التكريم الصحيح

قرر الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، تكريم المواطن المسيحى مايكل منير لتبرعه بـ200 ألف جنيه لبناء مسجد.

الاحتفاء واجب، والتكريم ضرورة، وأتمنى أن يقابلها تبرعًا من مسلمين لبناء كنائس، وقد حدثت من قبل عدة مرات عندما قام أهالى قرية مرزوق بالمنيا مسيحيين ومسلمين بالتبرع لبناء كنيسة جديدة بالقرية بعد تهدم الكنيسة القديمة، وأيضًا قام المواطن أحمد سيف إبراهيم منذ سنوات بالتبرع بألف جنيه لبناء كنيسة فى قرية العور التابعة لمركز سمالوط، وهناك العديد من التصرفات المماثلة.

اللافت للنظر فى مبادرة مايكل، وهو يعمل بالمقاولات، أمرين:

الأول: أنه ينتمى لمحافظة المنيا، والتى تشهد فى الآونة الأخيرة أحداثًا طائفية كل عدة أيام، وآخرها ما حدث فى قرية دمشاو الأسبوع الماضى عندما اعترض بعض الغوغاء بتحريض من المتطرفين على بناء كنيسة بالقرية، وهاجموا بيتًا كانت تعقد فيه الصلوات والقداس منذ فترة لحين تقنين وضعها، وقبلها بأسبوع واحد شهدت قرية سلطان باشا أحداثًا مشابهة اعتراضًا على بناء كنيسة، ولهذا فإن تبرع المقاول المسيحى رسالة بأنه إذا كان المسيحيون يتبرعون لبيوت الله فإن على المسلمين أن يمنعوا الاعتداءات على الكنائس، وأن يمكنوا المسيحيين من بناء كنائسهم وتأدية طقوسهم وعبادتهم دون عناء أو مشقة.

الأمر الثانى: أن تكريم وزير الأوقاف للمتبرع المسيحى كان من المفترض أن يتم من خلال قيامه بزيارة مدن وقرى المنيا، ومواجهة المتطرفين هناك، وإنقاذ بسطاء المسلمين من براثن أفكارهم الهدامة، وإفهامهم أن بناء الكنائس ليس حرامًا وأن ما يجرى من الهجوم على الكنائس وتحطيم محتوياتها حتى لو كانت غير مقننة حرام، وأن الاعتداء على المسيحيين ومساكنهم ضد الإسلام، ولهذا إذا كان وزير الأوقاف يريد أن يرد على تحية المواطن المسيحى بأفضل منها، فلتكن بمساعدة المسيحيين على بناء كنائسهم، ولن يتم ذلك إلا بتطبيق القانون، ومواجهة أفكار المتطرفين، وكشف زيفها وابتعادها عن صحيح الإسلام، والوقوف فى وجه من يعتدى على الكنائس ويمنع بنائها، اعتقد أن هذا هو التكريم الصحيح واللائق.
نقلا عن مبتدا