كيف يستطيع ترامب تأديب "أردوغان" بسياسة "العصا والجزرة"؟
محرر المتحدون ن.ى
الثلاثاء ١٥ يناير ٢٠١٩
كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
على الرغم من التهديد والوعيد، الذي يدعيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إلا أنه يتفهم جيدًا سياسة "العصا والجزرة"، التي يتعامل بها نظيره الأمريكي دونالد ترامب، وهذا الأمر يفسر الاتصال الذي أجراه "أردوغان" مع ترامب، عقب ساعات فقط من تدوينة كتبها الأخير عبر حسابه على "تويتر"، هدد فيها بتدمير الاقتصاد التركي.
مهمة بولتون
يأتي هذا في الوقت الذي لم تنجح فيه مهمة مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون في إقناع الأتراك بوقف خططهم لغزو المناطق الكردية في الشمال السوري، ولم يتعهد الأتراك بالالتزام بالخطوط الأميركية الحمراء في سوريا وضمان عدم مهاحمة الأكراد.
التعامل مع التمرد التركي
وكشف تقرير نشرته "سكاي نيوز عربية"، أن الرئيس الأمريكي يعرف جيدًا كيف يتعامل مع التمرد التركي، والدليل على ذلك ما فعله في قضية إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برانسون على الرغم من صدور حكما قضائيا ضده.
سياسة مجربة
في أزمة القس الأمريكي لجأ "ترامب" إلى العقوبات الاقتصادية، التي تمثلت في زيادة الرسوم الجمركية على الواردات التركية، وإدراج وزيري العدل والمالية على قائمة حظر السفر الأميركية، قد هوت بالعملة التركية غير المستقرة إلى مستويات غير مسبوقة، قبل أن يضطر الرئيس التركي لتنفيذ رغبات نظيره الأمريكي.
الأكراد.. وسياسة ترامب
وبعد التهديدات التركية بضرب الأكراد في سوريا، هدد ترامب تركيا في تغريدة قائلا إنه "سيدمر اقتصادها إذا هاجمت الأكراد"، ففتح بذلك الجرح التركي، وقد فسر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تفسيرا لكلمات ترامب القاسية، بأنها تشير إلى عقوبات يمكن فرضها على أنقرة في حال تحركت عسكريا ضد الأكراد، وذلك في الوقت الذي لا يتحمل الاقتصاد التركي ضربة جديدة.
وأشار التقرير إلى أن الاقتصاد يمر بحالة سيئة، بينما ارتفعت هذه النسبة لتصل إلى 84 في المئة بين مؤيدي حزب الحركة القومية اليميني المتحالف مع أردوغان والمؤيد لشن عملية عسكرية ضد الأكراد، وبناء على ذلك فإن تغريدة ترامب استطاعت أن تفعل ما لم يفعله "بولتون" في زيارته إلى تركيا، ثم استخدم ترامب "الجزرة"، عندما أكد على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين، والإمكانات الكبيرة لتوسيعه.
تراجع أردوغان
سياسة ترامب أتت بنتائج سريعة، حيث أن "أردوغان" تحدث عن أنه سيدفن داعش ووحدات حماية الشعب الكردية في حال "اقتحام الحدود"، بعد أن كان يتحدث عن دفنهم "في مناطقهم" -في إشارة إلى الشمال السوري- ما يُظهر تراجع أردوغان.