الأقباط متحدون - جمعية جنينة الحيوان
  • ١٩:٠٧
  • الخميس , ١٦ اغسطس ٢٠١٨
English version

جمعية جنينة الحيوان

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٣: ٠٥ م +02:00 EET

الخميس ١٦ اغسطس ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
اتصلت بصديقتها وقالت لها بنبرة ملؤها اليأس والحزن ومسحة من الخزي "ما تعرفيش حد ناوي يعمل جمعية صغيرة ونقبضها بسرعة، ردت صاحبتها عايزاها في حدود كام كده قالت يعني كده خمس مية ست مية جنيه أو أقول لك ربعمية قالتها وهي مرتبكة، ربما لكونها لا تستطيع تقدير الأمور والجزم بالرقم المالي المراد أو لأن الرقم قليل وهي محرجة من كونها لا تستطيع تدبيره، فعاجلتها صاحبتها محاولة أن تواري حرجها، وسألتها عايزينهم على إمتى؟ قالت خلال أربع أشهر عايزين نودي العيال جنينة الحيوانات عمالين يزنوا علينا و... فقاطعتها صاحبتها وليه الرقم ده كله، دي التذكرة بخمسين قرش، فأطلقت ضحكة عالية مجلجلة بها نبرة من السخرية غير المختفية ربما من أن صاحبتها لا تتابع الجرائد، أو لما ستقوله إذ قالت لا ما هم رفعوا سعر التذكرة لخمس وعشرين جنيه، فأطلقت صاحبتها شهقة وضربت صدرها ضربة قوية، كانت واضحة في التليفون وسألت مستنكرة على إيه يا حبيبتي دي معظمها أقفاص فاضية، تنعي أهلها، أعجبت باللغة القوية التي أستخدمتها، فعاجلتها قائلة حلوة تنعي أهلها دي، فقالت آه حلوة حلوة أوي كمان بس الأحلى لو شفتي لي جمعية عشان أنا والعيال وأبوهم عشان نخش حانتكلف تذاكر بس مئة جنيه غير ست وخمسين جنيه مواصلات مترو بس من شبرا الخيمة للجيزة،

ونتمشى من المحطة لغاية الجنينة وزي ما يحصل يحصل في العيال في عز الشمس، قالت حاضر حاشوف لك طبعاً،رايحه على الصيف كده، آه قالتها وهي لا تعرف إن كانت آه موافقة أم آه ألم من ضيق ذات اليد، ثم سألت طب دول ما يجيبوش مئة وستين جنيه الباقي بقى في إيه؟ قالت يعني العيال حيخشوا ويشوفوا اللي بيتباع جوه من صور مع الأسد الصغنن وغيره وما نخليهمش يتصوروا، دي الصورة من زمان كانت بأكثر من أربعين جنيه شوفي بقى حاتبقىبكام؟ وإلليعايز أكل ده ويشرب ده، شوفي الحراس اللي كانوا بيرضوا بجنيه عشان تأكلي الحيوان اللي بيحرسوهدلوقتيحايببقواعايزين كام عشان يسيبوكي تأكليه؟ ده غير الاولاد لو عطشوا من الصيف الحار ولو عايزينياكلوا حاجة، ولما وصلت عند هذه النقطة كانت غصة الحلق وصلت لآخرها، فأطلقت أنين من حنجرتها يشبه النحيب تقريباً كتمته لألا يسمعها أحد بالمنزل من العيال،ويتخض عليها وكتمته لألا يعرف أحد بسر الجمعية التي تخطط لها لمواكبة أحلام العيال بفسحة في الصيف تتناسب مع طموحاتهم وجشع الحكومة التي تعرف تأخذ ولا تعرف تعطي، تعرف تنهبالغلابه،وتعرف تأخذ على خدمات تدعي تقديمها، ولا تعرف تطورها وتعمرها، ولا حتى تعرف الحفاظ على مستواها من التردي،تستسهل رفع أسعار التذاكر، ولا فكرت أبداً في استثمار الأماكن والمرافئ والخدمات التي ترفع قيمة تذاكرها وأسعارها وأثمانها.

أنهت المكالمة مع صاحبتها، وهي فرحة بوعد الجمعية ومتمنية أن حينما تذهب على ما يأتي الصيف وتجمع ثمن الرحلة بالجمعية دي يكون لسه فيه حيوانات وما تكونشي الأقفاص إتباعت أو ما جابوش بنيآدمين دهنوهم أسود زي ما عملوا في الحمار ودهنوه زي الحمار الوحشي.

المختصر المفيد إن لم تعرف تستثمر فانصب على الغلابة.