الأقباط متحدون | بركان الغضب
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٣٤ | الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١١ | ١٧ مسرى ١٧٢٧ ش | العدد ٢٤٩٤ السنة السادسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بركان الغضب

الثلاثاء ٢٣ اغسطس ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم : أنور عصمت السادات
بركان الغضب نار تغلى داخل صدور وقلوب كل المصريين، جموع ثائرة، ومشاعر غاضبة ، ، ودماء تكاد تغلى داخل عروقنا ، رفضا لما قامت به إسرائيل من إعتداء على السيادة المصرية ، وإزهاق أرواح شهدائنا ، لتمضى فى بطشها معتقدة أن الحدث الذى قامت به سوف يمر مرور الكرام . ألم تعلم إسرائيل أن ثورة يناير قامت من أجل الثأر لكرامة المصريين التى فرط فيها النظام السابق ، ولم يضع لها فى حساباته أى إعتبار؟ ألم تدرك إسرائيل أن عقارب الساعة قد غيرت إتجاهاتها ، وأن الشعب المصرى قد إسترد بالفعل بلاده ومقدراتها ، ولن يسمح بأى إعتداء أو إنتهاكاً لسيادته ، وأن شعارات ضبط النفس ، وتقبل التبريرات ، والتعليق على شماعة الأخطاء ، كلها أمورلم تعد تنفع الآن. إن لم تكن إسرائيل ترى أن مصر قد تغيرت فهى عمياء،

وإن لم تكن تشعر بالتغيير فهى لا شك تعانى من تبلد الإحساس ، وإن لم تكن تعلم أن بركان الغضب المصرى من أفعالها لن يخمد قبل أن يتم القصاص لشهدائنا ، فقد إفتقدت شيئاً هاماً وهو الحكمة التى تستطيع أن تقدر بها حجم الأمور. ما قامت به إسرائيل يعنى لا شك أنها تتربص بنا وتتحين الفرصة لذلك ، فبمجرد أن وقع حادث الحافلتين ، إنقلبت كفة الميزان ضد مصر ،وخرج \" إفخاى أورغى \" المتحدث بإسم جيش الدفاع الإسرائيلى ، ووزير الدفاع الإسرائيلى \" إيهود باراك \" زاعمين أن مصر تفقد السيطرة على سيناء ، وإتهموها بتراخيها فى تسلل البعض إلى إسرائيل ، وتناسوا مافعلوا وكأننا نحن من قتلنا الشهداء.. اليوم توحدت القوى والتيارات السياسية التى شاركت من قبل فى الثورة ، ثم تفرغت بعدها للتناحر والصراعات والخلافات ، وعادت الشعارات الواحدة والروح الواحدة التى لا تجعلنا نشعر بالقلق والتشرذم والإنقسام أو الخوف على مستقبل هذا البلد. إن الإدانة والشجب والإستنكار لم يعد له مكان عندنا ، وإننا لا نريد أو نتمنى أن نخوض حرباً مع إسرائيل ، ولا ينبغى أن نسعى لذلك ، لا خوفاً ولا تفريطاً ولكن إعمالاً للعقل والحكمة ، وإدراكاً لمصلحتنا الأولى ، وأننا وهم فى الحقيقة غير مستعدون لذلك ، ولا يجب أن يدفعنا الغضب إلى الإنجراف وراء العاطفة دون تقدير للأوضاع ، ومن ثم الدخول فى نفق مظلم . قد يفقدنا الكثير فى آونه يفترض أننا نسعى فيها لبناء مصر. ينبغى أن تعلن السلطات المصرية موقف محدد لضمان عدم ضياع حق الشهداء ، وأن نساند النظام السياسى الحالى والمتمثل فى المجلس العسكرى فى ظل الأوضاع الراهنة المتأزمة داخلياً وخارجياً، حتى يتمكن من مواجهة الأزمات الخارجية ، ومحاكمة المسئولين الإسرائيليين عن اتخاذ قرار الاعتداء والذين قاموا باختراق الأراضى المصرية وقتل الشهداء. والقيام بمشروع ( صناعى – زراعى ) لتنمية صحراء سيناء وتوطين المصريين بها درءاً لمطامع ومساعى الإسرائيليين لتوطين بعض الفلسطينيين بسيناء بحجة التخلص من التكدس فى قطاع غزة . وأن يعاد النظر فى كامب ديفيد ، لأنه تم توقيعها فى آونه كانت لها ظروفها ومقتضياتها ، وحان الوقت لأن يجلس الطرفين ( المصرى ، الإسرائيلى ) على ضوءها لمناقشة إعادة ترتيب الأوضاع الأمنية وزيادة عدد القوات المتواجدة فى المنطقة (ج ) بالجانب المصرى حفاظاً على أمن وحماية الحدود الفاصلة بين البلدين، وعدم إتاحة الفرصة لأى مخططات إرهابية . إن الخلل الأمنى والعسكرى الذى تشهده حدودنا مع إسرائيل ، والذى أدى إلى هذه المآساة وما سبقها. يستوجب علينا أن نبكر بموعد إنتخابات الرئاسة لتكون تالية لإنتخابات مجلس الشعب وقبل وضع الدستور ، حتى تستقر مصر، ونمضى بخطى ثابتة ومناخ مناسب لبنائها وتعميرها. . أنور عصمت السادات وكيل مؤسسى حزب الاصلاح والتنمية




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :