بقلم: جرجس بشرى
من المؤكَّد أن ثورة 25 يناير قد قامت للإطاØØ© بنظام Ùاسد استبد بالشعب المصري بكل مكوناته، وكانت من أهم الأسس التي انطلقت منها الثورة؛ المطالبة بإصلاØات سياسية وديمقراطية ÙÙŠ البلاد، والتأكيد على مدنية الدولة المصرية، بØيث ÙŠØكمها Øاكم مدني بعيدًا عن المؤسسة العسكرية. Ùقد جرَّب المصريون مرارة Øكم العسكر، ومدى الÙساد والاستبداد وقهر الØريات الشخصية والدينية بلا هوادة ÙÙŠ ظل هذه الأنظمة الأشبه بـ"الآلهة" ÙÙŠ تعاملها مع الشعب المصري الذي هو المصدر الرئيسي للسلطات، والذي له ÙˆØده القدرة على عزل رؤساء وتنصيب آخرين مكانهم!
وبرغم رÙض معظم مكونات الشعب المصري Ù„Øكم العسكر، بسبب ما ترسَّخ لديه من تجارب سابقة مؤلمة عما جرى للبلاد والعباد طيلة Ùترات Øكمهم، إلا أننا مازلنا Øتى هذه اللØظة نرى أن هناك بالÙعل من العسكر من يريدون الترشّÙØ Ù„Ù…Ù†ØµØ¨ الرئاسة؛ أمثال "عمر سليمان" وغيرهم. ولقد بدأ يظهر مؤخرًا على Ø§Ù„Ø³Ø·Ø Ø§Ø³Ù… الÙريق "سامي عنان"- رئيس أركان Øرب القوات المسلØØ©- كمرشّÙØ Ù…Ø±ØªÙ‚Ø¨ للرئاسة، من خلال بعض الجروبات على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "facebook"ØŒ التي تطالبه بالترشّÙØ Ù„Ù‡Ø°Ø§ المنصب الرÙيع.
ويØظى الÙريق "سامي عنان" بثقة وقبول عال لدى قطاعات كبيرة من الرأي العام المصري، وهو ÙŠÙعد واØدًا من أبرز قيادات القوات المسلَّØØ© التي ÙŠÙشار إليها بالبنان، خاصةً بعض تصريØاته الخطيرة بعد ثورة 25 يناير 2011ØŒ Øيث قال- بØسب ما نشرته بعض وسائل الإعلام-: "اعلموا جيدًا بأن هناك أوامر رئاسية صدرت لنا بسØÙ‚ المتظاهرين ومساواة ميدان التØرير بالأرض، لكن لم ولن Ù†Ùعل هذا يوم من الأيام... ولو هم ناويين ما يلموش Ù†Ùسهم اØنا ها نوريهم العين الØمرا"! كما ارتبط اسم "سامي عنان" كثيرًا بعد الثورة بالإعلان عن بعض المعتقلين من ثوار 25 يناير..
وعلى مستوى العلاقة بين مسلمي "مصر" وأقباطها، قال "عنان": "أوجه رسالة لكل المسيØيين والاتØاد الأوروبي بأكمله، الإسلام ليس بدين تطر٠ولا إرهاب، وكل تÙجيرات الكنائس الإسلام برئ منها". كما تردَّدت أنباء لم يقم "عنان" أو الجيش المصري بنÙÙŠ أو تأكيد صØتها، أن هناك اتÙاقًا تم بين الجيش والإخوان ليكون "عصام شرÙ" هو الرئيس القادم لـ"مصر" والÙريق "سامي عنان" هو نائب الرئيس!! وهو ما يثير علامات استÙهام Øول اختراق الإخوان للجيش إذا ما ثبت صØØ© هذا الخبر..
وشارك "عنان" ÙÙŠ Øرب الاستنزا٠وØرب أكتوبر 1973ØŒ كما أكَّد أن الجيش مع مدنية الدولة المصرية. ÙˆÙÙŠ قضية Ù…Øاكمة الرئيس السابق المخلوع "Ù…Øمد Øسني مبارك"ØŒ طالب بعض المØامين، بل هناك من أصرَّ منهم على سماع شهادة "عنان" ÙÙŠ قضية قتل المتظاهرين.
والسؤال الذي سيظل ÙŠØ·Ø±Ø Ù†Ùسه Øاليًا، هل سينسق الجيش مع "عنان" ليكون ضمن المرشØين المØتملين لرئاسة الجمهورية؟ وهل سيعلن "عنان" عن Ù†Ùسه مرشØًا مرتقبًا للرئاسة ÙÙŠ الÙترة المقبلة، خاصةً وأنه ÙŠØظى- بØسب ما ÙŠÙنشر ÙÙŠ وسائل الإعلام- بشعبية عالية؟ وهل سيقبل الشعب المصري بعد الثورة وجود Øاكم عسكري جديد يدخل الشعب المصري مرة أخرى ÙÙŠ دوامة Øكم العسكر، لتدخل الثورة ÙÙŠ Ù†ÙÙ‚ آخر مظلم لاستبدال Øاكم عسكري بØاكم عسكري آخر؟ وهل سيترك الجيش- بلعبة سياسية- تيارات الإسلامي السياسي التي تنادي بØكم إسلامي تطبّÙÙ‚ Ùيه الØدود ويدÙع Ùيه الأقباط الجزيةـ كما أعلن بعض الإسلاميين- وتÙختزل Ùيه هوية "مصر" وتعدديتها الدينية والتاريخية والثقاÙية إلى هوية واØدة Ùقط؟ وهو ما يدÙع المسلمون المستنيرون والأقليات الدينية الأخرى، من أقباط وبهائيين وشيعة، للرضوخ لقبول Øاكم من المؤسسة العسكرية، وكأن لسان Øالهم يقول "نار العسكر ولا جنة التيارات الإسلامية"ØŒ وهو ما يعتبره البعض كمن يستجير من الرمضاء بالنار..