظمة صوت الله وقع يقع عليك قبل أي إنسان غيرك.لهذا سأطلق الكلمات مغلفة بكل إحترام و حب و مغلفة أيضاً بشكاوى و آلام البعض.لربما في خضم مسئولياتك تناثرت صلتك بالشعب فتحولت الأبوة إلى أثر.صارت الأسقفية رئاسة.صرنا نرنم لرجل الله الذى إنشغل عما لله مستغرقاً في إدارياته و مقابلاته الرسمية غير منتبه أن لقاءه الرسمي الأول و الأخير هو مع الله .هو لقاء لا ينكسر في جزء من الثواني لئلا يفسد عمل الله.هو لقاء يدخله المختار إلي الأسقفية و لا يخرج منه إلي الأبد.هل ما زلت هناك يا أبي أم تبدلت اللقاءات إلا ما لا يشبع روح الله فيك.
 
الناس ينظرونك كملاك الله.فهل الملائكة تنشغل عن الإلهيات.هل تضطرب و تحتد ز تتعصب و تحابي.ليست السيمونية مالاً فحسب بل مجاملات كثيرة.و ليس الظلم حكماً ظاهراً بل علاقات فاسدة أكثر.لا تصنع مثل راحيل و تبيع أخ لأخيه فتفرق بينهما عمراً و يضيع من الكنيسة عمراً أطول لأجل المحاباة.أنت ملاك الله هل ملائكة الله تغمض أعينها عن خائفي الله أم تحيط بهم و تنجيهم.
 
أبي الأسقف القديس.هل قديس أنت حقاً .أم مع كل مرة تناديك الكنيسة القديس أنبا فلان تحمل عليك وزراً جديداً.أقديس أنت في إجتمالك؟في حكمتك بين أبناءك الكهنة؟أم أنت بينهم طيب لمن يرشيك بالمديح الأكثر أو بالنفاق الأبلغ أو بالهدايا المتنوعة شكلاً و موضوعاً.أم طاعته العمياء تقربه و مناقشة الآخرين لك تبعدهم.أنت من يعلم أن التعنت مع كاهن يقتل الرعية و مجاملة كاهن دوماً تفسد الرعية.بينما لك قلب قديس يحتوي الكل ؟يحبهم بلا سبب سوي أنك ولدتهم في قيودك و أنك مسئول عنهم حتي النفس الأخير.ليتك تبقي هذا القديس أبي.
 
يا كاهن الله لا تعاند أسقفك و لا تظنك أكثر منه إستحقاقا لو كنت راهباً.فالرب لا يخطئ في إختيار رجل الأزمنة و إن كان يجربنا فلتنقذنا أنت بصلاتك و إتضاعك دون عناد أو إلتفاف و خبث فليس هكذا تثبت إستحقاقك عنه.
 
أبي المبارك.ليتك كيوسف سيداً لأخوتك.لم يبع من باعوه.لم يسلم أخوته لسلطة فرعون .بل ترك الأمر كله في يد الرب فكان له خيراً.يا باقة الكنيسة يزينكم جمال المحبة الذى يجب أن يبهرنا إذ لا ندرك رقيه نحن الصغارقدامكم..ليس في باقات الزهور  تنافس  بل تناغم .ليس  نزاع علي كنيسة في أبروشية أو خلاف علي كاهن أو طمع في منصب أو لجنة  أو تقوقع حتي يصير أسقفاً أرقاً في الكنيسة الواحدة..ماذا بين أخوتك و المسيح قدامك.ماذا سوي إنصهار القلب ليتوحد كالكنيسة الأولي.متي تصبح أساقفتنا  الأجلاء وحدة غير قابلة للمنازعات.كاشفة لحيل إبليس فيخضع كل أخ لأخيه كما طلب الرب يسوع من تلاميذه أن يخضعوا بروح المحبة وادين بعضكم بعضا.ليس كالناس بل كالملائكة.فلم أر الكتاب يخاطبكم كالناس بل كملائكة الله فهل سمعنا عن ملائكة يتنافسون أو سمعنا عن ملائكة يشهرون بأخوتهم أو ملائكة يحتقرون غيرهم أو يتعالون عليهم.ما سمعنا عن ملاك مثل هذا  الذى رفع كرسيه فصار شيطاناً .
 
