محمد بديع.. من حلم "أستاذية العالم" إلى كابوس المشنقة (تقرير)

أصدرت محكمة جنايات القاهرة، المنعقدة بمعهد أمناء الشرطة بطرة،اليوم السبت، حكمًا بالسجن المؤبد على مرشد جماعة الإخوان محمد بديع والقياديين بالجماعة باسم عودة وعصام سلطان و44 آخرين، في قضية "فض اعتصام رابعة"، وإعدام 75 متهما، بينهم قيادات بالإخوان وأنصار الجماعة أبرزهم عصام العريان، عبد الرحمن البر، عاصم عبد الماجد، محمد البلتاجي، صفوت حجازي، طارق الزمر، وجدي غنيم، وآخرين في قضية محاكمة مرشد الإخوان و738 متهمًا بقضية "فض اعتصام رابعة".

 

واتهمت النيابة قيادات الجماعة بتنظيم تجمهر بميدان رابعة العدوية والاشتراك فيه، وقطع الطرق، وتقييد حرية الناس في التنقل، والقتل العمد مع سبق الإصرار للمواطنين وقوات الشرطة المكلفة بفض التجمهر، والشروع في القتل العمد، وتعمد تعطيل سير وسائل النقل.

 

محمد بديع، الذي كان منذ عدة سنوات يخطط لكي يكون "خوميني" جديد في مصر، على غرار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران، أو أن يكون "أستاذا للعالم"، كما كان يخطط المرشد الأول للجماعة، حسن البنا، أصبح بعد حكم اليوم، وبعد 61 شهرا من المحاكمات والتحقيقات في أربعة قضايا، مهددًا بعقوبات وهي إعدامان و263 سنة سجن (مجموع الأحكام التي صدرت عليه) سواء نهائية أو أولية أو باتة.

من هو "بديع"؟

ولد محمد بديع عبد المجيد محمد سامي، في مدينة المحلة الكبرى بمصر، وهو حاصل على بكالوريوس طب بيطري، من جامعة القاهرة سنة 1965، وماجستير طب بيطري ومدرس مساعد 1977م من جامعة الزقازيق، ودكتوراة طب بيطري وعمل مدرس سنة 1979م في جامعة الزقازيق، وأستاذ مساعد طب بيطري 1983م جامعة الزقازيق، وأستاذ طب بيطري 1987 جامعة القاهرة فرع بني سويف، ورئيس قسم الباثولوجيا بكلية طب بيطري جامعة بني سويف سنة 1990 لدورتين، ووكيل كلية الطب البيطري بني سويف لشئون الدراسات العليا والبحوث سنة 1993م لدورة واحدة.

 

أما عن حياته الشخصية، فإن "بديع" متزوج من سمية الشناوي ابنة الضابط طيار محمد علي الشناوي من الرعيل الأول لجماعة الإخوان المسلمين، ولديه ابنه "عمار"، وتوفى في 2013، في أحد المظاهرات التابعة لجماعة الإخوان الإرهابية، ولديه أيضا ابنه "بلال"، وهو طبيب أشعة، و"ضحى"، وهي متزوجة.

 

محمد بديع وصديقه مقرب محمد مهدي عاكف، المرشد السابق للإخوان كانا كلاهما من تلاميذ القيادي الإخواني، الذي أعدمه الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، سيد قطب، حيث تم القبض عليه في سنة  1965م مع سيد قطب، وتم اتهامهم بأنهم "حاولوا تغيير دستور الدولة وشكل الحكومة فيها بالقوة، بأن ألفوا من بينهم وآخرين تجمعًا حركيًا وتنظيمًا سريًا مسلحًا لحزب الإخوان المسلمين المنحل يهدف إلى تغيير نظام الحكم القائم بالقوة باغتيال السيد رئيس الجمهورية والقائمين على الحكم في البلاد وتخريب المنشآت العامة وإثارة الفتنة في البلاد"، وحكم على "بديع" بـ15 سنة سجن، قضى منها 9 سنوات، وخرج، وعاد لعمله.

 

تم القبض عليه في عام 1998، في قضية جمعية الدعوة الإسلامية ببني سويف، وحبس لمدة 75 يوما، وقبض عليه مرة أخرى  قضية النقابيين سنة 1999م؛ حيث حكمت عليه المحكمة العسكرية بالسجن خمس سنوات، قضى منها ثلاث سنوات وثلاثة أرباع السنة وخرج بأول حكم بثلاثة أرباع المدة سنة 2003م.

 

انتخب مرشدا عاما لجماعة الإخوان المسلمين في 16 يناير 2010م؛ ليصبح المرشد الثامن للجماعة، وبعدها بعام واحد اندلعت ثورة يناير عام 2011، ليستغلها الإخوان ويحققون ما كانوا يطلقون عليه "حلم التمكين"، بالسيطرة على حكم مصر لمئات السنين، ومنها إلى ما يسمونه بـ"أستاذية العالم"، إلا أن الشعب المصري سرعان ما اكتشفهم ولفظهم وطردهم من الحكم، بمساعدة قيادة القوات المسلحة، ووزير الدفاع -آنذاك- الفريق أول عبدالفتاح السيسي.

 

لم يرضى الإخوان بحكم الشعب، ولم يرضخوا لرغباتهم، ليتخذوا طريقا مخالفا للسلام والديمقراطية، ويعود "بديع"، الذي كان أول قضية حبس فيها هي العنف، بالجماعة مرة أخرى إلى طريق العنف والإرهاب، وتتلطخ أيديهم بدماء المصريين جميعا.

 

فجر يوم الثلاثاء 20 أغسطس 2013 تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على محمد بديع بتهمة التحريض على العنف في أحداث ميدان رابعة العدوية وميدان النهضة، وبعد 61 شهرا من المحاكمات والتحقيقات في أربعة قضايا، وصلت عقوباته إلى إعدامان و263 سنة سجن (مجموع الأحكام التي صدرت عليه) سواء نهائية أو أولية أو باتة.