الأقباط متحدون - سوريا اللاتينية
  • ١٧:٣٦
  • الأحد , ٢٧ يناير ٢٠١٩
English version

سوريا اللاتينية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٤: ٠٨ م +03:00 EEST

الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩

سوريا اللاتينية
سوريا اللاتينية

 بقلم : د. مينا ملاك عازر


في فنزويلا أزمة اقتصادية طاحنة، لا أنكر، وفشل اقتصادي تسببت فيه سياسات الرئيس مادورو، لكن الأخطر تلك المصالح المتباينة بين المعسكرين الروسي والصيني من جانب والأمريكي من جانب آخر، لا ريب في أن المساندة التي تقدمها الدول الجيران لفنزويلا للموقف الأمريكي باعترافها بالرئيس المعارض جوايدو رئيساً للبلاد قد تسهم في خفة حدة الصدام، لكن من يرى بأن من السهل على الروس أن يتخلوا عن فنزويلا التي تشتري منهم القمح والسلاح، فالسلاح الفنزويلي كله روسي، ومن قرابة شهر وصلت بجعتين بيضاء ما يعرف بال"تي 160" قاذفتين قنابل قادرتين على استخدام السلاح النووي لكاراكاس لإجراء مناورات، وذلك فور انتهاء لقاء يجمع الرئيس الروسي ومادورو تم التوقيع فيه اتفاقيات حول تصدير القمح الروسي وغيرها من الاتفاقيات. 
 
يأتي الأمر من جانب آخر موحي بالأزمة السورية، لأن الأتراك يقفون بجوار مادورو وضد الأمريكيين، على عكس موقفهم من الأسد في سوريا، وذلك يعكس التباين الواضح بين السياستين الأمريكية والتركية، ذلك التباين الذي بات واضح بالفشل التركي من الانتقام من الأكراد بعد تمويه ترامب بأنه قد يتخلى عنهم في سوريا، ويبدو أن الوضع أكثر تعقيداً في فنزويلا لأن الإيرانيين يدعمون مادورو مع الصينيين الذين يرفضون بدورهم وكعادتهم التدخل الخارجي في شئون الدول، وهذا ما يدعم مادورو، لكن تلميحات ترامب للصحفيين بتدخل عسكري في فنزويلا تلميحات مقلقة، وحتى لو لم يفعلها فمجرد عقوبات نفطية كتلك التي يفرضها على إيران تعني حرمان نظام مادورو الغير معترف به من أمريكا من مليارات الدولارات تجعله عاجز عن سداد صفقاته مع الروس وغيرهم، وبينما يترقب الاتحاد الأوربي الموقف في فنزويلا ويناشد الجميع التوقف عن الصدامات والتراشق بينن الرئيسين الحاليين لفنزويلا، فلا بد أن نرى تغير في الموقف البرازيلي، فنائب الرئيس البرازيلي الذي كان يدعو لتدخل عسكري بفنزويلا أثناء الانتخابات ولو من باب قوات حفظ السلام هناك وذلك في العام المنصرم، الآن يتجه لأن يكون شكل التدخل اقتصادي لإعادة الإعمار وكأنه يرى بعين رأسه العسكرية فهو في الأصل معلق عسكري أن فنزويلا تتجه لتكون سوريا اللاتينية.
 
وإلى هنا نقف لنرى في المستقبل القريب جداً أي من الطرفين سينتصر؟ الطرف الذي يضم أمريكا والدول الجيران المساندين لجوايدو  أم المعسكر الذي يضم إيران وتركيا روسيا والصين الداعمين لمادورو؟ أم أننا بانتظار رؤية سوريا جديدة بلغة لاتينية.
 
المختصر المفيد ليست سوريا هي النموذج المتوقع أن تكون عليه فنزويلا فقط، ولكن أمريكا تحلم أن تصبح فنزويلا سعودية جديدة فهل تنجح.