الأقباط متحدون - منظمة الصحة العالمية: الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية
  • ٠٣:٠٥
  • الخميس , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
English version

منظمة الصحة العالمية: "الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية"

٥١: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

معدلات الانتحار ترتفع في العالم  ووصلت الي شخص في كل 40 ثانية
مصر تحتل المرتبة العاشرة عربيا في ظاهرة الانتحار

سليمان شفيق
علي الرغم من أن العلاقة بين الانتحار والاضطرابات النفسية (خاصة الاكتئاب والاضطرابات الناجمة عن تعاطي المخدرات) معلومة تماما في البلدان المرتفعة الدخل، إلا أن هناك العديد من حالات الانتحار التي تحدث فجأة في لحظات الأزمة نتيجة انهيار القدرة على التعامل مع ضغوط الحياة، مثل المشاكل المالية، أو انهيار علاقة ما أو غيرها من الألآم والأمراض المزمنة

بالإضافة إلى ذلك، تقترن النزاعات والكوارث والعنف وسوء المعاملة أو الفقدان والشعور بالعزلة بقوة بالسلوك الانتحاري. وترتفع معدلات الانتحار كذلك بين الفئات المستضعفة التي تعاني من التمييز مثل اللاجئين والمهاجرين؛ والشعوب الأصلية؛ والسحاقيات والمثليين، والمخنثين والمتحولين جنسيا، وثنائيي الجنس؛ والسجناء واحيانا الرهبان خاصة في اسيا وبعض المذاهب البوذية.

 يقدر أن حوالي 20% من حالات الانتحار العالمية تنجم عن التسمم الذاتي بالمبيدات، والتي يقع معظمها في المناطق الزراعية الريفية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. ويعتبر الشنق والأسلحة النارية من الطرق الأخرى الشائعة للانتحار
إن معرفة أكثر طرق الانتحار شيوعا من الأمور المهمة في وضع الاستراتيجيات الي أثبتت فعاليتها في الوقاية من الانتحار مثل تقييد الوصول إلى وسائل الانتحار

تقر منظمة الصحة العالمية بالانتحار كأحد قضايا الصحة العمومية التي تحظى بالأولوية. حيث كان أول تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول الانتحار بعنوان "الوقاية من الانتحار: ضرورة عالمية" والذي نشر في عام 2014، يهدف إلى زيادة الوعي بأهمية الانتحار ومحاولات الإقدام عليه من منظور الصحة العمومية، وإلى جعل الوقاية من الانتحار أولوية قصوى على جدول أعمال الصحة العمومية العالمي. كما يهدف التقرير إلى تشجيع البلدان ومساعدتها في تطوير أو تعزيز استراتيجيات شاملة للوقاية من الانتحار في سياق نهج متعدد القطاعات للصحة العمومية.

ويعتبر الانتحار من الأمراض التي تحظى بالأولوية في برنامج منظمة الصحة العالمية للعمل على رأب الفجوة في الصحة النفسية والذي تم إطلاقه في عام 2008، ليوفر التوجيه التقني المسند بالبينات لرفع مستوى تقديم الخدمات ورعاية الاضطرابات النفسية والعصبية والمتعلقة بتعاطي مواد الإدمان. وقد التزمت الدول الأعضاء في المنظمة بموجب خطة عمل منظمة الصحة العالمية للصحة النفسية 2013-2020 بالعمل من أجل تحقيق الهدف العالمي المتعلق بخفض معدل الانتحار في البلدان بنسبة 10% بحلول عام   220، كذلك تُعد معدلات الوفيات الناجمة عن الانتحار مؤشراً من مؤشرات الغاية 3-4 من أهداف التنمية المستدامة: تخفيض الوفيات المبكرة الناجمة عن الأمراض غير السارية بمقدار الثلث من خلال
الوقاية والعلاج وتعزيز الصحة والسلامة العقليتين بحلول 2030

يعتبر الانتحار من القضايا المعقدة، وبالتالي تتطلب جهود الوقاية من الانتحار التنسيق والتعاون بين العديد من قطاعات المجتمع، بما في ذلك القطاع
الصحي والقطاعات الأخرى مثل التعليم والعمل والزراعة والعدل والقانون، والدفاع، والسياسة، والإعلام. وينبغي أن تكون هذه الجهود شاملة ومتكاملة حيث انه لا يمكن لأي نهج أن يؤثر بمفرده على قضية معقدة مثل قضية الانتحار.

إن وصمة العار التي تحيط بالاضطرابات النفسية والانتحار تعني أن كثير ممن يفكرون في وضع نهاية لحياتهم أو حاولوا الانتحار سيتعذر عليهم طلب المساعدة، وبالتالي لن يحصلوا على المساعدة التي تمس حاجتهم إليها. إن قضية الوقاية من الانتحار لم تعالج بشكل كاف بسبب ضعف الوعي بالانتحار كمشكلة صحة عمومية رئيسية ولكونه من المحظورات في كثير من المجتمعات مما يحول دون مناقشته علنا. فحتى الآن، لم يقم سوى عدد قليل من البلدان بإدراج الوقاية من الانتحار ضمن أولوياتها الصحية، ولم يذكر سوى 38 بلدا فقط وجود استراتيجية وطنية للوقاية من الانتحار
على الصعيد العالمي، هنالك ضعف في إتاحة البيانات الخاصة بالانتحار والإقدام عليه ونوعية هذه البيانات. فلا يوجد سوى 60 دولة فقط من الدول الأعضاء لديها بيانات جيدة عن تسجيل الأحوال المدنية يمكن استخدامها مباشرة لتقدير معدلات الانتحار.

 مشكلة ضعف البيانات حول الوفيات لا تقتصر على الانتحار، ولكن نظرا لحساسية الانتحار – وعدم شرعية السلوك الانتحاري في بعض البلدان - فمن المرجح أن يكون ضعف الإبلاغ وسوء التصنيف بالنسبة للانتحار أكبر منه بكثير مع سائر أسباب الوفيات

 أكدت منظمة الصحة العالمية في تقرير عالمي حديث بعنوان "منع الانتحار .. ضرورة عالمية"؛ أن حالات الانتحار في السعودية هي الأقل على مستوى الدول العربية ، بعدما لوحظ تنامي ظاهرة الانتحار في الدول الإسلامية وغير الإسلامية وباتت تمثل مشكلة خطيرة يواجهها العالم ، ولكن أوضحت دراسة لثلاثة أكاديميين سعوديين أن 84% من محاولي الانتحار هم شباب لم يتجاوزا سن الخامسة والثلاثين، وأن 58% من المنتحرين هم من الذكور، مقابل 42% من الإناث..
 
 ووفقاً لتقرير منظمة الصحة العالمية، فقد جاءت السودان في أعلى التقديرات بنسبة 17.2 حالة في كل 100 ألف، وفي آخر ترتيب الدول العربية جاءت كل من السعودية وسوريا متساويتين بنسبة بلغت 0.4
 
وأوضح التقرير أن اكثر من 800 ألف شخص ينتحرون سنوياً على مستوى العالم بمعدل شخص في كل 40 ثانية، ويلجأ كثير منهم لاستخدام السم أو الشنق او إطلاق النار لإنهاء حياتهم.
 
وجاء ترتيب الدول العربية من الأعلى حتى الأقل في كل 100 ألف شخص: السودان  17.2، المغرب 5.3، قطر 4.6، اليمن 3.7، الإمارات  3.2 ، موريتانيا 2.9 ، تونس 2.4، الاردن 2، الجزائر 1.9، ليبيا 1.8، مصر 1.7، العراق 1.7، عمان 1 ، لبنان 0.9، السعودية 0.4، سوريا 0.4
 
وانتقدت المنظمة في تقريرها الذي غطى 172 دولة واستغرق إنجازه عقداً كاملاً؛ التغطيات الإعلامية المكثفة لحوادث انتحار المشاهير، ملمحة إلى أن الإعلام يقدم الانتحار كحل للهروب من المشاكل التي يعانيها الشخص؛ مما يشجع الفئات الهشة للاقدام عليه