حاميها حراميها
د. مينا ملاك عازر
٠٦:
٠٨
م +02:00 EET
الجمعة ١٤ ديسمبر ٢٠١٨
د. مينا ملاك عازر
انتقلت مصر من حالة التواطؤ الأمني مع الإرهابيين لتسهيل مهمة قتل وإبادة المسيحيين بهذا البلد الآمن، تلك المهمة التي فشلت فيها أنظمة سياسية سابقة إلى مرحلة البجاحة والوقاحة في الخصومة، فيدخل شرطي أعزل بلا سلاح يعلن عن تكفيره ورؤيته التكفيرية للمسيحين داخل كنيسته التي يقوم هو بحراستها وينسى الناس متابعة الحادث والتحقيق فيه، فيمنع ضابط الغذاء والمؤن من الدخول لدير في وسط الصحراء بعد أن حاولوا قطع المسافرين والمرتحلين عن أن يصلوا إليه وفشلوا، فقرروا تجويع رهبانه لعلهم يتركونه، ثم لا نرى ولا نعرف تحقيق في هذا الأمر حيث تمنع الشرطة معيشة الرهبان وتضيق عليهم، وترحب بأن يرتع الإرهابيين في نفس الصحراء ليقوموا بعمليتهم الإرهابية شريطة أن تكون ضد الأقباط، لكن ما أن تطولهم تستنفر الشرطة للاجتساس منهم، الشرطة تعلم والإرهابيين يعلمون أنه ما أن تنفذ العملية ضد المسيحيين ستتحرك الشرطة للزود عن كرامتها ولكن المهم أن نكون قد أدمينا قلوب الوطن والمسيحيين والشرفاء وألهيناهم عن كارثة تدبر في الخفاء الله أعلم ما هي.
أما والآن ونحن نعود لعملية قطار سمالوط حين أخرج أمين شرطة سلاحه وهو مختل ومعتوه ويختار باختلاله العقلي مسيحيين يطلق النار عليهم بدقة، فيصيب ويميت منهم من يستطيع ويفر، ثم لا نعلم عن محاكمته شيء لأننا مغيبين، المهم في هذا كله أن العملية تتكرر هذه المرة من حارس على كنيسة ضد مسيحيين أب وابنه بسبب خلاف بسبب أي ما كان الأمر لأنه نفذها، وهو يعرف أن مصيره لن يكون أكثر سوءً من مصائر كل من الشرطيين السالفين الذين نفذوا عمليات إرهابية ضد المسيحيين وهم للآن في مأمن من العقاب أو نالهم عقاب بسيط يمكن تحمله في سبيل تطهير البلد من هؤلاء المسحيين.
يرى الشرطي قاتل الأب وابنه أنه ما دامت تنجح جهود الدولة القتالية في تتبع الإرهابيين، وما دام الإرهابيين لم يعودوا ناجحين في الوصول للمسيحيين وسلاحهم لم يعد موجه لهم ولا للدولة، فلأقم أنا بهذه المسألة وأنا آمن، فلن يكون حظي أسوء من سابقي، وربما أعطي الفكرة لذئاب الشرطة المنفرد الكامنة ليفعلوا ما لم يستطع الإرهابيين عمله.
حاميها حراميها، هذا هو الحال الراهن في المنيا بعد أن كنا نتواطء مع الإرهابيين حاملي السلاح وهم يقتلون والإرهابيين حاملي الفكر وهم يمنعون إقامة الصلوات وبناء الكنائس نفعلها نحن بأيدينا وبيدنا لا بيد عمرو.
الكلمات المتعلقة