الأقباط متحدون - فرنسا وازمة الوقود وانخفاض شعبية الرئيس
  • ٠٩:٣٣
  • الاثنين , ١٩ نوفمبر ٢٠١٨
English version

فرنسا وازمة الوقود وانخفاض شعبية الرئيس

٣٨: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٩ نوفمبر ٢٠١٨

 الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

 كتب : سليمان شفيق

توفيت متظاهرة وأُصيب آخرون أثناء الاحتجاجات التي عطلت حركة السير في شوارع فرنسا ضد رفع أسعار الوقود الاسبوع الماضي ، وتضاربت التصريحات مما يؤكد ان هناك ارتباك رسمي يفوق الاضطرابات الفرنسية .
 
وقالت تقارير إن متظاهرة توفيت بعد أن صدمتها سيارة أُصيب قائدها بالفزع مما دفعه إلى قيادة السيارة نحو جموع المتظاهرين، وقال مسؤولون فرنسيون إن هناك عدة آلاف متظاهر، يٌطلق عليهم حركة "السترات الصفراء" نسبة إلى ستراتهم العاكسة للضوء، احتشدوا في ألف موقع في أنحاء فرنسا، في حين يري اخرين ولكن وزير الداخلية الفرنسي ، كريستوف كاستانير، اعلن الاحد ، أن أكثر من 400 شخص أصيبوا بجروح في الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود، التي شهدتها فرنسا السبت الماضي ، وأشار إلى أن الاحتجاجات أسفرت أيضا عن إصابة 28 من 14 في حالة خطيرة ، وأضاف أن مظاهرات جرت في أكثر من ألفي مدينة وقرية في جميع أنحاء فرنسا وشارك فيها أكثر من 287 ألف شخص. ونتيجة الاحتجاجات تم احتجاز 282 متظاهرا.
 
 ويتهم المحتجون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بإهمال "الفقراء"، وذلك بعد أيام من اعتراف ماكرون في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه لم ينجح في "مصالحة الشعب الفرنسي مع الزعماء" ، واتهم ماكرون معارضية السياسيين بأنهم يحاولون استغلال حركة "السترات الصفراء" من أجل وضع العراقيل في طريق برنامجة الاصلاحي .
 
وارتفع التوتر مع محاولة بعض السائقين تجاوز تجمعات المحتجين ،وتوفيت متظاهرة عندما 
وأوقعت حوادث أخرى 47 جريحاً، ثلاثة منهم حالتهم خطرة وفق مصادر رسمية، ومن بينهم أحد المارة الذي أدخل إلى "العناية المركزة" بعد ان صدمته سيارة في شمال البلاد
 
واوقفت الشرطة 24 شخصاً واستخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق التجمعات.
وقالت وزارة الداخلية ان أكثر من الفي تجمع شارك فيها 124 ألف شخص، وإن الحركة أعيقت في بعض الطرق لكن لم يتم غلق اي محور طرق استراتيجي
 
وقالت ايفيلن راليير بيني وهي تعطل الطريق في جورا (شرق) حيث رفعت لافتة كتب عليها "أغيثوا أمة في خطر"، "نحن هنا، هذا هو الشعب، نحن صغار العاملين، لم يعد بمقدورنا أن نعيش"
 
وفي باريس سار خمسون متظاهرا من قوس النصر الى جادة الشانزيليزيه وهم يهتفون ماكرون استقل"".
واطلق على مجموعات الاحتجاج هذه "السترات الصفراء" في اشارة الى السترة الصفراء المضيئة التي يتعين على كل سائق في فرنسا ان يحتفظ بها في سيارته وذلك بغرض جعله في موضع رؤية أفضل في حال حدوث حادث سير.
 
وهي تحتج على زيادة سعر الوقود وفرض رسوم عليها على شكل ضريبة بيئية، وأيضا ضد السياسة "الظالمة" للحكومة التي تمس بالقدرة الشرائية
وقال كيفن دوجاردين (27 عاما) وهو احد المحتجين إن "الحركة غير سياسية وغير نقابية". 
 
