هلاوس على دفتر المذبحة
د. مينا ملاك عازر
٠٩:
٠٧
م +02:00 EET
الأحد ٤ نوفمبر ٢٠١٨
كتب: د. مينا ملاك عازر
منذ أن تساءل رجال كل العصور، عن سر نزول البنت أم عباية بكباسين للميدان، بعد أن عبسوا بجسدها ضرباً، وحتى لحظة انهمار الدماء من أجساد مذبحة دير الأنبا صامويل الثانية، والسؤال مفتوح لكل من تجرأ وقفز من فوق شرعيتهم التي يسطرونها بأنفسهم لأنفسهم، هما إيه اللي وداهم الزيارة غير شرعية والأمن لا يسمح بزيارتهم؟ هما إيه اللي خلاهم يصلوا في كنيسة غير مرخصة؟ هما إيه اللي مقعدهم في بلد لا تعطيهم حقهم؟ وأظنه السؤال الأهم والأبقى واللي أجابته بتحرق دم الأمن قبل الإرهابيين، لأن الإجابة ببساطة لأنها بلدهم ومش حايسيبوها.
كون الزيارة غير مسموح بها أمنياً وأنهم يعبرون من مدقات غير المدق الرئيسي الذي يغلقه رجال الأمن، فهذا يفتح عدة تساؤلات، نقيم الآلاف من الكيلومترات من الطرق الحديثة ونترك الطريق لدير للآن عبارة عن مدقات، إما رئيسية أو فرعية لماذا لا يتم رصفه؟ ولماذا لا توضع المنيا وهذه المنطقة الدينية الأثرية على خريطة اهتمام المسؤولين؟ أم أن الكل ارتضى بالأمر الواقع، وأن هناك ما هو أولى بالرعاية عن هؤلاء الكفرة الذين يثقلون كواهلنا بطلباتهم وبتأمينهم. ولماذا يستطيع الأمن تأمين مباراة الأهلي بجماهير ولا يستطيع تأمين رحلات دينية لمكان ديني وليس ترفيهي كستاد برج العرب؟! إذا كان الأمن يعرف أن ثمة رحلات تصل للدير غير مسموح بها عبر دروب غير رئيسية، فهذه مصيبة، وإن كان لا يعلم فالمصيبة أعظم، أم أنه يعلم ويتركها من باب المواءمات لألا يغضب الدير، وفي نفس الوقت لو حدثت مصيبة وقد حدثت يبقى براءة وتمام التمام وفي السليم.
المنيا محتاجة لسيادة الرئيس، لا أقصد المنيا إياها، فهو لتوه عائد منها، لكن الرئيس والبطريرك يحتاجوا أن يدخلوا المنيا ويزوروا كل شبر منها لتعود سيادة الدولة على كل شبر بها، ولا أظن أن الرئيس الذي وقف في شمال سيناء بين جنوده محارباً الإرهاب يوماً ما، وغير مرة يمانع ويخشى على نفسه من الولوج للمنيا وإعادة وجود الدولة المفقود بسبب تراخي الأمن وتواطؤه.
هل تدفع الكنيسة ثمن عدم قبولها بعزل الأنبا مكاريوس أسد الصعيد من مكانه بالمنيا؟ من دماء أبنائها بمعنى أكثر فجاجة ووقاحة، هل يعاقب الأمن الكنيسة لأنها لم تسمع لأوامر الدولة واستجابت لطلبات شعبها بإبقاء الأنبا مكاريوس!؟.
أخيراً، إن كنت ترى أن الزيارة لم تكن شرعية لعدم رضا الأمن عنها؟ فهل ترى ضرورة ووجوب طاعة المقصر والمتخاذل؟ ومن لا يقوم بعمله فإذا كان صعب تأمين تلك المنطقة فلتخرجوها من حدود مصر، ولتعلن هي نفسها مستقلة، ولتبحث عن من يؤمنها، بلا وكسة.
المختصر المفيد كفاية تواطؤ.
الكلمات المتعلقة