عمّى حسين مريض

 

يعز علينا أن نقف مكتوفى الأيدى والرجل يتألم وأسرته تتألم. يعز علينا أن يسقط الفارس عن جواده، فلا يجد عوناً من وطنه. سيادتك قررت علاج كل الحالات الحرجة فوراً وبلا إبطاء، وسارعت كل الجهات والمؤسسات الطبية إلى تنفيذ قراركم، الذى حمل فى طياته عطفة طيبة على جموع المتألمين والمنتظرين فى طوابير الألم.

 

ويقيناً لن تضنّ مؤسسة الرئاسة عن غوث الأستاذ حسين، الذى قضى عمره يناضل من أجل ما آمن به وطناً عزيزاً غالياً، مرتفع القامة، عظيم المقام، عَلَمه ورايته خفّاقة، وطن العدل والحرية والمساواة، وطن العدالة الاجتماعية، والكرامة الإنسانية، وطناً يعيش فينا، وطناً نلهج باسمه ونتغنى، نحن ولاد البهية مصر أم طرحة وجلابية.

 

عمّى حسين مريض، عمّى حسين لم يطلب منى حرفاً، وأخشى أن يؤلمه ما خطّه القلم، ولكنى لن أقف هكذا أراه يتألم، ويذوى حزيناً، وأنا مَن عهدته شجاعاً فى الحق، ولو كان مكانى لما تأخر عن نجدة فارس يسارى لم يتغير ولم يتلون ولم يبِع دينه ووطنه فى سوق النخاسة المضروب فى أصقاع الأرض البعيدة، هناك حيث يساوم النخَّاسون على بيع جلودهم السميكة..

 

عمّى حسين آسف إن أذعت سر مرضك، ومثلك لا يُذاع له سر.