القُمُّصُ بِيشُوي كَامِل
القمص. أثناسيوس فهمي جورج
٥٥:
٠٨
ص +02:00 EET
الاثنين ٢٩ اكتوبر ٢٠١٨
القمص أثناسيوس فهمي جورج
(من رُوَّاد مدارس أحد إسكندرية)
-Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ...........................
وُلد "سامي كامل إسحق" في ٦ ديسمبر ١٩٣١م، وحصل على بكالوريوس العلوم جامعة الإسكندرية عام ١٩٥١، ثم حصل على دراسات الآداب والتربية وعلم النفس (١٩٥۲/١٩٥٤) .
بدأ خدمته في كنيسة العذراء مريم بمنطقة محرم بك منذ ١٩٤٨م ؛ واُختير أميناً للخدمة فيها عام ١٩٥٦م وسط جماعة من الخدام المباركين ، الذين كان من أشهرهم الشماس يوسف حبيب والدكتور راغب عبدالنور وفايز يعقوب (القمص تادرس يعقوب) والمهندس كيرلس بقطر... وجميعهم خدموا بديناميكية الصليب كقاعدة للعمل الكنسي الجماعي والفردي ، حاملين الصليب في البحث عن الخروف الضال وضَمِّهِ للأحضان الأبوية بقدوة الإنجيل المُعاش والبَنَّاء .
أقامه الرب كاهناً لكنيسة مارجرجس بمنطقة سبورتنج المزمع إنشاؤها على خط الترامواي ؛ في ٢ ديسمبر ١٩٥٩م ونال نعمة القمصية عام ١٩٦٩م ، ومَثَّل الكنيسة في العديد من المؤتمرات والمحافل الكنسية المسكونية بالداخل والخارج .
قاد عملاً كبيراً في تأسيس فروع مدارس الأحد وفي تكوين جيل من الخدام ؛ بل وأجيال تتَّسِم بالعمق والخبرة الأرثوذكسية الروحانية ، مهتماً بالتراث الآبائي وحركة الترجمة والنشر ؛ حيث أن دراسته للچيولوچيا وللفلسفة وللتربية وعلم النفس وللدراسات اللاهوتية الإكليريكة ؛ جعلته مهتماً بخدمة النَبْتات الصغيرة ، وبحركة تلمذة الشباب وتثبيت روح الاشتياق عندهم للتكريس والمثول في أحضان الكنيسة أم الأولاد الفرحة ؛ لتكثر كلمة الرب وتنمو وتعتز في المدينة وكل مدينة ؛ من اقصاها الي اقاصيها .
وقد صار سامي كامل دينامو مدارس أحد الإسكندرية منذ عام ١٩٥٣.. فكان يقضي يومه للإشراف على أنشطة مدارس أحد محرم بك ونادي العذرا ؛ بالأرض الفضاء المجاورة لمبنى الكنيسة بشارع الراضي - خلف كلية العلوم ؛ والتي تقع مساحتها على ٥٢٦٠ ذراعاً مسطحاً ؛ مهتماً بإعدادها والإشراف الروحي عليها ؛ لتكون مَفْرَخَة خدام ؛ وقد صارت بحق ؛ ولعل الذين عاصروا هذا التاريخ يذكرون ؛ كيف مَهَّدَ سامي كامل وُعُورة الأرض وأزال المخلَّفات ؛ قبل أن يؤسس عملاً مستوياً ونامياً مزهراً.
ولا ننسى أبدا (الفسبا) التي كان يركبها كوسيلة لانتقاله.. ولا زالت ايضا حفلات الأعياد التي كان يقودها (الميلاد والقيامة والنيروز وعيد العذراء) ؛ محفورة في النفوس بمظاهر التعييد الروحي لها ؛ وما كانت تحمله من بهجة الروح والمعنى والفكر ؛ وكذا حفلات التخرج المدرسية ولقاءات الأغابي وخلوات المكس ؛ واجتماعات الصلاة بالمقصورة والجلوس بمضيفة الكنيسة) راسخة في قلوب شباب جيله الذين تتلمذوا على يديه في فصول التربية الكنسية ؛ وصورة مَشْهَده لا تبارح أذهانهم وهو ينتظر على بوابة الكنيسة وفي فنائها .
مشهده وهو يفتقد الأطفال ؛ وهو يوزع (كرملة دكران) ؛ مشهده وهو يحتضنهم ويجمعهم ويعلِّم أيضاً إعداد الخدام في الصالات العلوية التي استُحْدِثت ؛ بناءاً على سَعْيِهِ وإلحاحِهِ ؛ معتبراً أن خدمة مدارس الأحد أشبه بخدمة المذبح ، فهي تحتاج إلى نقاوة القلب وإلى تقديم الذبيحة والانسكاب وروح التقديس ، من اجل ذلك تعوَّدنا في كنيسة العذراء محرم بك على أهمية اجتماع الصلاة في مقصورة العذراء (اجتماع صلاة قبل وفي أثناء وبعد الخدمة) ، وهو الذي بفاعليته نشر فروع مدارس الأحد لاصطياد وربح النفوس بالافتقاد ؛ في الجمعيات القبطية المحيطة بالكنيسة (فرع جمعية الإخلاص - فرع جمعية الثبات - فرع جمعية التوفيق القبطية - فرع جمعية الكرازة - فرع جمعية الرعاية الخيرية المسيحية - فرع أصدقاء الكتاب المقدس - فرع المدرسة المرقسية الإعدادية) ؛ فمثلما أسس هذه الفروع الأولية لمدارس الأحد وهو لا يزال خادماً ؛ كذلك بعد أن اختاره الله لخدمة الكهنوت.
