الأقباط متحدون - فخ خاشقجي1-3
  • ٠٩:٣٩
  • الأحد , ١٤ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فخ خاشقجي1-3

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٣: ١٢ م +02:00 EET

الأحد ١٤ اكتوبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر

بدأت فكرة الاختفاء القصري بالأرجنتين، حيث الانقلاب الذي جرى في سبعينات القرن المنصرم، واستتبع ظهور هذه الظاهرة التي اختفى جراءها آلاف بل عشرات الآلاف من الشباب، ما عُرِف بثورة النساء، والنساء هنا هن أمهات وزوجات المختفين قصرياً، حاولت الحكومة بالأرجنتين أن توجه التهم نحو الشكل الجنائي بأن يكون المختفين قد قتلوا، لكن الأمهات أصررن على أنهن أحياء لألا ينتهي الأمر، حتى أن الحكومات التي أتت بعد انتهاء الانقلاب حاولت أن تسير التحقيقات في نفس ذات الاتجاه لكن الضغوط التي مارستها الأمهات كانت قوية حتى أنهم استغلوا تنظيم الأرجنتين لمونديال عام 1978، ليضغطوا وينشروا مطالبهم عالمياً، وبدلاً أن يستفيد النظام القمعي بالأرجنتين من تنظيمه للمونديال بتجميل صورته بات هذا منفذ للأمهات المناوئين له حتى سقط في ثمانينات القرن المنصرم.
 
تفشت الظاهرة كثيراً واتبعتها الأنظمة الديكتاتورية والأنظمة القمعية، كل نظام بذكائه وقدراته، ولعل هناك بلاد اختفى منها صحفيين لكن أحد لم يستطع وقت وجود النظام الذي كان يحكم أن يعتبر هذا اختفاء قصري، وأبقوا الأمر بشكل أو بآخر في شكل جنائي، وكأنها فزورة اللهم إلا بعض التسريبات أو الخروجات عن النص حتى بعد زوال النظام لم يستطع أحد توجيه تهمة الاختفاء القصري لأحد حول الصحفي المختفي في تلك البلد، وكأن الكل رضا بهذا، وانتظروا أن يهل هلاله.
 
أما النظام السوري فكان يتبع وسيلة مرعبة وهي إذابة معارضيهم في محاليل حارقة وفتح البالوعات عليهم، فيختفون من الوجود أو إذابة أيديهم التي تكتب  ضدهم، وكانت هناك أنظمة كالسعودية مثلاً تقطع اللسان.
 
أما الآن فالسعودية تقتل بحسب ما تذهب له كل وسائل الإعلام والأجهزة الاستخباراتية، فهذا جديد، وهذا الجديد يجعلنا نسأل، لماذا تفعل السعودية هكذا؟ ومن أين لها بالجرأة أن تفعل هكذا؟ في أرض دولة تبدو خصما لها ولنبدأ بالسؤال الثاني لنجيب عليه.
 
تركيا دولة عدوة للسعودية ليس فقط لدعمها لقطر بل من قبل هذا، باختلاف البلدين بخصوص الشأن المصري واللبناني، وربما يتفقوا بشأن الموقف السوري لكنهما يختلفا كل الاختلاف بالنسبة للموقف الإيراني، كل هذا جعل التباعد الأردوغاني السعودي واضح ولا ريب فيه ومحتوم.
 
 لذا السؤال يزداد بريق، من أين للسعودية بتلك الجراءة التي تدفعها لان تفعل هكذا؟ أولاً في مصلحة نظام ولي العهد السعودي أن يبدو قوياً حيال معارضيه، وأنه قادر على أن يصيبهم حتى ولو كانوا في بلد عصي الوصول لهم فيها، حتى لو كان هذا بالترتيب مع أهل هذا البلد وحكامه الذين أبدا ما كانوا سيقبلون بدخول خمسة عشر ضابط أمن سعودي لبلادهم دون أن يستفزهم ويستوقفهم هذا، ويأخذوا حظرهم ولو كان يهمهم خاشقجي، ولا يريدون التضحية به لأهداف تخصهم ما كانوا تركوه يدخل القنصلية السعودية، وهم يعرفون أن ثمة خطر عليه، هنا السؤال، لماذا التضحية به ؟ولماذا تتركه تركيا؟ الإجابة نلتقي بها المقال القادم -بإذن الله- 
 
المختصر المفيد قمع المعارضة عمل عدائي ووحشي مهما كان عدوك فهناك قانون.