تحب تشرب سحلب

عبد المنعم بدوى
لم أعرف محبا للحياه ، ولا عاشق للناس مثله ... دائما ضاحك ، مبتسم ، صانع للبهجه ... هو قبطى مصرى حقيقى ... والده مصرى وأمه لبنانيه ... يحب مصر حتى النخاع ... رغم أن معظم عائلته بالخارج ، وكأغلب عائلات الأقباط الذين هاجروا الى كندا ، وأستراليا ، وأمريكا ... غالبا مايظل فرد منهم فى مصر .

يعيش فى شقة العائله بعد مغادرتها مصر بمفرده ، هى شقه فاخره كبيره ... عالية الأسقف ، يتدلى منها نجف كريستال أصلى ... تتوسط الجدران لوحات قيمه أصليه منتقاه بعنايه ، التماثيل والتحف الفنيه فى كل ركن فى الشقه ، دائما تصدح الموسيقى الكلاسيك ليل نهار ، حيث توجد بالشقه مكتبه كبير من أسطوانات الموسيقى الكلاسيك .

صاحبنا يبدأ يومه بالمرور على المكتبات للأطلاع على أصدارات الكتب الجديده ، ثم يذهب الى قاعة أستماع الموسيقى بالأوبرا ، فهو مفتون بالموسيقى الكلاسيك .

رشحت له فتاه صيدلانيه ( خريجه كليه الصيدله ) ، رأيت أنها تصلح زوجة له ... فطلب أن يحدد موعدا معها للقاء الفتاه ، رفضت بشده وقالت أنها لا ترضى بهذه الطريقه السخيفه ، فهى ليست بقره تعرض للبيع .

العريس أعجبته هذه الشخصيه ... وكان الحديث بل الأحاديث بينهما عن طريق المحمول تستمر بالساعات ... أطمأنت نفس العريس ، وأحس بالأشتياق الى لقائها ، وافقت بشرط الا يحضر اللقاء أحد لامن أهله ولا من أهلها .

فى أحدى الأوتيلات كان الموعد ، أستعد صاحبنا جيدا لهذا اللقاء ... قالت الفتاه أنها تحبه ، سألها تحبى تشربى أيه ؟ قالت : " أوركيس مسكيولا " ، ثم أردفت ما تتخضش كده ، ده الأسم العلمى للسحلب ( أسم علمى لنبات ينمو فى أسيا ، يجفف ويطحن ليتحول الى بودره ، يتم أعداد مشروب السحلب منه ) ، " انت ما تعرفش أنى صيدلانيه ولا أيه .

أنطلقت الموسيقى الكلاسيك ، وصاحبنا منتشى يحكى لها عن عائلته المهاجره ، بعد فتره زهقت الفتاه ، فأمسكت بيده وهى تقوم ، وشدته لينهض معها ، " سيك بقى من الخبط والرزع ده وقوم بينا ننزل " ... ثارت ثورة صاحبنا وهو يقول " مش كفايه بتشربى أوركيس مسكيولا ، وكمان بتوصفى الموسيقى الكلاسيك بالخبط والرزع ... دقائق وكان الفراق على ألا تلاقيا !!

توبه الواحد يتدخل فى مشروع جواز تانى ... حأقوم أعمل كباية " أوركيس مسكيولا "  تعدل مزاجى فى البرد ده .