بنى كنائس كثيرة بالحجارة (المباني) وبالبشر (الحجارة الحية) وأسس بيوت للطلبة المغتربين وللأيتام والحضانات، لأنه ممتلئ بمحبة الملكوت ومتزيِّن بالشفاه المبتسمة والوجه البرَّاق المُريح والجسد الخفيف الراكض والمتسارع لتلبية كل احتياج ؛ ولصيد وربح النفوس بروح الافتقاد وشهادة المحبة وشفاعة الصلاة وانفتاح الصلاة المُطِلَّة على الأبدية ؛ اهتم بالكل وبالواحد ؛ مهتما بالانسان كل الانسان .
تلك الروح الباكورات التي سلكها ورسَّخها ؛ جعلتْ كنيسة مارجرجس سبورتنج منارة عالمية ومسكونية ونموذجاً فى الولادة والإثمار الكهنوتي والكنسي والرعوي الآبائي ، شجرة متجذِّرة الأصل ؛ جمعت حنطة الحصاد ، الذي به صارت مستودعاً للطاقات تحفظ تاريخ ومستقبل مدارس الأحد ورعاية مدينة الإسكندرية الماضية والآنية والمستقبلة لتصير مثلاً ومثالاً عملياً يُقتدىَ ويُحتذىَ ؛ في حضور الله الكاهن الحقيقي الذي يحقق عمل أسراره ويقود مسيرة كنيسته .
سامي كامل غمره فيض الله بغنىً كثير ؛ حتى صار بستانه دائم الثمر وشَهِي الثمار ورائحته عطرة ؛ وأيقونته زاهية الألوان ؛ ثابتة الخُطوط ، وعمله متجدداً ... بشوش الوجه بَرَّاق العيون ؛ واسع القلب متوقِّد الذهن مفتوح الأذرع ؛ سريع الاعتذار ... لا يشكو من أحد لأحد ؛ حريصاً على حفظ الوحدة برباط الصلح الكامل.
هكذا رأه الناس (ورأيتُهُ أنا منذ الصغر) عاشقاً للأسرار ولعقيدة البيعة وتسبحتها وسهراتها ولاهوتها وليتورجيتها وتاريخ آبائها ، مدافعاً عن نقاوة وصحة تعليمها بالعمل والقول ، معطياً بهاءاً للاكليروس بسيرته وأعماله قبل أقواله ، كارزاً في الداخل وفي المهجر ، كرازة رسولية بالبشارة والفضيلة وقوة برهان الروح ، بناؤه على الصخر وطاقته علوية إيجابية بعيدة عن السلبيات والصراعات ؛ وفوق الافتراقات ومسالب الصغار ، منشغلاً بأبديته كي يرتقي برعايته فوق الحدود والمركزية ؛ صائراً أباً للآباء وللكهنة وللخدام وللرعية المبنيَّة على ذبيحة الإيمان البعيدة عن الإعلانات والمظاهر البرَّاقة وكل النزاعات المادية .
ولأنه طاقة روحية جبارة ؛ اشتُهر بعشقه لأعياد القديسين وللسهرات الروحانية وللخُلوات ولفرص التعليم ولمجالات النشر والنبذات وسلسلة إيمان كنيستنا وإحياء اللغة القبطية ، اشتُهر أيضاً بالاجتماعات الروحانية الحية والعظات والافتقاد والعمل الفردي ورعاية المحتاجين ، وحيوية العشيات والتذكارات والأُسَر المستترة وبأشرطة الحكايات للاطفال ، كذلك اهتم بخدمة الشيوخ والمُسنِّين .
ستبقىَ سيرة أبينا بيشوي كخادم مميز في تاريخ مدارس أحد الاسكندرية والكرازة المرقسية كلها .. وكرائد لخدمة الكهنوت باقية في سِجِلّ صيَّادي الناس المَهَرَة الذين اصطادوا سمكاً وفيراً وملأوا السفينة ؛ غاسلين الأقدام بالحب كصدىً لكرامة الكهنوت الحقيقة ب "غسل الارجل" و " بذل الذات "..لقد حمل أبونا بيشوي صليب المرض وكرز بصحته وبمرضه حتي نفسه الاخير ورقاده في الرب يوم ٢١ مارس ١٩٧٩م .
الكلمات المتعلقة