القمص جرجس رزق الله
القمص. أثناسيوس فهمي جورج
١١:
١٠
ص +02:00 EET
الاربعاء ١٩ سبتمبر ٢٠١٨
(من رواد مدارس احد اسكندرية)
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ...
القمص اثناسيوس فهمي جورج
ولد سنة ١٩٢٢م من عائلة تقية ، وكانت امه خادمة معروفة وواعظة مشهورة فى اجتماعات السيدات وفي خدمة المحتاجين . اصيب مولودها "عبد المسيح" بحمى شوكية فى سن ١٣سنة وكان نادراً ما ينجو منها احد ، لكن بايمانها وصلواتها البارة شفاه الله وعافاه .
نذرته امه للتكريس والخدمة ، لذلك بعد ان اكمل تعليمه وحصوله على الشهادة التوجيهية (البكالوريا) تقدم للدراسة الاكليريكية ، وشهد مراحل التطور الكبير فى التعليم الكنسى بأنواعه الثلاثه : اللاهوتى والشعبى والتكوينى ، معاصراً لبداية تاريخ مدارس الاحد ، ونقلات اصلاح الكنيسة الذى اعتمد على التعليم ؛ وعلي تفعيل دور طلاب وخريجى الاكليريكية ، فى انجاح الاعمال الروحية والرعوية والتربوية ، من اجل تثبيت اساس فصول مدارس الاحد القبطية الارثوذكسية .
تخرج الشماس عبد المسيح رزق الله من الاكليريكية ١٩٤٣ وخدم فى خدمة الوعظ بفروع عزبة النخل والمرج وجزيرة بدران بالقاهرة الكبري ، وعين مدرساً بمدرسة مهمشة القبطية لتربية الطفولة هناك ، ثم جاء للخدمة فى مدينة الاسكندرية ١٩٤٧ ؛ ليعمل على امتداد تأسيس فروع جديدة للوعظ والتعليم بمدارس الاحد دون مسعى وراء المجد الذاتى او الافتخار بغير الرب .
انتدب ليكون مدرساً بمدارس الطفولة بالاسكندرية ، فساهم فى تأسيس المدارس القبطية ؛ بمدرستى راغب باشا وفريد جرجس بمنطقة غيط العنب وكرموز ، وخدم ايضاً فى مدرسة الجمعية الخيرية المسيحية بسيدى جابر ، وتناوب الوعظ بجمعية اصدقاء الكتاب المقدس السكندرية مع كبار الوعاظ فيها امثال :- حافظ داود (القمص مرقس داود) - الارشيدياكون عياد عياد - الواعظ صادق الياس ، حيث كانت الجمعيات هى المنبر الاول للوعظ الاسبوعى قبل تأسيس كنائس العصر الحديث . اذ كان فلاحا في الكتاب المقدس ؛ فقد دون في انجيله الخاص به ؛ انه قراه في ٥ سنوات ٢٠ مرة .
رسم الشماس عبد المسيح فى رتبة الارشيدياكون ليقود اول خورس شمامسة فى كنيسة العذراء بمحرم بك ؛ فزامل الشمامسة ( صموئيل زكي ؛ متي حنا " القس شنودة "؛ ماهر جورجي ؛ عزت دوس " القمص شنودة " ؛ فيكتور باسيلي ؛ ميشيل جورجي ؛ سمير فايق ؛ جورج بسطا ؛ وجيه جرجس " القس صليب " ) ، وبقى كذلك حتى يوم رسامته كاهناً ، مهتما بالعمل الوعظى لخدمة منطقة غرب اسكندرية ، والتى بدأها بنشاط الكارز وغيرة المفسر ، فجال يصنع خيراً كمعلمه فى مناطق اللبان ومينا البصل والقبارى والورديان والدخيلة والمكس ، لذا كان هو الغرس الاول لباكورة بذار كنائس هذه المنطقة وصولاً بابو تلات . واضعا امامه رسالة مدارس الاحد ، وفق خطة عملها : - التعليم الصحيح - تثقيف العقول - تربية القلوب - تدريب الارادة - ادراك الفضيلة والقداسة - تجميع وتوحيد المواهب المتعددة من اجل الهدف .
