الأقباط متحدون - القمص عبد المسيح مقار
  • ٠٩:٢٤
  • السبت , ٨ سبتمبر ٢٠١٨
English version

القمص عبد المسيح مقار

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٤٩: ٠٨ م +02:00 EET

السبت ٨ سبتمبر ٢٠١٨

القمص عبد المسيح مقار
القمص عبد المسيح مقار
(من رواد مدارس احد اسكندرية)
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ......
 
كتب : القمص اثناسبوس فهمي جورج
 
فى مئوية مدارس الاحد لكنيستنا القوية الصامدة والممتدة ، نذكر القمص عبد المسيح مقار ( احد الرواد العظام الاول في مدينة الاسكندرية ) ؛ ولد فى اكتوبر ١٩٠٤م بدير الجنادلة "ابو تيج" محافظة اسيوط ، ثم التحق بالكلية الاكليريكية بالقاهرة فى نوفمبر ١٩٢٣م ، وكان ترتيبه الاول ، وقد عينه البابا يؤانس مدرساْ بالمدرسة اللاهوتية للرهبان بالدير المحرق . واستمر استاذاً لها لمدة ١٤عاماً ، وقد تتلمذ على يديه كثير من طغمات الرهبان والكهنة .
 
تمت رسامته فى ١٩٤٢/١٠/٢٠م ، وبدأ خدمته الكهنوتية بمدينة الاسكندرية فى ١٩٤٦/٣/١م بكنيسة مارجرجس بمنطقة غيط العنب ، والتى قام بتوسيعها وتجديدها ، كذلك خدم بكنيسة السيدة العذراء بمنطقة محرم بك ، ثم خدم اخيرا بكنيسة السيدة العذراء بغيط العنب حتى وقت نياحته . حارسا ورقيبا للعقيدة في مراصد كنيستنا ؛ يرفع عينيه بالصلاة وصوته بالتعليم ؛ وقدم حياته كلها ذبيحة لخدمة المذبح والمنبر ؛ كي يبني ويعد لله شعبا مستعدا . وهاهو قد صار مع رواد الاسكندرية باكورة عجين ونهضة جديدة ؛ نستلهم منها روح التقوي والجدية وحفظ الايمان وحراسته والدفاع عنه ؛ وتكريس المواهب ؛ محولين الزمن الفاني الي خلود ؛ مفتدين الوقت بالمعرفة اللاهوتية ؛ كي تضيئ قدام الناس ؛ وتصير للعالم كمدينة موضوعة علي جبل ؛ ولكنيستنا كسراج المنارة ...جيل يسلم جيل ؛ وشمعة تضيئ شمعات ؛ في مسيرة بني النور ابناء الكنيسة الرسولية الفاخرة والمستقيمة النظام .
 
ابونا عبد المسيح مقار اشتهر بالوعظ وبالتعليم الدفاعي والجدلي ، وهو من عائلة كهنوتية . ابيه كان كاهناً واخيه المقدس باسيلى مقار والد نيافة الانبا ديمتريوس اسقف ملوى؛ وتاسونى انجيل ؛ والامهات اغابى ويوستينا بدير ابى سيفين ؛ والقمص بيجول وكيرلس باسيلى . حقاً ان الاسرة هى ايقونة الكنيسة (( الكنيسة البيتية )) ، لذلك بدأ ابينا عبد المسيح نشيطاً وحاراً فى الروح ، غيوراً لاجل تقوية التعليم الكنسي وقيادة التفكير الديني فى العالم ، فعمل علي توجية المواهب لخدمة الكنيسة فى مناطق "محرم بك - غربال - كرموز - غيط العنب ." وقد قدم ثمرات متكاثرة فى مجالات الرعاية والتعليم القبطى السكندرى . وجال في الجمعيات القبطية ( اليقظة والنهضة + التوفيق والثبات + الملاك ميخائيل بغربال + الاخلاص القبطية + جمعية الشبان المسيحية ) للوعظ والمحاضرات التعليمية . وخدمة التاليف والنشر ؛ وسط زمن اكتنفته ظروف الشح والصعوبات .
اعطاه الله موهبة الكتابة بروح ارثوذكسية عالية ، ومن اهم الكتب التى اصدرها "مفتاح الكتاب المقدس ابريل ١٩٦٤م" و -الرد الوافى على ضلالات شهود يهوه ابريل ١٩٦٧م - و -العذراء مريم والدة الاله - الشهيد مارجرجس - الفصح المسيحى - عيد شم النسيم - سيرة القديس مقروفيوس - الاصوام فى الكنيسة القبطية - عيد النيروز . واصدر العديد من البيانات المطبوعة باسم مجمع كهنة الاسكندرية ؛ في موجهة تيارات الطوائف وشطحاتها الهرطوقية ... لذلك شهد المتنيح البابا شنودة الثالث عنه يوم تجنيزه "انه اقدم كاهن بالاسكندرية واكبرهم سناً ، وانه قضى فى الكهنوت ٥٦ سنة من العمر ، ورقد عن عمر يناهز ٩٧عاماً شهد له "انه كاهن وقور وطيب القلب وانه مثقفاً فى اللاهوتيات ، وانه كان الاول على دفعته ، وانه كان عميق الفكر وبارزاً فى اللاهوتيات .
 
انطلقت روحه الطاهرة يوم الجمعة ٢٢ مسرى ١٧١٤ش الموافق ٢٨ اغسطس ١٩٩٨م معطرة بمر الالام وبخور الكهنوت وقد حملته الملائكة لينضم مع الاربعة وعشرين قسيساً ؛ مع كل الذين اكرموا ومجدوا الثالوث القدوس ....انني اذكره بكل الفخر لانه اوصاني ان اقوم بتكفينه ؛ عندما حضر وداع ابينا باسيليوس اسحق ؛ لكنني لم اتمكن لغيابي في خدمة كنيستنا بشمال انجلترا عندما سافر الي المجد ؛ لكنني اراه اليوم بعين الايمان مع الخدام الذين تكملوا بالمدينة التي لها الاساسات ؛ حيث مجد الهنا وحيث لاتقف امامه خليقة صامتة