قصة عقوبة «حلق رؤوس السيدات»: نُفذت ضد 20 ألف امرأة «خائنة»
منوعات | cairo30
السبت ١٨ اغسطس ٢٠١٨
في نهاية الحرب العالمية الثانية، وبعد هزيمة ألمانيا وتحرير فرنسا، قرر الفرنسيون معاقبة كل النساء المتعاونات مع الفصيل النازي أثناء فترة الحرب واللاتي بلغن حوالي 20 ألفًا بحلق رؤوسهن في الميادين العامة، على مرأى من الجميع، باعتبار أن فعلتهن تعادل «الخيانة للوطن».
في هذه الصورة مثلا، والتي التقطت في مونتيليمار، فرنسا، 29 أغسطس 1944 –بحسب ما جاء في موقع rarehistoricalphotos يتم حلق رأس امرأة فرنسية أتهمت بصداقتها للنازيين، في سلوك أشبه بالانتقام المُخزي بعد تحرير فرنسا، حيث وجهت لها تهم الدعارة والعمل التطوعي لصالح ألمانيا، وتظهر في الصورة الجماهير الفرنسية وكأنها تحتفل.
في جميع أنحاء فرنسا، في الفترة من 1943 وحتى بداية عام 1946، اتهمت 20 ألف امرأة من جميع الأعمار وجميع المهن بأنهم تعاون مع الألمان، وطبق عليهن الحكم الشعبي بحلق الرؤوس، والذي قام بتنفيذه فصيل عرف بأنهم أبناء المقاومة، الذين شاركوا في القتال في وقت التحرير، بجانب بعض الجيران الذين نزلوا إلى الشوارع، في حماية عناصر من الشرطة اليت باركت العقاب.
كانت الأحكام تنفذ إما وراء أبواب مغلقة، داخل جدران السجن أو بيوت النساء المراد معاقبتهن، أو في ساحة عامة، في مشهد أقرب لمظاهرة ترفع شعار «الانتقام من الخونة».
تنوعت التهم التي كانت توجه للنساء، ما بين السياسية، والتي تعني الانضمام إلى منظمة أو الادلاء بأراء تدعم الألمان، والقوات المتحالفة معهم، أو تهم مالية بالحصول على أموال مقابل أعمال تدعم الفصيل الألماني، كذلك نفذ الحكم ضد بعض النساء الألمانيات المقيمات في فرنسا، وهو أمر لا يشير بالضرورة إلى التعاون لكن الشعب الفرنسي اعتبرها محط شك.
بعد الحرب وحتى الوقت الحاضر، أصبحت صور النساء من حليقي الرؤوس الدليل الوحيد للممارسة المخزية التي تمت دون أحكام فعلية ضد 20 ألف امرأة، في ظل حالة من الصمت العام من جانب الحكومة والسلطة، وهي حلقة في تاريخ الفرنسي لا تزال تثير الخجل والقلق نتيجة لأنها لم تكن تخضع لفحص دقيق، أو دلائل حقيقية بناءً على تحقيقات وأحكام.