"هتلر".. الفنان الفاشل العاشق.. أحرق اليهود وتسبب في حرب عالمية وانتحر مع حبيبته (بروفايل)
نعيم يوسف
١٤:
١٠
م +02:00 EET
الجمعة ١ فبراير ٢٠١٩
أحرق ملايين اليهود وفشل في دراسة الفنون الجميلة مرتين.. وتسبب في الحرب العالمية الثانية
كتب - نعيم يوسف
في السنوات الأولى من ثلاثينيات القرن العشرين، كان شبح الهزيمة من الحرب العالمية الأولى يخيم على ألمانيا التي تعاني من ظروف قاسية جدًا، حيث انتشرت البطالة، وحدث ركود في الاقتصاد، وفقدوا الثقة في حكومتهم، والتي عرفت في هذا التوقيت باسم "جمهورية فيمار"، وكانت ضعيفة جدًا، وفي هذا التوقيت ظهر رجل آملوا أن يكون منقذًا لهم، وأن يخلصهم ليس من الهزيمة الاقتصادية فقط.. بل من الهزيمة النفسية التي لحقت بهم جراء الحرب.. إنه "أدولف هتلر".. الذي لم يغير تاريخ ألمانيا فقط، بل تاريخ العالم كله، وتحول من شخص يراه الألمان "منقذًا".. إلى "ديكتاتور".. ثم أصبح وصمة عار في تاريخها.. فكيف حدث هذا؟
طفولة صعبة
ولد أدولف هتلر في 20 أبريل 1889 في برونو بالإمبراطورية النمساوية المجرية، وهو الطفل الرابع من بين ستة أبناء لأبيه الذي يعمل موظفا في الجمارك، وأمه هي "كلارا"، والتي كانت الزوجة الثالثة لأبيه، كما أن تاريخها كان غامضا، وقالت تقارير حديثة إنها كانت من أصول يهودية، ولكن هناك غموض كبير في مسألة والدته.
في طفولته.. عاش هتلر ظروفا قاسية، حيث كان يتعرض للضرب من والده بسبب ارتباطه العاطفي بوالدته، لدرجة أنه كان "ينهال بالسوط على مؤخرته"، بينما كانت والدته تقف في رعب وراء الباب تحتمي به، كما تعثر "هتلر" في دراسته، وترك المدرسة الثانوية في سن السادسة عشرة دون الحصول على شهادته.
فنان.. وقاتل
من مفارقات القدر، أن "هتلر" الذي سجل تاريخه أسوأ محرقة في العصور الحديثة، كان محبا للفن والمتاحف، وقدم مرتين لدراسة الفنون الجميلة، ولكنه رُفض، ولم تكن سنوات شباب هتلر أفضل من طفولته كثيرا، وعندما وصل إلى سن الـ21 عاما، ورث هتلر أموالاً عن واحدة من عماته، وحاول أن يشق طريقه بجهد كرسام في فيينا حيث كان ينسخ المناظر الطبيعية الموجودة على البطاقات البريدية ويبيع لوحاته إلى التجار والسائحين، وبعد أن رفضته أكاديمية الفنون للمرة الثانية، وكان ماله كله قد نفذ، اضطر للعيش مع المشردين.
غير لائق عسكريا.. قاد حرب عالمية
من المفارقات الآخرى في حياة "هتلر"، أن هذا الشخص الذي قاد حربًا عالمية ثانية أدت لمقتل الملايين، وتغيير شكل العالم كله، تهرب من الخدمة العسكرية لبعض الوقت في النمسا، ثم ألقت السلطات القبض عليه، وبعد فحصه تقرر أنه غير لائق لأداء الخدمة العسكرية، لأنه هزيل جدا، ولكن مع دخول ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، تقدم بالتماس للملك لكي ينضم للجيش، وهذا ما حدث حيث انضم للجيش البافاري، وعمل كرسول بين الجيوش؛ وهي واحدة من أخطر الوظائف على الجبهة الغربية، وانتهت الحرب بتقلده رتبة جيفريتر (وهي رتبة تعادل وكيل عريف في الجيش البريطاني وجندي من الدرجة الأولى في الجيوش الأمريكية)، وتقلد هتلر وسامين تقديرًا لشجاعته في الحرب.
صدمة "مخبر"
صُدم هتلر من اتفاقية الاستسلام التي وقعتها ألمانيا في نوفمبر من عام 1918 على الرغم من سيطرة الجيش الألماني حتى ذلك الوقت على أراض للعدو، وبعد انتهاء الحرب دخل عالم السياسة وشارك في حضور دورات "الفكر القومي" التي كان ينظمها قسم التعليم والدعاية التابع للجماعة البافارية التي كان يطلق عليها اسم رايخسفير، وفي عام 1919 عمل جاسوسا للشرطة، لاختراق حزب العمال الألماني، ولكنه تأثر بأفكارهم التي تؤيد وجود حكومة قوية ونشيطة، فأصبح من أعضاء الحزب، وادعى فيما بعد أنه من مؤسسيه.
متحدث لبق
وكان هتلر من المتحدثين الأقوياء والمبهرين الذي جذب انتباه نطاق عريض من الألمان اليائسين والذين يرغبون في التغيير، واستغل فكرة القومية الألمانية، ونقاء الجنس الآري في تعزيز النفوس المنكسرة جراء الحرب،وكانت رحلة وصول الحزب للسلطة رحلة سريعة من خلال النازيين الذين حصلوا على 3 بالمائة من الأصوات في انتخابات الهيئة التشريعية للرايخ (البرلمان النازي) عام 1924. أما في انتخابات عام 1932، حصل النازيون على 33 بالمائة من الأصوات، أي أكثر من أي حزب آخر، وفي يناير من عام 1933، تم ترشيح هتلر كمستشار (رئيس الحكومة) واعتقد العديد من الألمان أنهم قد عثروا على "المنقذ" لأمتهم.
نظام شمولي ديكتاتوري
عمل "هتلر" على إرساء دعائم نظام تحكمه نزعة شمولية وديكتاتورية وفاشية، وانتهج هتلر سياسة خارجية لها هدف معلن وهو الاستيلاء على ما أسماه بـ"المجال الحيوي"، أي به السيطرة على مناطق معينة لتأمين الوجود لألمانيا النازية وضمان رخائها الاقتصادي، وأعاد بناء الجيش الألماني، وغزا "بولندا" عام 1939، الأمر الذي أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية، واحتلت فيها ألمانيا ودول المحور معظم قارة أوروبا، ما عدا بريطانيا، وأجزاء كبيرة من أفريقيا ودول شرق وجنوب شرق آسيا والدول المطلة على المحيط الهادي، وثلث مساحة الاتحاد السوفياتي.
اليهود.. وهتلر
كان "هتلر" يؤمن بما عرف بـ"أسطورة الطعنة في الظهر"، وأن اليهود سوف يخونون الألمان في الحرب، ورغم اختلاف الأسباب التي قالها المؤرخين حول كراهيته لليهود، ودوافعها إلا أنه أجرى ما عرف بـ"الهولوكوست"، وهي إبادة جماعية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية قٌتِل فيها ما يقرب من ستة ملايين يهودي أوروبي على يد النظام النازي لأدولف هتلر والمتعاونين معه.
نهاية درامية
وفي عام 1945، نجحت جيوش الحلفاء في اجتياح ألمانيا من جميع جوانبها وحتى سقوط برلين، وأثناء الأيام الأخيرة من الحرب في عام 1945، تزوج هتلر من عشيقته إيفا براون بعد قصة حب طويلة، وقيل إنه كان يعاني من أعراض القولون العصبي، ومن آفات جلدية، ومن عدم انتظام في ضربات القلب، ومن مرض الشلل الرعاش، ومن مرض الزهري، كما توجد أدلة قوية على إدمانه على عقار الميتامفيتامين المخدر، وبعد أقل من يومين من الزواج، انتحر العشيقان، وقيل إنه تم حرق جثتيهما على بعد أمتار من تقدم الجيش السوفيتي في برلين.
الكلمات المتعلقة