الأقباط متحدون - الاقباط من الاضطهاد الي الذهان
  • ٠٩:١٣
  • الاثنين , ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الاقباط من الاضطهاد الي الذهان

سليمان شفيق

حالة

٤٦: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٤ سبتمبر ٢٠١٨

كتب: سليمان شفيق

واذا "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص"

كثيريون يكتبون الان عن الاقباط والكنيسة ، وبلغت  القدرة والديمقراطية ،علي انتقاد اصحاب القداسة والنيافة ، وتشكلت جماعات وحركات قبطية ، واستطاع شباب ماسبيرو ان يحركوا كثير من الملفات ، عبرتضحيات كبيرة ، وتشكلت حركات حقوق انسان خصصت ملفات لهموم الاقباط وصار هناك متخصصين ومهنيين محترمين ، انظر الي ذلك الان واعود الي سنوات مضت 1992/1997، حينما لم يكن احد يتجرأ بالكتابة عن هموم المواطنين المصريين الاقباط ، سوي جبهة العلمانيين بقيادة كمال زاخر، ونالهم من التجريح ما يكفي ، ومنذ عام 1991 كنت مع الدكتور سعد الدين ابراهيم نؤسس مركز ابن خلدون ، وشرفت بتأسيس أول وحدة لدراسة "الاقليات" ومنهم الاقباط ، بعد أن كان لي الشرف ايضا بالمشاركة في صياغة واصدار اعلان الامم المتحدة لحقوق الاقليات ، وبعدها شرفت في ان اكون منسق اول مؤتمر دولي لمناقشة "الملل والنحل والاعراق ـ الاقليات ـ في الشرق الاوسط " ، 1994 ، وحينذاك ثارت الدنيا من اقصي اليمين الي اقصي اليسار ، ومن الاخوان وحتي الكنيسة ، واصدروا بيانات ،حرضوا فية الدولة ضدنا وضد المؤتمر ، وكانت دولة مبارك اكثر حنانا علينا من اغلب النخب ما عدا المفكر الراحل دمحمد سيد سعيد والكاتب الشاب ابراهيم عيسي والراحل الكبير انطوان سيدهم ، والكاتب الكبير ماجد عطية اطال الله عمرة ، والباحث الكبير د ابراهيم كروان ، والقاضي الراحل الجليل سليم نجيب رئيس محكمة مونتريال ،ونبيل عبد الملك من منظمة حقوق الانسان بكندا، والمفكرد جهاد عودة واخرين ، حينذاك كان الحديث عن الاقباط كما نشر محمد حسنين هيكل مقالا بالاهرام :" كمن يلعب كرة قدم بقنبلة" !! ولم يرد علية سوي شخصي المتواضع في مقال بمجلة المجتمع المدني بعنوان:" الاقباط اقلية أم لا غير ذي صلة بالتمييز ضدهم " .
 
حينذاك كان الجميع بأستثناء من ذكرت يكيلون لنا الاتهامات بالخيانة والعمالة ، واذكر اننا جمعنا في ابن خلدون تلك المقالات والموضوعات والاخبار في اربعة مجلدات كبيرة ، بعدها اسست ورأست تحرير اول تقرير سنوي مصري عن الاقليات وكان بة جزء كبير عن الاقباط ، ودربنا بعدها في مركز التكوين الصحفي بجريدة وطني اكثر من مائة شاب وشابة مسلمين ومسيحيين نصفهم الان يعمل علي الملف القبطي .
 
