مؤتمر وارسو1-2

برغم أن الخميس الماضي شهد ختام مؤتمر وارسو لأمن الشرق الأوسط بحسب التسمية الأمريكية، إلا أن الأمر يحتاج أن نتوقف أمام بعض المشاهد التي جرت في المؤتمر وإبانه ومن تلك المشاهد السياسية بامتياز تلك المشاهد التي جمعت وزراء الخارجية العرب برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك تصريح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو بأن مفتاح استقرار الشرق الأوسط هو مواجهة إيران، والمدهش أنه وبالتزامن مع التصريح الأمريكي يحدث ما يواكب التصريح حدوث هجوم انتحاري على دورية للحرس الثوري الإيراني على الحدود مع باكستان والحصيلة كانت 27 قتيل، وكالعادة اتهم نائب الرئيس الإيراني اتهام مباشر الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة يقصد إسرائيل والسعودية بالضلوع بل بالمسؤولية عن الهجوم، وتوعدت طهران بأن الرد سيكون خارج حدودها بيد أن الغريب بالنسبة لي هو ظهور السيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية الأسبق ووزير خارجية مصر الأسبق على الفضائيات وترديده كلام عن ضرورة التصدي للنفوذ الإيراني في المنطقة وأن مصر هي الأقدر على لعب هذا الدور يدهشني هنا ذلك التزامن الغريب بين أحداث المؤتمر والهجوم الانتحاري وكلام السيد عمرو موسى.

 

وبمناسبة ما قاله السيد عرو موسى فأحب أذكر سيادتكم بواقعة سبق لي وأن ذكرتها في إحدى مقالتي من قبل المعنونة "إيران تحيى بخوزستان" وكانت بالمناسبة سلسلة مقالات وكان ذلك للتدليل على إمكانية تآمر السعودية على إيران في واقعة تشبه هذا الحادث الآن من هجوم على الحرس الثوري الإيراني جرت العام الماضي، أذكر بأن مصر في عهد مبارك وتحديداً في الثمانينات كانت على وشك التورط، من خلال دعم لوجيستي، في عملية عسكرية محدودة كانت بتشرف عليها المخابرات الأمريكية وكان هدفها الإطاحة بنظام حكم الملالي في إيران لكن وكيل جهاز المخابرات العامة المصرية في هذا الوقت اللواء عبد السلام المحجوب هو من تصدى لمبارك وللأمريكان وصمم إن العملية لا يمكن أن تتم لأسباب فنية كتير اتخذ قراره طبعا بعد معاينة مبدئية لميدان انطلاق العملية. 

 

رأيي الشخصي وقولا واحداً، معاداة إيران وتركيا، وهما أهم وأقوى أمتين حاليا في المنطقة، وبغض النظر عن طبيعة النظام الحاكم في طهران أو أنقرة، هو غباء سياسي منقطع النظير أتفهم تماما ما يفرضه علينا السياسي التركي بحماقاته لذا لا يجب علينا أيضا أن نتورط في استعداء غير مبرر لإيران لمصالح سعودية أمريكية إسرائيلية، فلهم نفطهم وسلاحهم يحاربون به إذا شاءوا وكفانا ما فرض علينا من عداء لتركيا بسبب إخوانية رئيسها.

 

ما هو آتي لا يتسع له مساحة المقال فأحيلكم للمقال القادم بإذن الله لنرصد بعض الأمور التي يمكن أن نكون سبق لنا وأن أشرنا إليها لكن لا مانع أن نعيد الحديث عنها باستفاضة وبتدقيق يتلاءم مع حساسية ما تريد أمريكا جر المنطقة إليه، وما هو راهن في الأوضاع السياسية.

 

المختصر المفيد إن كان العداء قد فرض عليك أحد الأطراف الهامة في المنطقة فلا داعي أن تعادي باقي الأطراف لأنها للآن لم تتورط في أذيتك مباشرة كما فعل الباقون.