يرد نفسى ويهدينى الى سبل البر

 

الكثير من الناس يأخذون حرف الدين لا عمق الدين ، شكله لا جوهره والسبب وجود قشور تحجب الرؤية عنهم ، إنها قشور المادة والعالم ، قشور التدين الشكلى ، قشور الفكر الخاطىء..

 

هكذا حدثنا نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "قشور" موضحا بعضا من هذه العوائق التى تقف حائل أمام رؤيتنا للتدين الحقيقى ، أولا: الاهتمام بالشكل وليس الجوهر مثل الاهتمام بالوقوف فى الصلاة دون الاهتمام بالتركيز والعمق فيه ، الاهتمام بالصوم من بدايته دون الاهتمام بالتغير الحقيقى وتأثير الصوم ، من يعطى فى العلن ويتباهى بذلك وينسى أن العطاء يكون فى الخفاء ، من يهتم بحضور الكنيسة ولكنه لا يتأثر بتعاليمها .

 

ثانيا : عدم قبول الفكر الصحيح ، بسبب وجود قشور على عقل الإنسان تجعله يسير فى اتجاه خاطىء قد تكون هذه القشور الأفكار الخاطئة التى يحاول أصحاب السوء بثها فى الذهن فتكون السبب فى ضياع الإنسان ، أيضا القراءات الشريرة التى تبث مبادىء واخلاقيات هدامة تقود الإنسان الى سلوكيات خاطئة ، كما أن الحواس قد تكون قشورا تعوق التدين الحقيقى بتركها تشتهى ما تريده دون التحكم فيها وهو ما يقود للفكر الخاطىء ، ثالثا : تقديم المصلحة الشخصية على مصالح الناس ، فهناك من يقود والقشور على عينيه فلا يرى سوى مصلحته الشخصية ويضع خططا ضيقة قصيرة لأنه لا يرى سوى تحت قدميه ، ولا يفكر كيف يعد ويجهز للمستقبل ، ويظن أن المخاطر لا تستطيع أن تصل إليه ، فعندما تصل إليه تدمر كل ما فعله.

 

إزالة القشور من العين ليس بأمر صعب ، القديس بولس الرسول كان يعانى من غشاوة عينيه وقشور حجبت رؤيته عن معرفة الله ، ولكن حينما فهم الأمور فهم صحيح وحينما اعتمد سقطت من عينيه تلك القشور لأنه فهم الإيمان الحقيقى ، نحتاج أن نفهم أمور حياتنا فهم سليم حتى تسقط القشور من أعيننا ، ولا نعطى فرصة للأكاذيب الأضاليل أن تسيطر على حياتنا، كما أن القيادة السليمة هى الرؤية الثاقبة للأمور ورؤية ما وراء الأحداث ، إنها الإشباع والارتواء والرعاية "الرب يرعانى فلا يعوزنى شىء فى مراع خضر يربضنى .. يرد نفسى ويهدينى الى سبل البر، من أجل اسمه.." . 

 

امنحنا يا رب نعمة العمق فى معرفتك وفى عبادتك ، امنحنا الفهم الصحيح لكل أمور حياتنا ، لا تدع شىء يحجب رؤيتنا إليك يا رب ..