هكذا يبتسم لنا الله
ماجدة سيدهم
الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٨
ماجده سيدهم
جاء خبر انتقال صديقتنا مفجعا رغم توقعه بعد مرارة التعب في صراع غير متكافيء ..كانت الغلبة فيه لتوحش المرض متحديا كل محاولات الجسد والطب للمقاومة ..
رغم التهيؤ والتوقع المؤكد لكن وقع الخبر دوما يحمل حفنة المفاجأة بشطر حاد والتي بدوها تغلف الأفواه بالصمت ..
تخرج الذكريات من خزانتها في أدق تفاصيلها ورونقها وحيوتها كأنها حدثت لتوها ..فنحس بقدر الخسارة وأشياء كان يتوجب علينا فعلها ..نتمنى دقيقة أخرى ..لكن ..
الذكريات دوما تأتي كتساؤلات وكتقييم لمسيرة حياتنا.. نحن اللذين نودع الأحباء بتنهدات لا نجد لها مبررا لحياة اختفت عنا من بين كل المحتاجين إليها ..
حين جاءت الأم المسنة حتى التعب في رحلة وداع ابنتها الشابة (صديقتنا) متكئة على زراع ابنيها .. كان الحفيدين الشابين يلقون وحشة الذعر في حضن الأقارب والأصحاب..
يفتشون عن أمهم (صديقتنا ) في حضن الجدة المتعبة جدا ..بينما راحت الجدة تتمتم بمرارة : "هي الحسبة صح كدا ..!"
كنا بدورنا نتمتم بالتعزيات المعتادة : " إردة ربنا .. مع المسيح افضل .. الأ حفاد يحتاجون اليك .."
بينما في داخل كل منا نفس السؤال " ليه الحسبة كدا..؟ "
تذكرت عظة لأحد الأباء ( بفرنسا )وفي أروع ماسمعت : " حين نصعد إلى السماء سيرينا الله كل مسار حياتنا وتفاصيلها.. وكم المرات التى حاججناه فيها لوما عليه .. وسيسألنا لو كنت يا بني مكاني في هذا الوضع ماذا أنت بفاعل .؟.حينها سنقول ..سنفعل كما فعلت أنت الآن يالله ..فبالصواب حقا فعلت .. في هذا ايضا يبتسم الله لنا .."
ورغم ذلك ..كم أنت قاسي جدا أيها الفقد.. وما أصعبك مرارة أيها الاحتياج ..وما أضناك أيها السؤال المتكرر ..نعود أدراجنا بنفس التنهدات والتسليم ..بينما الحياة لازالت ترحب بنا عبر التجاوز الصعب ولازالت مليئة بالمفاجات السعيدة ..ورغم ثقل علامات الفقد فهي ايضا إبتسامات سندركها فيما بعد