سلام المسيح في التجارب
أوليفر
١٥:
١٢
م +02:00 EET
الاثنين ٢٦ نوفمبر ٢٠١٨
Oliver كتبها
- الثلاثة فتية في أتون النار مع شبيه إبن الإنسان تصلح أن تكون أيقونة لسلام الله في العهد القديم .الإله أراد أن ينقذ فتاه.إختار المسيح أن يجوز الجحيم حباً في شعبه حتي لم يدع النار تترك رائحتها علي ثيابهم.لأنه لم يكتف بإنقاذهم من الموت.لم يكتف بأن يعط أجسادهم قوة تغلب النار بل حتي ثيابهم غير طبيعتها فبقيت النار كما هي لكن الثوب القابل للفناء تبدل.هذا هو جسم بشريتنا الجديد الممنوح سلاماً أقوي من أتون هذا العالم مهما تفنن المعاندون في إبتكار أدوات الفناء.لهذا كان حلول المسيح في الأتون كفيل بنزع شوكة الموت و كسر غلبة الهاوية فأعطي سلاماً للخارجين من الأتون وهم متباطئين كمن يتمشي في الفردوس لأن المسيح معهم.هم الذين لم يضعفوا بغياب قائدهم الروحي دانيال النبي بل كان إنتماءهم لإله دانيال الذى صار لهم في الأتون رابعاً.فلنسبح معهم و نتهلل بصانع السلام رافضين التذمر الذى يبدد سلامنا بل بالشكر نقتني ثمر السلام و ننجو من التجارب.
- إسحق المطيع البار يصلح أيقونة أيضاً للعهد القديم.يتمدد علي مذبح من حجر صنعه أبوه دامعاً.أطاع حتي الموت.في تسليم و طاعة بكر جداً أبونا إبراهيم العظيم.كلاهما سارا معاً بسلام نحو الصليب.لم ينهار إبراهيم و لم ينكسر إسحق بل تسليماً سلما الحياة للرب الذى وهب إسحق إبناً لإبراهيم الشيخ من مماتية مستودع سارة.سلام الله لم يتركهما في أصعب إمتحان عرفه أب و إبن.هذا الذى به تبارك إبراهيم أبونا و نسله نحن.كان الخروف سابقاً للسكين.جاء لكي يُذبح عوضاً عن الذين حُسبوا للموت.هذا الخروف المذبوح هو الذي يحيي فينا السلام لذلك لا تكف النفوس المحتاجة لسلامه عن أكله فهو إذ يتحد بنا نثبت في حياته و سلامه.
- سلام الله في التجارب ليس محاولة بشرية لضبط النفس بل عمل الروح القدس فينا.ثقتنا في محبته و تدابيره و حكمته.رجاءنا في شخصه برغم الظروف.هو سلام في القلب لكنه يملك الكيان كله.أما ضبط النفس فهو تحكم في رد الفعل ليس إلا.أما السلام فهو يغير الفعل و رد الفعل.كما هدأ فعل البحر و الريح بكلمة فمه الطاهر ثم هدأ رد فعل تلاميذه الخائفين بتذكيرهم بالإيمان به.لهذا ليس كل الهادئين مسالمين لكن كل من في قلبه سلام يسكن كالبحر العميق بعدما سمع كلمة الرب.ليكن صوت روح الله مألوفاً لديك.
- سلام الله هو أول خطاب يومي يبدأ به النهار.في كل يوم يكرر بوعد :لا تخف لأني معك.الرب يسوع يسبق طلباتنا و يطمئننا أنه معنا.حتي نعرف كيف هو عمانوئيل.عدم الخوف سببه حضور الله في يومنا و ليلنا و ليس قوتنا و رباطة جأشنا.فالكل من غير المسيح يصبح كالعصافة كأوراق الخريف لا يحتاج عاصفة ليسقط بل مجرد نفخة.بدون المسيح نسمع أنيناً بلا رجاء من شعب الله قدام حاكم متسلط .لكن مع سكني روح الله فينا نكرر مع دانيال النبي الجميل :إلهي أرسل ملاكه و سد أفواه الأسود.سلام الله يجعل النفس تتعلم الصلاة و المناجاة بحب مع الإبن الحبيب.من غير سلام تنغلق كلمات الكتاب علي الفهم.فإفتح قلبك قبلما تفتح كتابك المقدس.ليحل المسيح بالسلام في قلوبنا لكي إذا ما سمعنا صوته نفرح و لا ينزع أحد فرحنا منا.بسلام الروح نسمع ما يقوله الروح للكنائس و بالتشويش يأتي كل شيء ردئ.لذا تخرب البيوت إذا السلام ضاع و تخرب النفوس إذا لم تعد تطلب سلام المسيح كل وقت و لا سيما في أوقات الإضطراب و هياج العدو.فلنطرد إبليس و أفكاره بإسم المسيح فيسود علينا سلامه بغير شريك.
- سلام المسيح يظهر وقت توبتنا و يختفي وقت خطيتنا .لأنه لا سلام للأشرار يقول الرب.لنجاهد ضد الخطية فيكون السلام معيننا.أما أن يجتمع السلام و الشر معاً فهذا ما لم و لن يحدث.لذا فقط لنجتهد وأما الغلبة فهي من عند مانح السلام.سلام المسيح مجاني ككل عطايا الروح القدس.لا يمكن شراءه بل يمكن طلبه فقط.لا يمكن إستبداله بل نأخذه من المسيح وحده.لا يمكن تصوره لأنه يفوق كل عقل فلا تحسب كيف سيصير السلام لكن ثق أن الذى بكلمة يأمر البحر و الريح فتطيعانه هو القادر أن يفعل معك أكثر و أكثر.سلام المسيح ليس كلمة تحية لشخص عابر في سبيلنا لذلك قال لم آت لأقل سلاماً بل لألقي ناراً.فسلامه ليس تحية عابرة بل لهيب محبة في قلب الذين يطلبونه.لذا طوبي للمبشرين بسلام المسيح فمن خلالهم ينثر المسيح بركاته.
- أيها الرب الحلو.سلامك يشبعنا.نشكرك لأنك أعطيتنا إياه من قبل أن نطلب.تركته لنا لأن سلامنا في شخصك أنت.سلامنا في كلماتك النقية الطاردة لهموم العالم و ضيقات الأرض من كل قلب و فكر.نشتاق إلي عشرتك الدائمة في مدينة السلام أورشليم السمائية.هذه التي نطلبها بإسمك و نحن واثقين في شخصك أنك لن ترفض لأنك من أجلنا إستهنت بالموت لكي تعلمنا إسمك يا عمانوئيل.يا ملك السلام إعطنا سلامك قرر لنا سلامك و إغفر لنا خطايانا.