الأقباط متحدون | لقطة حوارية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٠:١٩ | الاثنين ١ اغسطس ٢٠١١ | ٢٥ أبيب ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٧٢ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

لقطة حوارية

الاثنين ١ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : مرثا فرنسيس

كانت تعبيرات وَجهها تنطق بألمِ عميق. سألتها: ماذا حدث؟ ماذا بكِ؟
رمقتني بعينيها اللتين بدأتا تغرورقان بالدموع وقالت: لماذا يكون الطلاق، والإمساك من حق الزوج وحده دون الزوجة؟
قلتُ لها: ما هذه الألغاز؟ ما الحكاية؟
وكأنها لم تسمعني، بادرتني بالسؤال الثاني: هل من حقي أن أرفض الطلاق؟
أجبتها: لا أعتقد أن هذا ممكن قانوناً، ثم استدركتُ سريعاً قبل أن تُعاجلني بالسؤال التالي: ما هي قصتك؟
أجابت، وهي تقاوم دموعها، وتخفي وجهها بين كفيها: أنا اُحٌبه ولا أتصور الحياة بدونه، أنا لا أريد الطلاق ولم أتَخيل أنني في يوم ما سأحوز لقب مطلقة.
ثم سألتني :هل إصراري على الإحتفاظ بعملي؛ يصلح لأن يكون سبباً للطلاق؟
أجبتها: حسب معرفتي؛ فإن العمل حق من حقوق الإنسان، هذا حقك وهو ليس سبباً منطقياً للطلاق.
انفجرتْ في البكاء وبعد أن حاولت تهدئتها، سألتها: هل يريد أن يُطلِقك بسبب عملك؟
أجابت: نعم، انا أعمل منذ خمس سنوات، وقد تزوجنا منذ عام .
سألتها: هل اتفقتما على أن تستمري في العمل بعد الزواج؟
أجابتني: نعم، كان اتفاقي معه أن أستمر في العمل؛ فانا أحب عملي وناجحة فيه، ولا أتصور ان أترك عملي بعد كل الجهد، والدراسات التي قمت بها لأحقق طموحي فيه.
ثم سألتني بانفعال: كيف يتنكر لاتفاقه معي؟ لقد اتفقنا سوياً على أن اعمل بعد الزواج.
أجبتها: ربما نسي هذا الإتفاق. ثم سألتها: هل تُهملين بعض مسئولياتك كزوجة وربة منزل؟
أجابتني: اطلاقاً، فأنا احبه، ولا أدخر وسعاً في توفير كل مايحتاج اليه رغم إنني حامل في جنيني الأول، أنتِ تعرفين سيدتي ماذا تفعل المرأة عندما تتزوج من تحب.
سألتها: هل تحدثتِ معه؟ هل تناقشتما؟ ماهي اسبابه؟
أجابت: تحدثت، وتناقشت وهو لايجد إجابة متماسكة بل أن أسبابه مضحكة، ولكنه متمسك بها، هو يعرفني، ويعرف سلوكي، وتصرفاتي تمام المعرفة، فأنا اعرف جيداً كيف أضع حدوداً واضحة في علاقاتي مع الآخرين، ولا أسمح لأحد ان يتعدى هذه الحدود، وهذا معروف عني وسط كل زملائي وزميلاتي وأتعامل مع الجميع بحب واحترام وهم كذلك، لماذا لايطيق كلامي مع أي زميل رغم أن ذلك يتم في حدود العمل؟
سألتها: هل تم الطلاق فعلا؟
أجابت وهي تنظر الى بطنها؛ وكأنها تخاطب ابنها -الذي لم يخرج للحياة بعد: إنه يضعني أمام أحد خيارين : إما ان اُقدم استقالتي من عملي؛ وهذا معناه دفن طموحي، ودراساتي التي تعبت فيها سنين، وايام، وليال، لأكون مجرد شئ يمتلكه، أو ينطق بكلمة الطلاق له في الحال، هل هذا عدل؟
سألتها: أليس الطلاق حق له؟ ولكِ أنتِ الحق في الزواج مرة أخرى، ولتبدأي حياتك ثانية من جديد.
أجابتني ونظراتها حادة جادة غير مصدقة ماأقول: أتزوج ثانية؟ هل حقاً تعنين ماتقولين؟
أجبتها: هذا هو منطق الحياة التي تعيشينها، وثقافة مجتمعك.
سألتني: هل بهذه البساطة، يمكن لإمرأة ان تتزوج رجل غير الذي تحبه؟ وكيف بهذه البساطة، تعطيه جسدها، وتهبه نفسها، و تعيش علاقة زوجية مع رجل آخر، من جديد، وتُحرَم من حبيبها.. كيف؟
أجبتها وانا أتحاشى تماماً أن اواجه عينيها، و أنا عاجزة تماماً عن اجابتها: لا أعرف؟
(محبتي للجميع)
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :