الأقباط متحدون - ياسمين الخطيب : ابن الجيران كان عنده سيارة مرسيدس وكان حلم كل بنات الحي .. وقلت لبابا هرمي نفسي من البلكونة
  • ٠٠:٥٠
  • الأحد , ٢٧ يناير ٢٠١٩
English version

ياسمين الخطيب : ابن الجيران كان عنده سيارة مرسيدس وكان حلم كل بنات الحي .. وقلت لبابا هرمي نفسي من البلكونة

رومانى صبري

تويتات فيسبوكية

٢٩: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ٢٧ يناير ٢٠١٩

ياسمين الخطيب
ياسمين الخطيب

كتب – روماني صبري
 قالت الكاتبة ياسمين الخطيب :" تزوجت وعمري حوالي ١٩ سنة، كنت طالبة بالصف الثاني بكلية الفنون الجميلة، وفي البكالوريوس كنت أحياناً أصطحب ابني معي للكلية.. ليس لي أي أصول ريفية، فوالدي مصري قاهري أباً عن جد، ووالدتي مصرية من أب تركي من مواليد القاهرة، وأم لبنانية طرابلسية، مما يعني أنهما -والداي- لم يزوجاني صغيرة عمداً، أسوة بعادات وتقاليد أهل الريف. بل أن والدي كان ناشر تنويري ينحدر من أسرة أرستقراطية عريقة، عميدها ناشر ومفكر، وعميدتها واحدة من رائدات الحركة النسائية في مصر.. لماذا إذن تزوجت في هذه السن الصغيرة؟!  وأضافت الخطيب في تدوينة عبر حسابها الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" ، هذا السؤال يُطرح علي مراراً خلال الحوارات الصحفية أو اللقاءات التلفزيونية، فلا أجد له إجابة مقنعة! كل ما في الأمر أني تعلقت في سن السادسة عشر بابن الجيران، مثل معظم المراهقات.. كان يكبرني بعدة أعوام، وسيم، ولديه سيارة مرسيدس بيضاء أراها حصانا أبيض، كان حلم كل بنات الحي، فدفعني شبقي للفوز، لتخيير والدي بين الموافقة على خطبتنا أو إلقاء نفسي من البلكونة ، كنت مُدللة دلع ماسخ، فرضخ الجميع لرغبتي، وأُعلنت الخطوبة، وناحت البنات، خاصة بعدما علمن أن شبكة هذه البت المفعوصة، سيارة وخاتم بضعف قيمتها.بعدها بأقل من عام أصابني الضجر من العلاقة برمتها، فخيرتهم مرة أخرى بين فسخ الخطوبة أو إلقاء نفسي من البلكونة، ففُسخت الخطوبة  .

 وأضافت ، لكن العرسان لم يتوقفوا منذ ذلك الحين عن طرق بابنا، بعدما ظنوا أن الخطوبة الأولى تُعد بمثابة موافقة ضمنية من أهلي على تزويجي قبل إنهاء دراستي. بعدها التقيت زوجي الأول، شاب وسيم وناجح، ينتمي لعائلة كبيرة وكريمة، يعمل في السلك القضائي، وله نشاط في العمل العام، وبطل سابق في لعبتي السباحة والووتر بولو. أحببته فتمت الخطوبة. لم يكن هناك ما يدعو لتعطيل الزواج، خاصة أن الأسرتين ميسورين مادياً، فتزوجنا بعد عدة أشهر، في حفل زفاف وصفه البعض بـ الأسطوري، لكني لصغر سني وتفاهتي وقتذاك، لم أدرك من مباهج الحفل سوى الفستان الأبيض، والتورته العملاقة، التي يتوسط قمتها تمثال لعروسين يشبهاننا، وانزعجت جداً من الفقرة السخيفة التي تلي تقطيع التورتة، والتي تُلقي خلالها العروس ببوكيه الورد، لتتصارع عليه صديقاتها، غير مباليات بخسارة ما تبقى من وقارهن!  وأوضحت قائلة :" بعد سنوات قليلة تم الانفصال بمنتهى التَحضُّر والمحبة، ولا أعد تلك الزيجة فاشلة، فقد أثمرت عن طفلين هما زرعتي الخضراء في الدنيا وكل أملي فيها، كما أن الود والاحترام مازال يجمعني بوالدهما، وبأسرته التي تعتبرني إلى اليوم أحد أفرادها، حتى إني أعتبر زوجته الحالية صديقة وأم ثانية لأبنائي ، لكن هذه النهاية الراقية لا تتكرر كثيراً في مجتمعاتنا، وإن تمت فإنها لن تكفي لمواساة وتعويض الطرفين، عن إختيارهما الذي لم يوفقا فيه لصغر السن، ثم تطور الشخصية وإختلافها تماماً، بفعل النضج المُكتسب بمرور الأعوام.. الأعوام التي سوف تحول العروس من فتاة مراهقة إلى امرأة واعية ، والعريس من شاب صغير إلى رجل ناضج، فيكتشف كل منهما أن شريكه لا يناسبه!  واختتمت قائلة :" لا تتسرعوا في تزويج بناتكم وأبنائكم في سن صغيرة، بدعوى أن الجواز سترة للبنت.. ونفسنا نفرح بالواد.. وعايزين نشوف عيالكم قبل ما نموت.. الزواج ليس واجب، الزواج حياة.. فتمهلوا .