محمد علي كلاي.. بطل ملاكمة إنضم لجماعة متطرفة ورفض حرب "فيتنام"

في مثل هذا اليوم، الموافق 7 فبراير عام 1965، أعلن "كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور"، عن إشهار إسلامه، ليُطلق على نفسه اسم "محمد علي كلاي".

دخول الملاكمة بالصدفة

 

ولد محمد علي كلاي، باسم "كاسيوس مارسيلوس كلاي جونيور"، في 17 يناير عام 1942، في مدينة لويفيل بولاية كنتاكي، من عائلة سوداء من الطبقة المتوسطة، وكان والده ميثوديا، لكن أمه ربته وأخاه على المذهب المعمداني، وبدأ في مجال الملاكمة بمحض الصدفة في عمر 12 عامًا.

 

قبل أن يتم عامه الـ18 حقق العديد من الألقاب المحلية والوطنية، وفي عام 1960 اتجه لعالم الاحتراف، وبعدها خاض 19 مباراة في 3 سنوات، فاز فيها جميعا، بينها 15 مباراة أنهاها بـ"الضربة القاضية"، وفي عام 1964، استطاع هزيمة بطل العالم في الملاكمة "سوني ليستون"، وفاز بلقب بطولة العالم لملاكمة المحترفين للوزن الثقيل للمرة الأولى، مسجلًا حينها رقما قياسيًا كأصغر ملاكم - كان 22 عامًا- يحقق لقب البطولة في هذا المجال.

 

انضم "كاسيوس" إلى جماعة "أمة الإسلام"، وهي جماعة ذات أفكار متطرفة، يتزعمها شخص يدعى "إليجاه محمد"، وقد بدأ "كاسيوس" بحضور دروسه الدينية، وانتهى الأمر بإشهار إسلامه في 7 فبراير عام 1965، وقد أسماه هذا الزعيم المتطرف "محمد علي".

 

يقول محمد علي، عن إشهار إسلامه: "أشعر بالسعادة بتغيير اسمى من كاسيوس إلى محمد على، فتغيير اسمى هذا أضحى من أهم الأشياء التى حدثت لى فى حياتى، لكونه خلصنى من الهوية التى أعطيت لأسرتى من أسياد العبيد، أما الآن فقد هزمتهم، انتصرت عليهم، فارقنى ذلك الخوف الكبير الذى كنت أشعر به ويسيطر علىّ بموجاته الهستيرية لحظة مباراتى مع ليستون، لكن إيمانى بالله والتوكل عليه وثقتى الكبيرة بنفسى كانت سببًا كبيرًا فى فوزى على ليستون فى مباراة تحديد بطل العالم للملاكمة فى الوزن الثقيل عام 1964".

 

لم يستمر محمد علي كثيرًا مع هذه الجماعة، حيث كان يختلف مع أفكارهم، واعتنق الإسلام السني، وكان يفتخر بأنه مسلم، وأنشأ الكثير من الأعمال الخيرية والدعوية لتصحيح الصورة الخاطئة عن الإسلام في الغرب.

 

في عام 1964، رسب محمد علي في الاختبارات المؤهلة للالتحاق بجيش الولايات المتحدة لأن مهاراته الكتابية واللغوية كانت دون المستوى، ولكن في عام 1966 تم تصنيفه على أنه لائق، ولكنه رفض الانضمام للجيش، وقت حرب "فيتنام"، وقال: "هذه الحرب ضد تعاليم القرآن، وإننا - كمسلمين - ليس من المفترض أن نخوض حروبًا إلا إذا كانت في سبيل الله". كما أعلن في عام 1966: "لن أحاربهم فهم لم يلقبوني بالزنجي"، وبعدها بعام ورغم أنه كان في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة، تم سحب اللقب منه بسبب رفضه الالتحاق بالخدمة العسكرية، إلا أنه عاد مرة أخرى عام 1970.

 

استطاع محمد علي كلاي، الانتصار في 56 مباراة بين 61 مباراة لعبها، فاز في 37 منها بـ"الضربة القاضية"، وتزوج أربع مرات، ولديه سبع بنات وولدين، وأصيب عام 1984، بالشلل الرعاش، وتدهورت حالته الصحية في عام 2005 بشكل ملحوظ، ونُقل في فبراير 2013 إلى المستشفى، وفي الثاني من يونيو عام 2016 أدخل كلاي للمستشفى مُجدداً بسبب مشكلة في التنفس، وبعدها أكّدت الصحف والقنوات العالمية بأن الملاكم الأسطوري يحتضر فعلاً، وأن عائلته تتجهز لإجراء مراسم الدفن بعدما أعلن الأطباء أنه على وشك الموت، قبل أن تُعلن وفاته صباح 3 يونيو 2016.