وتراوح رد فعل الحكومة في الايام الاخيرة بين التهديد والتهدئة وقال وزير الداخلية ادوار فيليب انه "بالامكان التظاهر" لكن "ليس مقبولا" إغراق البلد في حالة شلل
 
وأعلنت الحكومة الاربعاء الماضي زيادة المساعدات المخصصة للأكثر فقراً حتى يتمكنوا من تغيير سياراتهم او دفع فواتير المحروقات. وفي اليوم ذاته اعترف ماكرون بشكل غير مسبوق بأنه لم "ينجح في مصالحة الشعب الفرنسي مع قادته" الامر الذي جعل منه أحد شعارات حملته الانتخابية
 
وتأتي حركة الاحتجاج هذه بعد سنة صعبة للرئيس الفرنسي مع تظاهرات ضد برنامج "تغيير" فرنسا الذي طرحه، لكن تلك التظاهرات لم تنجح في وقف عجلة الاصلاحات، في المقابل تراجعت شعبية ماكرون الى ما دون 30 بالمئة وهو أدنى مستوى لها منذ انتخابه في 2017
 
في الاثناء تلقت حركة "السترات الصفراء" دعم 73 بالمئة من الفرنسيين بحسب معهد الاستطلاع" ايلابي" واوضح فنسنت تيبو مسؤول الدراسات في المعهد ان "54 بالمئة من ناخبي ماكرون يدعمون او يتعاطفون مع هذه الحركة، وهذا امر ليس بالقليل".
من جانبه قال جيروم سانت ماري رئيس معهد بولينغ فوكس للاستطلاعات "هذا يشكل نجاحا لدى الرأي العام"
 
وكتبت صحيفة لوباريزن "سواء كانوا بضعة آلاف او عدة ملايين وسواء تمكنوا من شل البلاد ام لا، لقد نجح أصحاب السترات الصفراء (..) وذكروا قادتنا بان الرسوم البيئية مآلها الفشل اذا تجاهلت الواقع اليومي لمن تخصص لمساعدتهم"".
 
وراى جيروم سانت ماري ان "هذه الانتفاضة أخطر من سابقاتها لانها تملك القدرة على الاتساع لتشمل اربعة أخماس المجتمع اي كل من يملك سيارة ولديه دخل متواضع".
 
وأوضح الخبير "ان ايمانويل ماكرون يواجه صعوبات كبرى أمام شعب الوسط والفرنسي متوسط الدخل الذي لا يشعر أنه محبوب من ماكرون لأن (الرئيس) يجسد نوعا من النخبة الباريسية والاجتماعية والثقافية"
 
من جانبه اعتبر فنسنت تيبو ان "صورة رئيس الاغنياء لازالت ماثلة بقوة و(ماكرون) يجد صعوبة في النأي بنفسه عنها"
وحركة "السترات الصفراء" تجمع بين الغضب والاحباط وهي أيضا "نتيجة اتهامات وتراكم الهفوات" في تصريحات ماكرون عندما تحدث عن الناس العاديين
 
واعتبر تيبو ان رفع أسعار البنزين ليس الا "صاعق تفجير" ، فالاستياء عام
من جهته راى سانت ماري ان "تراجع شعبية ماكرون يستفحل. وهناك ارضية ملائمة ووقود جاهز للتفجير"
 
وعنونت صحيفة ليبيراسيون اليسارية "ضريبة البنزين: القطرة التي جعلت الكيل يطفح". وكتبت "ان اتساع الحركة يعود لسيبين، ان ماكرون لم يفشل فقط في مصالحة الشعب مع قادته بل انه زاد من الهوة التي تفصلهما"
 
هكذا تتضارب التصريحات مما يؤكد علي ان فرنسا تدخل علي مرحلة جديدة ومتضاربة .