اوكراينا تسعي لجر روسيا الي حرب بالوكالة عن الغرب
سليمان شفيق
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
سليمان شفيق
يكاد ما حدث من الجانب الأوكراني في محيط شبه جزيرة القرم، الأحد 25 نوفمبر الجاري ان يتحول إلى نزاع عسكري واسع النطاق بين روسيا وأوكرانيا، جاء ذلك بعد ان انتهكت ثلاث سفن تابعة للبحرية الأوكرانية المياه الإقليمية الروسية، ، وتجاهلت مطالب السلطات الروسية، ولم ترسل طلبا بالمرور عبر مضيق كيرتش للجانب الروسي، وبالتالي لم تدرج في جدول المرور، وتوجهت إلى جسر القرم، مارة أسفل القوس الرئيسي للجسر، حيث تمر جميع سفن النقل المتوجهة من بحر آزوف إلى البحر الأسود، ويكتظ الممر بالسفن، وينظم حركة المرور خلاله المرشدون الروس، وفقا لجداول صارمة. لذلك هدد اقتحام السفن الأوكرانية الملاحة الدولية، وجسر القرم، الذي يعد منشأ استراتيجيا روسيا.
ويقول المحلل السياسي/ ألكسندر نازاروف أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي اتخذ إجراءاته بوقف هذه الاستفزازات الأوكرانية، وأطلقت النيران، وأصيب 3 بحارة بجروح جراء إطلاق النار، قدم لهم الجانب الروسي الخدمات الطبية الضرورية، وتم احتجاز السفن الثلاث التي انتهكت المياه الإقليمية الروسية، ويري نازاروف أن تلك السفن لم تكن لها الاستعدادات الكافية عسكريا فتري ما الهدف من تلك الاستفزازات ؟
ويري المحللين الروس ان كييف تأمل ، من خلال تفجيرها صداما مع روسيا، في الحصول على دعم اقتصادي من الغرب، في اللحظة التي توقفت المدفوعات الروسية، لأوكرانيا مقابل عبور الغاز عبر أوكرانيا، عقب إنشاء خط أنابيب السيل التركي والشمالي – 2.
كما أن الوضع في دونيتسك ولوجانسك قد خرج عن سيطرة كييف منذ فترة من الوقت، ووصل إلى طريق مسدود، حيث ترفض كييف تنفيذ بنود اتفاقية مينسك، وبدء حوار مع "الانفصاليين"، بينما يبقي نظام بوروشينكو مجموعة "القوميين المتعصبين "الجدد، وغيرهم من التنظيمات الأوكرانية القومية المتطرفة على أهبة الاستعداد، وهم من يقفون ضد أي موائمات مع الناطقين باللغة الروسية في شرق أوكرانيا. ومع رفض طريق الحل السياسي، فإن الطريق الوحيد المتبقي هو طريق الحرب. وروسيا لن تسمح بتطهير عرقي للسكان الروس في أوكرانيا، حيث يبدو الطريق الوحيد لنجاح أوكرانيا في ذلك، إذا نجحت في توريط الناتو في هذا النزاع العسكري.
إن أوكرانيا تستفز روسيا لوقت طويل، بغرض الحصور على رد فعل قاس من جانب روسيا، وبخاصة حينما احتجزت بعض سفن الصيد المسجلة في شبه جزيرة القرم، أثناء نقلها بعض السلع إلى دونيتسك. وبالطبع يتجاهل الغرب أحداثا كهذه، وقد التزمت روسيا تجاه تلك الأحداث بأقصى درجات ضبط النفس، واكتفت بالتفتيش الصارم لجميع السفن العابرة خلال مضيق كيرتش في اتجاه أوكرانيا، عبر مياهها الإقليمية، الأمر الذي لفت انتباه الولايات المتحدة
الأمريكية والاتحاد الأوروبي، اللذان طالبا روسيا بوقف تفتيش السفن الأوكرانية
لقد بادر نظام الرئيس الاوكرايني بوروشينكو، بالإعداد للذهاب إلى الأمم المتحدة بشان ما أسماه عرقلة روسيا لحركة الملاحة من الموانئ الأوكرانية في بحر آزوف، لكن كييف، فيما يبدو، لم تحصل على دعم ملحوظ من الغرب لهذه المبادرة، فقررت اللجوء إلى الاستفزاز العسكري، لتضع روسيا في موقف "المعتدي"، ولتضمن بذلك دعم الغرب
وكنتيجة لهذا فإن بوروشينكو قد دعا الاتحاد الأوروبي، لفرض عقوبات إضافية على روسيا بسبب ما أسماه "الاعتداء الروسي"، بل وقام بفرض الأحكام العرفية في البلاد، والتي يتعين على البرلمان الموافقة عليه.
جاء ذلك بعد ان انخفضت شعبية الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو، لتصل إلى أدنى مستوياتها 8.9%، وليشغل المرتبة الثالثة، بعد أحد مقدمي البرامج الكوميدية في التلفزيون، وأحد مغني الروك. علاوة على ذلك فقد حقق بوروشينكو رقما قياسيا في استطلاعات الرأي، حول عدد المواطنين الذين لن يصوتوا له تحت أي ظرف من الظروف وهو 50%، بينما صرح 75% من المواطنين الأوكرانيين أن الدولة لا تسير في الطريق السليم
خاصة أن الانتخابات التي قد أصبحت على الأبواب، 31 مارس 2019، سوف تجلب لنظام بوروشينكو فشلا ذريعا، ليصبح الحل الوحيد أمامه، هو إلغاء هذه الانتخابات، وهو الهدف الأول من الاستفزازات الأوكرانية.
هل تنجح اوكراينا في ان تجر روسيا الي حرب بالوكالة نيابة عن الغرب ؟