ظل الارشيدياكون عبد المسيح واعظاً وخادماً اميناٍ لاهداف مدارس الاحد ولرسالتها فى : ١-التوجيه الروحى والنفسى والتربوى
٢- الاصلاح الكنسى المستنير والمجدى
٣- صلاح الرعاية الساهرة
٤- معالجة المشاكل الفكرية والتعليمية .
اختارته العناية الالهية ، ذلك الاختيار الذي لا يحدد الموهوب ، بل الموهوب هو الذى يحدد الاختيار . فقد دعاه الله الي خدمة سر الكهنوت المقدس ؛ فقبل وامتلئ من النعمة .
سيم كاهنا فى ١٩٥٢/١١/١٦م باسم القس جرجس رزق الله على مذبح كنيسة مارجرجس بمنطقة المكس التى اسسها وبنى فيها البشر والحجر . والتى صارت اول منارة ومذبح للرب فى غرب الاسكندرية لتجتذب الشباب والعائلات والسكان بهذه المساحات الشاسعة ، حيث تميزت خدمته بالوقار الشديد ، وبالشبع الكتابى ، وبطلاوة الصوت العذب والحس الروحى .
اشتهرت كنيسة مارجرجس بالمكس بصيرورتها منارة وفنارة للنور علي شاطئ البحر ، وكونها موضع للخلوات ، فكم قضينا فيها ايام روحية مثمرة ؛ وكم صلينا معه. قداسات ؛ وتمتعنا بتعليمه الرصين . اشتهر ابينا جرجس بموهبة الابوة والتدبير فكان اب اعتراف لكثيرين ؛ من الذين سعوا للتلمذة علي يديه ؛ فتواصلت عنده نعمة تسليم الخبرة الروحية والفضيلة .
قام ابينا جرجس بتدريس مادة العهد القديم بالكلية الاكليريكية ، كونه من المفسرين والشارحين المقتدرين ، كذلك كان مؤسساً لمجلس كهنة الاسكندرية ، ومرافقا لصديق عمره وتؤام خدمته القمص بطرس رياض راعي كنيسة الملاك ميخائيل ( غربال ) . كذلك كان يحظى بمحبة قداسة البابا كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث "نيح الله نفوسهم الطاهرة" .
ومما هو جدير بالذكر انه كان مؤسساً لكنيسة العذراء بمنطقة الدخيلة ، وباجتهاده ايضا تمم شراء سبعة افدنه لمصايف وبيوت الخلوة بمنطقة ابو تلات ، التى بدات من "بيت ام النور" وامتدت الى مساحات هذا مقدارها . اذ كان هو دينامو العمل والمحرك الاول فى العمران الكنسي الممتد فيها ... كذلك اهتم بالاعمال التنموية والحرفية ؛ حتي يجد الناس فرص عمل بديلة افضل من قطع الحجارة بجبال الدخيلة .
كان ابينا القمص جرجس من ضمن المعترفين الذين سجنهم الرئيس السادات فى هوجة قرارات سبتمبر١٩٨١م . واخيرا اكمل جهاده في التعليم والوعظ والتاسيس والاتعاب المباركة ؛ صار ايقونة زاهية لخادم وكاهن مدارس الاحد . عندما اكمل سعيه وخدمته وذهب الي بيته ؛ راحلا الي موطنه الابدي ؛ بعد ان خدم جيله ؛ بمعسكر ارض غربة هذا العالم ؛ تواقا لنهاية السباق ؛ عائدا الي الديار الابدية .
رقد بسلام يوم الاحد ١٩٨٩/٢/٥م عن عمر ٦٧عاماً قضى منها ٣٧عاماً فى الكهنوت ، ودفن فى كنيسته التى احبها وبناها والتى صارت الان مقراً لقطاع كنائس غرب الاسكندرية برئاسة ابينا الحبر الجليل الانبا ايلاريون ادام الله حياته .
الكلمات المتعلقة