حديقة الحيوان
عبد المنعم بدوي
٣٩:
٠٩
م +02:00 EET
الثلاثاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٨
عبد المنعم بدوى
لا أدرى ما ألذى دعانى الى زياره حديقة الحيوان بالجيزه ، ربما الحنين الى الماضى ، عندما كنا نزورها ونحن أطفال ، فقد كنا نسكن بالقرب من هذه الحديقه ، وكانت والدتى تصحبنى أنا وأخوتى لزيارتها مره على الأقل كل أسبوعين ، وكنا نذهب اليها سيرا على الأقدام ، وكانت زيارتها من أمتع وأحب الفسح الينا .
أذهلنى مارأيت على الطبيعه ، وما ألت اليه أحوال تلك الحديقه بالمقارنه بحالتها ونحن صغار ... فالحيوانات كلها بلا أستثناء فى حالة صحيه يرثى لها ... علامات الجوع والمرض والهزال بادية عليها ، والأمراض الجلديه تطفح على ظهورها .
أما بالنسبه للقذاره وعدم النظافه والأهمال فحدث بلا حرج ..
كما أسترعى انتباهى ، مظاهر الفقر والأهمال التى تبدت فى ملابس القائمين على حراسة وخدمة الحيوانات ، وكذلك أصناف المأكولات التى يقدمونها للحيوانات ... أن ألأهمال والامبالاه يتبديان فى كل شيىء .
قارنت بين عالم حيوانات الحديقه ، وعالم حيوانات البرارى .... أن حيوانات البرارى تعيش حره خارج الأسر ... أتخيل حيوانا مفترسا ضخما جميلا كالأسد وهو يختال فى الغابه لكى يهضم بعد التهامه فريسه شهيه ، أو أتخيله يمارس الركض لكى يحافظ على قوته ورشاقته بعد أن أفرط فى الأسترخاء ، أو يجلس هو وزوجته وعائلته على جزع شجره يتأملون منظر غروب الشمس الساحر .
كل هذا قبل أن يأتى أناس أشرار فيصيدونها ويرمونها فى أقفاص حديديه ، حينئذ تتحطم سعادتها ، ويشتد حنينها الى الحريه ، وتفعل كل مافى وسعها للفرار ، فبعد حرمان الحيوان من الحريه وقتا طويلا ، يصبح ظل نفسه ، وتنكسر روحه .
أنها " الحريه " .... مامعنى الحريه ؟؟؟
أدعوك الى زيارة حديقة الحيوان ... لعلها تعينك بعض الشيىء على مواجهة وحشية الخوف ، ومقاومة غباوة بعض البشر الذين خلقهم الله أحرارا ، فأختاروا أن يكونوا أكثر عبوديه من الحيوانات ... مع أنهم يعاملون معاملة حيوانات الحديقه .