الأقباط متحدون - د. محمد طه يكشف الدوافع النفسية لعنف بعض الآباء تجاه أبنائهم واستخدام بر الوالدين في الابتزاز العاطفي
  • ٠٢:١١
  • الخميس , ١٤ فبراير ٢٠١٩
English version

د. محمد طه يكشف الدوافع النفسية لعنف بعض الآباء تجاه أبنائهم واستخدام بر الوالدين في الابتزاز العاطفي

٤٣: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٤ فبراير ٢٠١٩

لقطه من الفيديو
لقطه من الفيديو
كتبت – أماني موسى
بعد تكرار حوادث العنف من قبل الآباء تجاه الأبناء من حبس لتعذيب وقتل وحرق، د. محمد طه، استشاري الطب النفسي يكشف أسباب هذا العنف الغير مبرر من قبل الآباء، وما الذي يدفع الوالدين على غير الفطرة أن يسكوا بكل هذا العنف تجاه الأبناء؟ 
 
وشدد د. محمد طه خلال لقاءه ببرنامج رأي عام المقدم عبر فضائية TEN، أنه لا بد من توعي نفسية للآباء والأمهات قبل اتخاذ قرار وخطوة الإنجاب، ولا بد أن يكون هناك تقييم نفسي للآباء والأمهات قبل الزواج كالتقييم الخاص بالصحة الجسدية تمامًا.
 
أوضح د. طه، أن سبب انتشار هذا العنف الأسري يعود في الرقم الأول إلى سرعة انتشار الخبر عبر مواقع التواصل الاجتماعي على عكس السابق، فالحدث ينشر فور وقوعه، ما يجعل العين ترى بشكل مركز هذه الحوادث المتكررة.
 
41 ألف طفل على مستوى العالم يموت سنويًا نتيجة تعذيب الأهل
وتابع طه، أن حوادث العنف الأسري ظاهرة موجودة بكل العالم، وليست قاصرة على مصر فقط، كما يروج البعض، وهناك إحصائية تقول بأن 41 ألف طفل تحت سن 15 سنة يموتوا من قسوة وتعذيب الأهل كل سنة.
 
ربع أطفال العالم يتعرضون للإيذاء الجسدي
وأن 25 % من الأطفال على مستوى العالم يتعرضون للإيذاء الجسدي، أي ربع الأطفال حول العالم، وواحدة من كل 5 فتيات تتعرض لإيذاء واستغلال جنسي، وواحد من كل 13 ولد يتعرض لإيذاء جنسي على مستوى العالم.
 
تقرير لليونيسيف: 78% من الأطفال المصريين تعرضوا للعنف النفسي
 مشيرًا إلى تقرير صادر عن اليونيسيف بشأن الأطفال المصريين، لعام 2015 تبين أن 78% من إجمالي الأطفال الذين خضعوا لهذا الفحص تعرضوا للعنف النفسي، بالإضافة إلى ضحايا العنف الجنسي بينهم من تعرضن لختان الإناث التي بلغت أرقامًا كبيرة، 65% في القاهرة، 39% في الإسكندرية، 94% في أسيوط، كما أظهر التقرير أن الأطفال والبالغين بشكل عام يعتبرون أن العنف ضد الأطفال وسيلة مقبولة من وسائل التأديب.
 
هناك قبول مجتمعي لحوادث العنف ضد الأطفال
وشدد د. طه أن هذا القبول المجتمعي للعنف ضد الأطفال بغرض التربية يساهم في تعزيز هذه الحوادث وازديادها، وأن كثير من الآباء والأمهات لديهم مشكلات نفسية وتعرضوا في صغرهم للإيذاء البدني والقسوة، وكل هذا ينتج هذه الظاهرة الفظيعة.
 
90% من الآباء والأمهات الذين تعرضوا لعنف في صغرهم يمارسونه هو ذاته مع أبنائهم
وأضاف د.طه، أن 90% من الآباء والأمهات الذين تعرضوا لعنف في صغرهم يمارسونه هو ذاته مع أبنائهم، بالإضافة إلى أن زيادة عدد الأطفال في الأسرة الواحدة يزيد من فرصة تعرضهم للقسوة والإيذاء والعنف الجسدي والنفسي والجنسي.
 
البطالة  أحد أسباب إيذاء الأبناء
بالإضافة إلى البطالة، فكثير من الآباء العاطلين عن العمل يشعرون بضغط نفسي كير، يفرغونه بالسلب في أبنائهم من قسوة وعنف، علاوة على تعاطي المخدرات، حيث أن الأب المدمن يسهل استثارة غضبه ومن ثم العنف تجاه أبنائه والذي قد يصل إلى التشويه أو القتل.
 
هناك آباء وأمهات مرضى نفسيين وهناك عنف تجاه للأطفال المعاقين أكثر
وكذلك الحال بالنسبة الأطفال الذين أتوا على غير رغبة الآباء أو في توقيت لم يكونوا مستعدين فيه لاستقبال هذا الطفل، فيكون عرضة للإساءة أكثر من الطفل العادي.
 
وأيضًا الأطفال المعاقين، وذلك لعدم قدرتهم الدفاع عن أنفسهم، ووجود أمراض نفسية للأباء والأمهات.
 
العنف الجسدي تجاه الأبناء يجعلهم يعتقدون أن أجسادهم مستباحة للآخرين
وشدد طه أن العنف الجسدي تجاه الأبناء يستمر مع الأطفال حتى الكبر، ويعطيهم رسائل سلبية عن أنفسهم وأجسادهم وأنها مستباحة للإيذاء من قبل آخرين.
 
مفهوم الإيذاء الجنسي
وتابع، أن الإيذاء الجنسي يشمل التحرش أو الاغتصاب أو التلامسات الجسدية واستغلال الأطفال في أفعال جنسية، أو التعرية، أمر مؤذي جدًا للطفل ولا بد من توعية الأمهات لتوعية الأبناء.
 
ما هو الإيذاء النفسي الذي نمارسه تجاه أبنائنا؟
وعن الإيذاء النفسي أوضح د. طه، أنه يشمل عد أمور منها ترهيب الطفل أو تخويفه أو تهديده بقول "إن فعلت كذا هعمل فيك كذا"، والصراخ، والخشونة في التعامل وبقسوة دون عواطف، والتجاهل، والنقد القاسي، والمقارنة مع آخرين والتقليل من شأنه، وتشويه السمعة، كأن أشيع بين أقاربه أصدقائه أنه يفعل هذا الفعل المشين، وإعطاءه لقب ساخر كـ تخين، بقلظ، يا أسود، يا قصير، الإجبار على فعل شيء لا يرغب بفعله، معاملة الحيوان الأليف الذي يخص الطفل معاملة سيئة، 
 
استخدام بر الوالدين في الابتزاز العاطفي
وحذر طه، من قيام بعض الآباء باستغلال بر الوالدين للضغط على أبنائهم لاتخاذ قرارات بعينها أو عدم اتخاذها، كأن تمنع ابنك البالغ ما فوق الثلاثين من زواج شخص معين يريده، والسيطرة عليه وعلى قراراته، ومنها طرق الابتزاز العاطفي، وإشعاره بالذنب، فأقول له "لو معملتش اللي أنا عايزه قلبي غضبان عليك ليوم الدين"، فيضطر الابن لفعل هذا الشيء على غير رغبته رضوخًا لرغبة والديه.