الأقباط متحدون - حديثى مع أوليفر ستون!
  • ١٨:٠٠
  • الثلاثاء , ٢١ اغسطس ٢٠١٨
English version

حديثى مع أوليفر ستون!

مقالات مختارة | بقلم : زاهي حواس

٤٩: ٠٥ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ اغسطس ٢٠١٨

زاهي حواس
زاهي حواس

 يعتبر المخرج الأمريكى العالمى أوليفر ستون من أعمدة السينما الأمريكية ومن أفضل مخرجى السينما فى العالم على الإطلاق!

 
وقابلت الفنان العالمى أوليفر ستون فى حفل جميل على سطح أحد الجبال المجاورة للمدينة الإيطالية، «كاتن زارو»، والتى يقام فيها مهرجان للسينما كل عام، ويدعى إليه العديد من فنانى السينما بهوليوود. وقد دعوا هذا العام أربعة مشاهير، وذلك طبقًا للإعلانات فى الصحف أو الملصقات وهم: الممثل الأمريكى الشهير ريتشارد درايفس، والذى حصل على الأوسكار، وكذلك المخرج أوليفر ستون الذى يعتبر علامة مهمة فى صناعة السينما، وحصل على الأوسكار مرتين، بالإضافة إلى ممثل إيطالى سترو فنديرى أوجستوا، والرابع هو كاتب هذه الصورة. ويتم تخصيص يوم بالكامل لكل شخص من الحضور للحديث عن أعماله أمام جماهير هذه المدينة الجميلة، والتى تقع على البحر، وتعتبر من أجمل شواطئ إيطاليا.
 
وعلى مائدة العشاء جلست فى مواجهته تمامًا. وقال لى إنك تشبه الممثل الأمريكى القديم لينر روميرو. وقلت له هذه أول مرة أسمع هذا الكلام. وقد أحسست من الوهلة الأولى أنه شخص متعجرف جدًا على العكس من ريتشارد درايفس تمامًا الذى كان لطيفًا للغاية. وقال لقد سافرت إلى مصر مرتين، وتعتبر من أسوأ الأماكن التى سافرت إليها فى حياتى حيث صادفت سوء حظ تمامًا. وطلبت منه أن يحكى لى السبب وقال إننى لا أريد أتكلم فى هذا الموضوع. وقد أحسست أن ما يقوله لى هو عبارة عن إهانة لى كمصرى. وأعتقد أن طريقة الكلام كان يجب أن تكون مختلفة، ولكن طريقته كانت مستفزة تجعل أى شخص يهينه، ولا أعرف ما الذى جعلنى أصبر على كلامه. وبعد ذلك قال إن هناك مجموعة من الأثريين، وكذلك شركة تليفزيونية شهيرة، اتصلوا به كى يعلق على أهم كشف أثرى فى القرن الواحد والعشرين. فسألته عن هذا الكشف. فقال مقبرة الإسكندر الأكبر، ولن يستطيع أن يعلق أكثر عن هذا. وقلت له للأسف كلامك ليس حقيقيًا، لأنه لو تم اكتشاف مقبرة الإسكندر الأكبر لكنت أول من يعرف بصفتى الأثرية. وحكيت له قصة التابوت الجرانيتى الذى عُثر عليه بين عمارات سيدى جابر بمدينة الإسكندرية، وكيف أن الصحافة العالمية فى كل مكان أطلقت على هذا التابوت مقبرة الإسكندر الأكبر. ورد قائلاً إنه ليس هذا التابوت إطلاقًا. وأضفت أن هناك نصابين يدعون معرفتهم بمكان مقبرة الإسكندر الأكبر مثل الجرسون اليونانى استيليو والذى جمع ملايين الدولارات للبحث عن مقبرة الإسكندر، وظل يحفر أعوامًا طويلة ولم يعثر على شىء. وقال إن مقبرة الإسكندر الأكبر الذى يتكلم عنها ليست فى مصر بل هى قريبة من الأردن. وقلت له آسف أن أقول لك إن كلامك ليس صحيحًا لأننى أتحدث معك كأثرى، وعندما أتحدث عن الآثار يجب أن تنصت لى أو سوف أنهى هذا الحديث تمامًا. وقد قلت كلامى بحدة جعلته يستيقظ. وقلت لدينا أدلة مكتوبة أن الإسكندر قد دُفن بمدينة الإسكندرية، ولن أعلق على هذا الموضوع أكثر من ذلك.
 
وكانت تجلس بجواره زوجته الكورية. وترك أوليفر ستون مقعده. وقالت زوجته إن آخر زيارة كانت فى مهرجان السينما بالجونة ولم نر غير الصحراء والرياح المثيرة فى الصحراء. وبلا شك فقد دفعوا له مقابل حضوره. وقالت لم يحصل أوليفر على أى شىء. والمرة الثانية كانت أيضًا فى مهرجان السينما. وكانت نفس الطريقة التى جعلته لا يفكر إطلاقًا فى أن يزور مصر مرة ثانية. وقلت أعتقد أن المشكلة ليست فى مصر بل أوليفر نفسه، لأن أغلب ممثلى هوليوود الذين حضروا مهرجانات فى مصر لا ينسون اللحظات التى وقفوا فيها أمام «أبوالهول» والأهرام لكن يبدو أن أوليفر شخصية غريبة. ولم تعلق الزوجة على كلامى. ولكن أغلب الذين حضروا المناقشة اتفقوا على أن أوليفر ستون شخص مستفز يريد أن يتحدث ولا يسمح لأحد أن يقول رأيه. وقلت لزوجته إننى من المعجبين بزوجك وإن الأفلام التى أنتجها لاتزال علامة من علامات السينما فى هوليوود، ولكن لم يترك عندى أى انطباع جيد من خلال الحديث الذى جرى بينى وبينه.
 
وفى النهاية، تبقى مصر عظيمة رغم عدم إعجاب أوليفر ستون بها.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع