نسل المرأة
أوليفر
السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
Oliver كتبها
- آدم و حواء كانا عريانان و هما لا يخجلان.ذكر الكتاب المقدس هذه الآية ليصف حال أبوينا فما أهمية هذه العبارة.نحن الآن نعرف العري ممتزجاً بالخجل تكسوه أفكار ننفر منها لأننا لم ندرك سمو العري الفردوسي الذى راح من طبيعة الإنسان.هذا التجريد من السمو كان نتيجة للخطية فصار العري فضيحة .كان قبل آدم كل شيء حسن.لم يكن شيئاً سيئاً في الفردوس لذا كان العري في الفردوس إنعكاساً لهذه الحالة.حالة الشبع من الله ومع الله التي تجعل كل شيء مقدس و هو بالفعل مقدس و حسن و جميل لا خجل فيه.آدم و حواء علي صورة الله الذى ليس بينه و بينهما حجاب.غير مستتر عنهما فلم يفكرا في حاجتهما لستر أجسادهما عن بعضهما لأنهما علي صورة الله بغير حجاب.يبدأ التفكير الناقص في العري بعد تشوه الطبيعة البشرية و فقدانها القداسة فيصبح العيب متسلطاً علي المعاني. كما قيل عن عيسو : ولكنني جردت عيسو وكشفت مستتراته فلا يستطيع ان يختبئ. هلك نسله واخوته وجيرانه فلا يوجد ار 49: 10.التجريد من نقاوة القلب منحت العري أبعاداً شريرة.و الإختباء بأوراق الوهم حيلة العاجز.
- كان سؤال و ما زال يتردد لماذا لم ينجب آدم في الجنة؟ نضع قدام السؤال آية: وباركهم الله وقال لهم: «اثمروا واكثروا واملاْوا الارض،تك1: 28 .أي أن قدرتهم علي الإكثار و النمو وجدت فيهما في تلك اللحظة التي نطق الرب بفمه المبارك هذه الوصية عب11:11.منذ تلك اللحظة كان أبوانا قادران علي التناسل و الإنجاب.لكنهما مكتفيان بالنسب الإلهي.لهذا إكتفي آدم أن يسمي ضلعه ( إمرأة) لأنها من إمرئ أخذت, كان قدامهما أن يفرحا بأولاد الفردوس لكن إله الفردوس يكفيهم.كانت رغبتهما تشبه ذبيحة حب.نعم نستطيع أن ننجب الآن لكننا يا رب نفرح بك أكثر حتي من الفرح الذى بين أنفسنا.العري عندنا تشبه بك.و نحن بك ثالوث.فما رغبتنا في المزيد.دعنا نستمتع بك أكثر من غير أن نحسب لأنفسنا شيئاً.إذا قلت لنا إنجبوا سننجب لكننا و نحن عارفين أننا سنصير أصلا للبشر لسنا متعجلين لهذه المملكة.
- مر زمان و جاءت الغفلة و ضاعت المعاني فصار العري فاضح و صوت الرب يدفع للإختباء و نطق كل واحد علي صاحبه متهماً.لكن وسط عبارات العقوبة كانت إشراقة رجاء.سمعت البشرية كلمات عن العداوة و الأتعاب و الشقاء و اللعنة لأول مرة.وسط هذه التعبيرات المؤلمة كانت عبارة قيلت للحية( أضع عداوة بين نسلك و نسلها هو يسحق رأسك) سمع أبوانا ففرحا مع أن الوقت كان أليماً.إذن لكي نعود فندوس الرأس التي قادتنا لفكر الخطية يجب أن يصير لنا نسل.هنا فقط فكر أبوانا في ضرورة النسل.ليس لكي يصبح لهما نسل بل حسب تصورهما لكي يدوسا رأس الحية و يعودا إلي طبيعتهما الأولي.لهذا و قد قررا أن ينجبا دعا آدم إمرأته بالإسم الجديد ( حواء) أي أم كل حي تك3: 20 لكي ينجبا ساحق رأس الحية. كانت حواء تعرف قبل بولس الرسول أنها المرأة التي ستخلص بولادة الأولاد 1 تي 3 أي بولادة المخلص .كان أول إبن هو ساحق رأس أخيه.مع أن حواء أسمته قايين أي إقتنيت رجلاً.كأنها تخاطب الله قائلة ها قد جاء النسل هذا هو الرجل فهل سيسحق رأس الحية و نعود إلي الفردوس؟ فلما عاد قايين بدون أخيه و الدم يلوث صدره و شعره خاب أملهما في الرجل الذى سحق رأس هابيل و ليس الحية.فأنجبت غيره و غيره و غيره و طال الزمان من غير أن يمتلئ حتي يأتي ساحق رأس الحية. مات أبوانا و ذهبا إلي الجحيم دون أن يعودا إلي الفردوس.
- لما ضاعت القداسة تاه من آدم و حواء معني نسل المرأة .ليس كل نسل للمرأة هو المقصود بل نسلاً بعينه له صفات بعينها ذكرها الكتاب المقدس.فهو كما وصفه داود أبيه نسله إلي الدهرمز 89.نسله قوياً في الأرض مز112.نسل الصديقين أم11.يسكب الله روحه علي هذا النسل إش44.نسل إسرائيل (الجديد)إش 45.نسلاً تطول أيامه و مسرة الرب بيده تنجح إش 53.نسل يعمر مدناً خربةإش 54.نسل لا يروح من أفواههم كلمة الرب و لا روحه إش 59.نسل باركه الرب إش 61.نسل مباركي الرب و ذريتهم معهم إش 65.نسل ثابت إش 66.نسل داود يو7.فحين يقول بولس الرسول في مجمع اليهود الذين طلبوا منه أن يعظ فبدأ قائلاً (من نسل هذا، حسب الوعد، اقام الله لاسرائيل مخلصا، يسوع أع13: 23) كأن عبارة - من نسل هذا – أي من النسل الذى له كل هذه الصفات التي تجمعت و تمت وحدها في المسيح يسوع هذا النوع من النسل هو المسيح و من أنجبهم بالخلاص بالروح القدس للذين قبلوه هذا هو النسل الذى أبقاه الآب عنده حتي ملء الزمان.الذى لولا أنه أبقاه لنا لصرنا مثل سدوم و شابهنا عمورة رو9: 29.
- بعدما جاء النسل المقصود وحده و تمم الخلاص وحده نزل إلي الجحيم آخذاً حواء و آدم إلي الفردوس مع نسلهما.كانت لحظة إنتصار علي رأس الحية.فلما لم يقدر رأس الحية علي نسل المرأة أي ربنا يسوع المسيح إستدار إلي المرأة ليصنع معنا حرباً نحن كنيسة الله و عروسه.فالمرأة هي الكنيسة التي هي هدف إبليس الثمين.لكنها محصنة بقوة المسيح ما دمنا نلوذ به.رؤ12: 13.
- يتبقي أن نسلك مثل الذى داس رأس الحية ما دمنا صرنا نسله أو ذريته.ندوس الشائعات و الإنشقاقات و لا نشوه العروس التي تستعد للعريس بل نزينها بالطاعة و حياة الشركة و المصالحة و الغفران.لنكن في فرح مشترك و محبة تجمع المختلفين في واحد.ليس لنا سوي المسيح رأس و الإنجيل مدرسة حياة بهذا لا نقسم الشعب أو ننسبه إلي هذا أو ذاك.القديسون يمتزجون بالضعف و الكنيسة تحتوي الجميع كأم.فكفانا إدعاءات أننا نحمي هذا من ذاك أو ذاك من هذا. لنتوقف عن الحماية الوهمية و نبدأ المحبة الحقيقية. لتعد فينا روح الشركة لنشترك في صلواتنا و أصوامنا و نوبخ الذين يتطاولون علي الكنيسة بمعناها الروحي و المادي فلا نجاة خارج الفلك .قولوا للذين يتطاولون أنهم لن يناطحوا السحابة الإلهية التي تحتوي كنيستنا.الفلك لم يتفكك من الطوفان فكيف سيتفكك من الأقزام.نسل المرأة المقدس يحيا و يتحرك و يوجد بإرشاد إلهي و حكمة سماوية برغم الضعف البشري.فعودوا لإحترام آباءنا لو كنتم قد عثرتم في بعضهم.لأن نسل حواء كان فيه قايين و فيه هابيل.كونوا الأبرار في نسل المرأة.نسل المرأة نسل صالح لا يخون سيده و لا يطلق الأكاذيب.نسل المرأة نسل مبارك لا يخش الضيقات.إذا رأي في العروس عيب عالجه أو سترها.نسل المرأة يدوس بالمسيح كل عثرة و يبقي يحب المرأة التي هي كنيسته عروس المسيح.