يا أبي إبن الله أنت لست إبن الدولة .لست سفيرا لسلطة بل للمسيح.لا تبيع أولادك لتكسب رضا الغرباء.أنت تعرف ما أعنيه.أنت إبن الله الذى يفوق كل رئاسة و لا يخضع سوي لرئاسة مجمعه و أبيه البطريرك بإتضاع و حب و فوق الكل تخضع لرئاسة الثالوث ناكراً أن تكون أداة لسلطة تستخدمك مهما بدت في الأفق مكاسب تحسبها حكمة.يا إبن الله لا تبن كنيسة ليس المسيح حجر زاويتها.مهما كان الثمن باهظاً.فلا يليق بإبن الله أن يقايض الخبز بالحجارة و لا حتي لو تحولت الحجارة خبزاً.
 
أيها الراعي سفير الراعي الصالح.أراك تعرف راعيك.ينام وسط خرافه صائحاً أنا هو باب الخراف.ليس بينه و بين الخراف باب بل هو الباب نفسه للخراف.فكم باب بينك و بين رعيتك.إن كنت تعرف أسماء خرافك فطوباك.إنت كنت تعرف أصواتها فأنت بالحقيقة ممسوح بقوة إلهية.إن كنت تبذل نفسك عن خرافك دونما تفرفة فليس مثلك بين سكان الأرض بل أنت سفير سمائي يزورنا و نتبارك به.فليكن هذا عندك.أنت ضيفنا السماوي.لا تخلو بيوتنا منك.فإن خلت ضاع كرسيك.فليست كراسي الأساقفة صنم في الهيكل بل كيان في كل قلب.هذه يا أبي هي الكراسي التي تبقي إلي الأبد و لا تنكسر.حين يصبح موطنك هو الحب و تكون رغبة القلوب أن تبقي فيها إلي منتهي الأعوام .أما مظاهر الأبهة فكلها كاذبة.لا تصنع مجد الله و لا فخر الروح بل تصنع تاريخا من ورق ينتهي إلي صورة علي حائط  تري منها الكثيرفى أروقة إيبارشيتك.
 
أبي الأسقف.ليست المعرفة كلها في يمينك.لكنك بالإتضاع تجمع المعرفة من جميع من يشتركون في مائدة الرب.فليس في المسيح إحتكار للمعرفة.ليس في الثالوث من يعمل وحده فكن كأقنوم الله يشترك مع أقانيم الكنيسة دون منازعة أو مغالبة أو تعالي.فليس للمعرفة كمال على الأرض..فإنتظر حتي تدرك المزيد و لا تبيع أخوتك بثلاثين من المعرفة.فكلما أخذت حكمة بنيت جسد المسيح إلي واحد و أخذتنا لنمو في طريق السمائيات . كلما توقفت لتتعارك علي معرفتك القاصرة أعثرت الكنيسة و أبطلت نمو المحبة و جعلت الخراف مشتتة لأن راعيها مشغول بنفسه معتداً بذاته جعل معرفته القاصرة مقياساً للإيمان و العقيدة..
 
أبي المتضع.نراك فنتعلم كيف نخضع للأكبر و الأصغر.فماذا لو تجاسر أحدهم علي الأكبر هل يظن مثل هذا أنه يستحق كرامة الأكبر و لا حتي كرامة الأصغر؟ فإنتبه فمن الفم يخرج ناموسك و يدينك و من قلبك تخرج طاعتك و تزكيك.فتصبح كيوسف سيداً و أنت الأصغر.فكم من مجد ينتظر المتواضعين كما تعلمون.
 
أبي رجل الله.أيهما أعظم أن تكون رجل الله عند الدولة أم رجل الدولة في الكنيسة و المجمع.لك الإختيار لكن الثمار في الحالتين واضحة فإما في المسيح  تثمر من الكرمة و إما من المسيح تقطع من الكرمة.
 
أبي الأسقف الذى في قلب الله .قلبك هو الكنيسة الأولي التي تستقبل البعيدين و الجدد و الغرباء.أنت كنيستنا.الشاهدة بمحبة الثالوث.ليست الجدران و لا الإستثمارات و لو كانت لصالح الجدران.قلبك ملاذ آمن لكل من هاجمه عدو الخلاص.فلا نريد بديل عن قلبك مهما تزينت جدران أبنيتك و كثرت أعدادها.لا نريد بديلا عن أبوتك مهما تشعبت علاقاتك بالكبار.فلم نعرفك سوي جزء من قلب الله.
 
هذه كلمات صغيرة ممن يمكنكم أن تعدونه كالذليل بينكم.فليكن لكم كصوت هامس كخيال عابر كلا شيء سوي صوت يريد أن تربح بكم الكنيسة ما مات المسيح لأجلنا كي نربحه.لتكونوا لنا سلماً نستند عليه في شبع لشهوة الإنطلاق من هذا العالم و عشرة الثالوث الأبدية ذاك أفضل جداً.
 

 

الكلمات المتعلقة
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع