المفكر التونسي عز الدين عناية يكشف مشكلة الجامعات الدينية .. والفرق بين الدين والتدين : خريج الجامعات الدينية مستنزف داخل اللامعقول
رومانى صبري
الاثنين ٢٨ يناير ٢٠١٩
كتب – روماني صبري
استضاف برنامج " حديث العرب سكاي" ، المذاع عبر فضائية سكاي نيوز عربية ، المفكر التونسي عز الدين عناية المقيم في ايطاليا . نبرز في هذا التقرير أهم ما قاله عناية الحلقة .
زيتوني في روما يرهقه التاريخ
قال عناية كانت البداية من الجامعة الزيتونية حيث درست فيها وتخصصت في دراسة الأديان ، وحصلت على الدكتوراه حول المقاربة اليهودية في الفكر العربي المعاصر .
وأضاف قائلا :" عقب تلك الفترة شعرت بعطش ونهم كنت أريد التعمق أكثر في هذا المجال .
الهجرة إلى روما
قال عناية :" هجرت إلى روما منذ ربع قرن ، ودرست هناك وركزت على لاهوت المسيح والتحولات المسيحية وعلى الظواهر الدينية في العالم المسيحي .
وتابع :" أنا ابن التراث الإسلامي والتراث المسيحي والتراث اليهودي ، وهذا طبيعي لأنني في مجال عام ، وأحاول أن ارسخ منهج علمي في دراسة الأديان الثلاثة .
الدين يغمر حياتي
وشدد قائلا :" في الحقيقة بسبب دراستي في جامعة دينية وهي الجامعة الزيتونية وكوني عربي مسلم نشا داخل عائلة مسلمة محافظة ، والدي كان إمام مسجد في القرية التي كنا نسكن فيها ، لذلك عبق الدين يغمر حياتي .
هناك فرق بين التدين والدين
قال عناية في الصدد ، هناك فرقا بين التدين والدين ، الدين شيء عام بالنسبة للجميع ، لكن التدين وهو كيف تأخذ هذا الدين وكيف تفهمه وكيف توظفه وكيف تعيشه ، هنا الإشكالية الكبرى الموجودة في البلاد العربية وفي العالم عموما .
متابعا :" قد ينشا الإنسان في ظل تراث يهودي أو مسيحي أو إسلامي ، ويسلك في اتجاه خاطئ ، وهذا يعود إلى التكوين العلمي للشخص ، لان المعرفة التي نحصل عليها من الإعلام ومن العائلة لا تكفي ، بل لابد من تعزيزها بمعرفة علمية وعقلية .
أزمة التعليم الديني في الدول العربية
أوضح عناية أن هناك أزمة كبيرة تضرب مؤسسات التعليم الديني في البلاد العربية من النجف إلى الأزهر ، وعلق قائلا :" يجب تفكيك هذه النصوص وبناءها من جديد حتى نساير عصرنا ونساير مشروع النهضة العربية والإسلامية .
ضرورة التعليم الديني
رأى عناية أن التعليم الديني أساسي ، سواء في البلاد الأوروبية أو العربية لأنه خلفية كبيرة لمشارف فكرية أخرى كثيرة ، سواء في القانون والسياسة أو غيرها من المشارب .
خطورة الابتعاد عن التعليم الديني
قال عناية :" من الخطورة الابتعاد عن التعليم الديني ، بل يجب علينا العمل على إذكاءه من خلال العلم والعقل ، إذا كنا نريد دخول العصر الحديث بفكر ديني لابد أن يكون فكرنا الديني عقلاني .
وتابع :" حتى لا يتصادم فكرنا الديني مع حقائق الواقع ، ولكي يكون منارة لا مظلمة .
خريج الجامعات الدينية مستنزف داخل اللامعقول
وشدد عناية على أن الطالب خريج الجامعات الدينية مستنزف داخل اللامعقول لأنه يتحدث بلغة محدودة جدا ، واستطرد قائلا :" كنت طالب مثلهم خريج جامعة دينية واعلم كل ذلك .
مضيفا :" كنا نستهلك في الجامعة نصوص قديمة ، سواء في أصول الفقه أو علوم القران ، لم يكن الأستاذ قادر على أن يعطينا رؤية قديمة مشحونة برؤية حديثة تتيح له الدخول في العالم وخوض مغامرة جديدة ، لذلك كنا ننشأ نشأة تقليدية .
تحديث الجامعات الإسلامية
دعا عناية بضرورة تحديث الجامعات الإسلامية في البلاد العربية حتى تقوم بدورها اليوم في عالم الرأي .
واقع المجتمع التونسي
قال عناية :" أن المجتمع التونسي يمر بتجربة كبيرة وهامة جدا ، لكن على الرغم من ذلك لا يمكن أن ننسى أن الساحة التونسية تتجاذبها العديد من الإطراف السياسية .
وعن الأطراف المتنازعة في تونس ، أوضح عناية أن هناك تيار وطني علماني ، وهناك تيارات إسلامية ذات نزعة أصولية .
وعلق عناية على مساواة المرأة التونسية بالرجل في الميراث قائلا :" لم يتم تناول القضية بشكل علمي ومن زاوية علمية ، بل كان الجانب السياسي هو السيد في طرح هذه القضية .