الأقباط متحدون - نور الله الفائق
  • ١٦:٤٦
  • الأحد , ٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

نور الله الفائق

مقالات مختارة | بقلم : الأنبا موسى

٤٩: ٠٤ م +02:00 EET

الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٨

الأنبا موسى
الأنبا موسى

 قال معلمنا يوحنا الحبيب لتلميذه غايس: «أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا» (3يو 2:1). ويرى علماء النفس أن النفس الناجحة هى حالة من التوافق الجيد:

 
1- بين الإنسان ونفسه، 2- وبين الإنسان ومجتمعه، بمعنى أن يصل الإنسان إلى نوع من 3- التوازن النفسى والاجتماعى.
 
والحقيقة أن هذه الحالة من التوافق والتوازن النفسى والاجتماعى، ممكنة بصورة متميزة فى حياة الإنسان المتدين، بسبب المساندة الإلهية للنفس الإنسانية، وهى تتصارع مع مصادمات الحياة اليومية، سواء على المستوى الشخصى أو الاجتماعى.
 
والسؤال الآن:
 
1- ما هى العلامات الدالة على النفس الناجحة، كما ينادى بها علماء النفس؟
 
2- وما دور التدين فى الوصول إلى هذه المؤشرات، والوصول إلى «نفس ناجحة»؟.
 
علامات النفس الناجحة:
 
يحدد علماء النفس والتربية مؤشرات للنفس الناجحة مثل:
 
1- الإحساس بالسعادة. 2- الاتزان. 3- قبول الذات. 4- قبول الآخر
 
5- الكفاءة الاجتماعية. 6- الأهداف الواقعية. 7- الاستقلال الوجدانى. 8- الاستقلال المعرفى.
 
ونحتاج أن نتحدث عنها ببعض التفصيل..
 
1- الإحساس بالسعادة:
 
هذا هو المؤشر الأول لسلامة النفس، أن تخلو من الإحساس بالكآبة أو الإحباط أو الصراع الحاد، وهذا الأمر ممكن - بصورة متميزة - فى حياة الإنسان المتدين. ذلك لأن أغلب متاعب الإنسان تنبع من إحباطات ذاتية، بسبب الفشل فى الانتصار على الخطايا والعادات والاتجاهات السلبية، أو إحباطات نابعة من الفشل فى تحقيق الذات، والأهداف الشخصية: كالنجاح الروحى، أو النفسى، أو الدراسى، أو العملى، أو الاجتماعى.
 
ولاشك أن حياة المتدين والقرب من الله، هى سبيلنا إلى النجاح الشخصى، والعام... «النفسى والاجتماعى.. ذلك لأننا بالرب «نسْتَطِيعُ كُلَّ شَىْءٍ» (فى 13:4). بمعنى أن الله حينما يملأ قلوبنا وأذهاننا، وإرادتنا وتطلعاتنا، يعطينا قدرة الانتصار.. «يَعْظُمُ انْتِصَارُنَا بِالَّذِى أَحَبَّنَا» (رو 37:8).
 
إن إضافة نور الله الفائق، ومحبته اللانهائية، ونعمته السماوية، وعمله فينا، إلى ضعفنا البشرى الشديد، هما مفتاح جوهرى فى طريق النجاح الشامل، فى كل زوايا الحياة، وقديمًا قال نحميا: «إِلَهَ السَّمَاءِ يُعْطِينَا النَّجَاحَ، وَنَحْنُ عَبِيدُهُ نَقُومُ وَنَبْنِى» (نح 2:20).. فأوضح لنا أن النجاح عبارة عن: نعمة إلهية + جهاد إنسانى. ولذلك طلب يوحنا الحبيب لابنه الروحى: «أَيُّهَا الْحَبِيبُ فِى كُلِّ شَىْءٍ أَرُومُ أَنْ تَكُونَ نَاجِحًا وَصَحِيحًا»
 
(3يو 2:1).
 
■ ■ ■
 
وبهذا يستطيع الإنسان أن يغلب حروب عدو الخير اليومية، الذاتية والخارجية، ويحقق لنفسه توافقاً وتوازناً وسعادة، فتتحقق فيه الآية: «افْرَحُوا فِى الرَّبِّ كُلَّ حِينٍ، وَأَقُولُ أَيْضًا: افْرَحُوا» (فى 4:4).
 
إن الله هو كنزنا الزمنى والأبدى معًا، يعطينا إحساس الغنى والرضا والسعادة.. وذلك حينما نكون «أغْنِيَاءَ فِى أعْمَالٍ صَالِحَةٍ» (1تى 18:6).
 
■ ■ ■
 
نطلب من الله المعونة، لكى نحيا سعداء، مثمرين فى كل عمل صالح.
 
(تتبع)
 
* أسقف الشباب العام بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع