الأقباط متحدون - الاختبارات .. الطريق الى الحياة الأبدية
  • ٠١:٥٩
  • الخميس , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الاختبارات .. الطريق الى الحياة الأبدية

سامية عياد

مع الكرازة

٠٤: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

 عرض/ سامية عياد

اختبارات عديدة تمر بكل إنسان قد تكون سهلة أو صعبة ، قد تطول أو تقصر مدتها ، قد تؤلم أو تحزن الإنسان وتجعله يتذمر أو قد يجتهد ليعبرها بنجاح فينال الإكليل ويتحدد مكانه فى الأبدية ..
 
المتنيح الأنبا شنودة الثالث فى مقاله ""حياتنا سلسلة اختبارات" أكد لنا أن المهم فى الاختبارات ليس فى نوعها أو مدتها ، إنما فى عمقها ودلالتها ، لقد اجتاز القديسين والرسل العديد من الاختبارات بنجاح واجتهاد ليس له مثيل ، منهم من تم اختبار إيمانهم وثباتهم فيه ربما فى أيام وشهور وكان هذا كافيا فنالوا إكليل الشهادة ، منهم من اختبر فى الخدمة وأظهر تواضع وإنكار الذات وشجاعة وثمر وفير ، مثل يوحنا المعمدان ، وقد تكون الحياة كلها اختبار لأن البعض تمر به فترة ضعف أو فتور لا تدل على طبيعة حياته كلها وقد تعينه النعمة على تصحيح مسيرته مثل القديس موسى الأسد و القديسة مريم القبطية و القديسة بيلاجية. 
 
والاختبار قد يكون سهلا أو صعبا ، آدم وحواء كان اختبرهم سهل وهو عدم الأكل من شجرة الحياة ألا أنهم فشلا فيه فنالا عقوبة من الله وطردهما من الجنة ، أبونا إبراهيم أخذ وصية أصعب أن يخرج من أهله وعشيرته ، بل دخل فى اختبار أصعب من هذا وهو تقديم ابنه اسحق ذبيحة للرب حسب قول الرب له والنتيجة أنه نال بركة الطاعة وأنقذ الرب أسحق ، ليس المهم هو نوع الاختبار إنما المهم هو موقف الإنسان منه.
 
هناك أنواع كثيرة من الاختبارات بعضها من حسد الشياطين ، مثلما حسد الشيطان أيوب الصديق وبسماح من الله ضربه بالتجربة الأولى ففقد كل ابنائه وكل ثروته ولكنه نجح فى هذا الاختبار وقال "الرب أعطى والرب أخذ ، فليكن اسم الرب مباركا" ، وكان الاختبار الثانى أصعب فضرب فى صحته وفقد أيضا كل شىء وصبر أيوب فأعاد الله إليه كل شىء وبارك عمره فمات شيخا وشبعان أياما ، وقد يأتى الاختبار من مضايقات الناس واضطهاداتهم مثل عصر الاستشهاد الذى أختبرت به الكنيسة فى أيام الدولة الرومانية لكن الكنيسة صمدت ونجحت فى الاختبار ، والاختبار قد يكون بالمرض والضيقات من خلاله يقاس قوة إيمان الإنسان وعدم تذمره بل يكون فى حالة هدوء وصلاة وبشاشة ، قد يكون الاختبار تأخر الله فى استجابته لقصد معين ، وبه يقاس درجة الصبر والشكر على نعمة الله كما قال القديس بولس الرسول "تكفيك نعمتى" حينما اختبر بعدم استجابة صلاته ، ونجح فى الاختبار وشكر الله على نعمته ، قد يكون الاختبار بالسلطة والمال فينظر الشخص الى غيره بتعالى عندما يتولى سلطة أو يغتنى وهنا لابد من احتمال الكرامة التى أصعب من الاهانة.
 
الاختبار إن نجح فيه الإنسان ينال الإكليل وفى سفر الرؤيا نرى أمثلة كثيرة من هذه الإكاليل التى أعدها الرب للغالبين ، ويستطيع الإنسان اجتياز الاختبار بنجاح بالإيمان القوى والقلب النقى وبشركة الروح القدس ، وبهذا لا يتزعزع ، بل يظل صامدا ، وبالأكثر ينمو فى النعمة ، والاختبار أمر نافع للإنسان حيث يختبر عمل الله معه وتدخل النعمة فى حياته ويزداد خبرة بالحياة الروحية وبحروب الشياطين وبالتجارب والانتصار عليها ، القديس الأنبا أنطونيوس بوحدته فى البرية نال خبرة وقوة ونال سلطانا على الشياطين ، أن سير القديسين تعد دروسا لنا فى كيفية اجتياز الاختبارات.
 
هب لنا يا الله أن نجتهد فى اجتياز الاختبارات التى نمر بها بنجاح دون تذمر دون كبرياء ، نرفع قلوبنا الى السماء نطلب عمل يديك القوية وعمل النعمة التى تساعدنا على الاجتياز فننال إكليل الحياة الأبدية ...
 
الكلمات المتعلقة