تعرف على الأربعة حيوانات غير المتجسدين.. يشفعون لدى الله عن الحيوانات والإنسان.. شفاعتهم لا ترد
أماني موسى
٥٠:
٠١
م +02:00 EET
الخميس ٣٠ اغسطس ٢٠١٨
كتبت – أماني موسى
هم حاملي عرش الله وفق المعتقد المسيحي، الأربعة حيوانات الغير المتجسدين.. الذين لهم شفاعة لا ترد، يشفعون عن وحوش البرية وحيوانات الحقل والطيور، والجنس البشري كافة.. دعنا نتعرف عليهم بالسطور المقبلة وأبرز ما ورد عنهم بتاريخ الكنيسة.
تكلم عن رموزهم أباء الكنيسة القبطية والكنيسة الغربية أيضًا، فالكنيستين يشتركون في تمجيدهم ويعترفون بكرامتهم.
يشفعون في وحوش البرية وحيوانات الحقل والطيور والإنسان
فترى الكنيسة القبطية أن الذي له وجه الأسد يشفع في وحوش البرية، والذي له وجه كبش يشفع في حيوانات الحقل، والذي له وجه إنسان يشفع في البشر، والذي له وجه نسر يشفع في الطيور.
القديس يوحنا ذهبي الفم (347- 407 م.) يقول في ذلك: [إنهم روحانيون، خلقهم الله وأقامهم وتوجهم بالبهاء والنور، ثم جعلهم يطلبون في جنس البشر وسائر الخليقة من وحوش وبهائم وطيور السماء، لأنهم قريبون منه له المجد أكثر من سائر الروحانيين السمائيين].
يوحنا ذهبي الفم: ليس من يشبههم في كرامتهم لا في السماء ولا على الأرض
وعن كرامتهم تكلم القديس يوحنا ذهبي الفم قائلًا: [ليس من يشبههم في كرامتهم لا في السماء ولا على الأرض، لأنهم حاملين عرش الله، ولا يستطيعون النظر إلى وجه الحي الأزلي، مخلوقين من نور ونار، أقوياء أشداء جدًا، يسألون الله أن يغفر خطايا البشر ويتحنن عليهم....].
عملهم:
التسبيح الدائم، فيصفهم سفر الرؤيا ويقول: "فلا تزال نهارًا وليلًا قائلة. قدوس قدوس قدوس.. الرب الإله القادر على كل شيء الذي كان والكائن والذي يأتي، فهم خدام العرش الإلهي، يحملون الرب بفرح وتهليل، يسبحونه بلا انقطاع.
وقد جاء في التقليد الكنسي أن يوسف الرامى ونيقوديموس اللذين اهتما بجسد الرب بعد إنزاله عن الصليب، أنهم سمعا هذه التسبحة (قدوس قدوس قدوس رب الجنود مجده ملئ كل الأرض)، سمعا هذه التسبحة وهما يضعان الحنوط على جسد الرب قبل دفنه.
تعيد لهم الكنيسة في 8 هاتور من كل عام، تذكار بناء أول كنيسة على أسمائهم.
أسمائهم:
جاوال وتفسير اسمه الله حافظ الكل، والثاني ارفيال وتفسير اسمه الله معطي النور للكل، والثالث أودجيال وتفسير اسمه الله راحم الكل، والرابع دوتيال وتفسير اسمه الله مساعد كل الطالبين إليه.
الكنيسة الشرقية تراهم على هذا النحو
يقول عنهم القديس غريغوريوس النزينزى (540- 604 م.) والعلامة أوريجانوس (185- 254 م.)، يرون أن هذه المخلوقات الحاملة للعرش تحمل معنى قوى النفس الأربعة التي تتقدس بحمل الله فيها، وهى:
1- القوى الغضبية، ويشار إليها بشبه الأسد.
2- القوى الشهوانية، ويشار إليها بشبه العجل.
3- القوى النطقية، ويشار إليها بشبه الإنسان.
4- القوى الروحية، ويشار إليها بشبه النسر.
ويرى القديس ايرونيموس (347- 420م)، أنها تحمل أيضًا إشارة إلى العمل الفدائي للرب في الجسد:
1- فمن له وجه إنسان يشير للتجسد.
2- ومن له وجه عجل يشير إلى الذبح على الصليب.
3- ومن له وجه الأسد يشير إلى القيامة.
4- ومن له وجه النسر يشير إلى الصعود.
هكذا تراهم الكنيسة الغربية
أما بالنسبة للكنيسة الغربية، فترى من خلال العلامة ايريناؤس من ليون (115- 202)، والأسقف فيكتوريانوس (199 م. - ؟م)، والقديس جيروم (347- 420م)، وتبعهم أيضًا القديس هيبوليتس (170- 235). يرون أن هذه الكائنات الحية تشير إلى الإنجيليين الأربعة:
1- المخلوق الحي الذي يشبه الإنسان، يرمز لمتى الإنجيلي الذي يجتهد في إعلان نسب العذراء مريم التي أخذ منها السيد المسيح جسدًا.
2- المخلوق الحي الذي يشبه الأسد، يرمز لمرقس الإنجيلي الذي تسمع فيه صوت الأسد يصرخ في البرية.
3- المخلوق الحي الذي يشبه العجل يرمز للوقا الإنجيلي الذي يروى عن كهنوت زكريا مقدمًا ذبيحة عن الشعب، والذي يرمز لكهنوت المسيح.
4- المخلوق الحي الذي يشبه النسر الطائر، يرمز ليوحنا الإنجيلي الذي يتحدث عن إلوهية كلمة الله.
لذلك نجد في رسومات هذه الكائنات في الكنائس الغربية، أن كل شكل منهم يحمل كتاب يرمز للإنجيل الذي يشير إليه.
وصفهم حزقيال في العهد القديم ويوحنا الرائي في العهد الجديد
وصفهم حزقيال النبي بقوله "ونظرت وإذا بريح عاصفة جاءت من الشمال ومن وسطها أربعة مخلوقات حية أما شبه وجوهها، فوجه إنسان، ووجه أسد، ووجه ثور، ووجه نسر" (حز 1: 4 – 28).
وقال يوحنا الإنجيلي في رؤياه: "وخر الأربعة مخلوقات الحية وسجدوا للجالس على العرش قائلين آمين هلليلويا" (رؤ 19: 4)، وقد جعلهم الله بقربه ليسألوه من أجل الخليقة. فوجه الإنسان يسأله عن جنس البشر، ووجه الأسد يسأله عن الوحوش، ووجه الثور يسأله عن البهائم، ووجه النسر يسأله عن الطيور. وهم قريبون من الله أكثر من جميع الطغمات السمائية، وكثيرون من معلمي الكنيسة شهدوا بكرامتهم، وبُنيت كنائس باسمهم.
الكلمات المتعلقة