كل ذلك دار بخلدي وانا اتابع مايجري الان في الملف القبطي ، خاصة الدور الذي يقوم بة بعض الاساقفة خاصة نيافة الانبا يؤانس  في امريكا ، وردود الاجيال الجديدة علية وما يؤكد حصول تلك الاجيال علي ديمقراطية وتعددية ، ووسائل اعلام مختلفة وفي مقدمتها وسائل التواصل الاجتماعي ، وكما تابعت ،جزء اخر بقلق علي اللغة التي يتعاطي بها البعض بتدني يصل الي "الشتائم" ، وللاسف اغلبهم "تربية كنسية" ،  ولكن في نفس الوقت لا استطيع أن اخفي انزعاجي من اللغة والخطاب الذي استخدمة نيافة الانبا يؤانس في الدعوة والحشد للرئيس ، حتي وصل الامر الي الاساءة لنفسة وللكنيسة وللشعب والرئيس ، وكذلك امتلكتني الحيرة من شيخ من شيوخ الاساقفة ، نيافة الانبا بولا ، وما نشر نقلا عنة ،حول تكليفة بملف المنيا  ونفي البابا تواضروس لذلك ، وبالطبع وان عذرت خروج بعض الشباب عن اللياقة، فلا استطيع أن اعذر اصحاب القداسة  عن "الهرتلة "وعلي القول بغير الحقيقة ، وشتائم بعض الشباب تعود الي مأسي بعض الكبار ، الامر الذي يذكرني بالمثل الشعبي : "إذا كان رب البيت بالدف ضارباً.. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص" .
 
كل تلك المؤشرات للتردي تعود الي انكاربعض القادة الكنسيين بما يشعر بة بعض ابناء ايبارشياتهم من التمييز والاضطهاد من الجماعات المتطرفة والمتأسلمة ، وبدلا من ايضاع الامر وان الدولة تحاول مواجهة ذلك ينكرنيافة الانبا يؤانس ذلك ، وتبلغ الاساءة للدولة والرئيس الي حد أن يقول في دعوتة للحشد "افعلوا ذلك من أجل اهلكم ...." وكأن الدولة سوف تعاقب اهلهم في مصر ان لم يفعلوا ذلك ؟!!! بل ويتحدث عن طريقة الحشد وشكل الاتوبيسات والصور والعدد و"السندوتشات والحاجة الساقعة " بما لايليق لا بأسقف ولا حتي ب "محصل كارتة في موقف ميكروباسات " ، يا ابينا الاسقف حديثك جعل كثيرين من محبي الرئيس لا يخرجون ، ولا اخفي عليك وانا من انصار الرئيس شعرت بالاساءة للرئيس والكنيسة والمصريين في امريكا ؟!!
 
وللاسف الامر يحتاج الي دراسة لانني اكرروللاسف كل ما اخشاة أن تؤدي عقدة الاضطهاد إلي مرض "الذهان" مما يجعل المريض يؤذي نفسة ومن حوله، وان تؤدي محاولات الخوف علي الدولة بطريقة مبالغ فيها الي انكار ما حدث في الصعيد وخاصة ، الامر الذي يدفع كثيرين من الاقباط وفي مقدمتهم ثوار 30 يونيو وانصار الرئيس الي الانتقال خارج معسكر 30 يونيو ، وأن يؤدي مرض الذهان الي الاسقاط كأحدي الحيل الدفاعية ، وبالطبع الذهان في اللاوعي يساعد علي ظهورها وجود مشاعر الكبت النشطة في اللاشعور والتي تحاول بدورها العودة الي منطقة الوعي ، الامر الذي يؤدي الي اعراض الوسواس الاعلامي القهري الذي تجسد في تصديق الاشاعات وترديدها ، والمعارضة لكل شئ من الرئيس للبطريرك للاساقفة ، وللجسد ـ كما ظهر في رد الفعل علي مؤتمر الجونة ـ او بلوغ الايذاء منتهاة بالانتحار المتكرر تحت عجلات المترو ،  واتهام رهبان بقتل رئيس ديرهم ، واتهام اباء بقتل ابنائهم ، وانكار المجتمعات لتلك الاتهامات والتظاهر ضد العدالة (اعتقد ان ذلك يحتاج دراسة ) عن جدل العلاقة بين الذهان والاسقاط وايذاء الذات والمجتمع .
 
الكلمات المتعلقة