الأقباط متحدون - زكي رستم.. شرير السينما المصرية.. الطيب الوحيد عاش مع كلبه فقط.. فقد سمعه وعبد الناصر أمم أملاكه
  • ٠٧:٤٢
  • الأحد , ١٧ فبراير ٢٠١٩
English version

زكي رستم.. شرير السينما المصرية.. الطيب الوحيد عاش مع كلبه فقط.. فقد سمعه وعبد الناصر أمم أملاكه

أماني موسى

بروفايل

٥٤: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ١٧ فبراير ٢٠١٩

زكي رستم
زكي رستم

كتبت – أماني موسى
في 15 فبراير 1972 توفي الفنان المصري زكي رستم، الذي أشتهر بأدوار الشر في السينما المصرية، فدائمًا ما تجده هو شرير الفيلم وقلما تجده ذاك الشخص الطيب أو الأب الحنون، ولكنه كان شرير فقط أمام الكاميرات وفق ما يقتضيه الدور، أما خلفها فهو شخص طيب متواضع، يميل إلى الهدوء والوحدة.. نورد بالسطور المقبلة بعض المعلومات عنه.

ولد زكي رستم في قصر جده اللواء محمود رستم باشا، بحي الحلمية الذي كانت تقطنه الطبقة الأرستقراطية في أوائل القرن الماضي.

وكان والده محرم بك رستم عضوًا بارزًا بالحزب الوطني وصديقًا شخصيًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد.

في عام 1920 حصل على شهادة البكالوريا ورفض استكمال تعليمه الجامعى، وكانت أمنية والده أن يلحقه بكلية الحقوق، إلا أنه اختار هواية فن التمثيل، وفي عام 1924 كانت رياضة حمل الأثقال هي هوايته المفضلة وفاز بلقب بطل مصر الثاني في حمل الأثقال للوزن الثقيل.

التقى بالفنان "عبد الوارث عسر" الذي ضمه إلى إحدى فرق الهواة المسرحية، وبعد وفاة والده تمرد على تقاليد عائلته الارستقراطية وانضم لفرقة جورج أبيض، فطردته أمه من السرايا بعدما خيرته بين سكة الفن والتحاقه بكلية الحقوق فاختار المسرح فأصيبت بالشلل حتى وفاتها.

وانتقل رستم للعيش في عمارة يعقوبيان بوسط القاهرة بمنطقة وسط البلد حيث عاش لبقية حياته.

ثم انتقل لفرقة رمسيس عام 1925 مع أحمد علام، الذي أسند اليه أدوارًا رئيسية ولفرق (فاطمة رشدي) و(عزيز عيد) المسرحية، ثم أخيرًا للفرقة القومية عام 1935.

وفي السينما كانت أولة أعماله في السينما الصامتة في فيلم زينب عام 1930. ثم شارك في أول فيلم مصري ناطق وهو (الوردة البيضاء) عام 1932، وتوالت أعماله السينمائية لثلاثين عامًا متتالية بلا توقف حتى بداية الستينات.

240 فيلم لم يشتهر منهم إلا 55 فيلم فقط
بلغ رصيده الفنى من الأفلام 240 فيلمًا ولكن المشهور منها والموجود 55 فيلمًا، فقدم على سبيل المثال "العزيمة" 1939 و"زليخة تحب عاشور" 1939 و"إلى الأبد" 1941 و"الشرير" 1942 و"عدو المرأة" 1945 و"خاتم سليمان" و"ياسمين" و"معلش يا زهر" 1947 و"بائعة الخبز" 1953 و"الفتوة" 1957 و"امرأة على الطريق" 1958 وآخر أفلامه "أجازة صيف" 1967.

النسخة المصرية من أورسن ويلز
كتب عنه جورج سادول المؤرخ والناقد السينمائي الفرنسي إنه فنان قدير ونسخة مصرية من أورسن ويلز بملامحه المعبرة ونظراته المؤثرة.

واحد من أفضل 10 ممثلين عالميين
كما اختارته مجلة «بارى ماتش» الفرنسية بوصفه واحداً من أفضل عشرة ممثلين عالميين.

ماذا قالت عن فاتن حمامة؟
أطلق عليه "رائد مدرسة الاندماج". فكان نموذجاً رائعاً للنجم السينمائي المنفرد في مواهبه، الذي يقوى على أن يتقمص أية شخصية مهما تعددت حالاتها النفسية ومواقفها المتقلبة والمتلونة.

قالت عنه فاتن حمامة، أنها كانت تخاف من اندماجه عندما يستولى عليه فتقول "يندمج لدرجة أنه لما يزقنى كنت ألاقى نفسى طايرة في الهواء".

رفض المشاركة بالتمثيل في فيلم عالمي
جدير بالذكر أن شركة كولومبية عالمية عرضت عليه بطولة فيلم عالمي، لكنه رفض، وحين سؤل عن السبب، قال بغضب "غير معقول اشتغل في فيلم يعادى العرب".

عرف عنه أنه كان وحيدًا بلا أصدقاء، وكان صديقه الوحيد هو سليمان نجيب وكان معروفًا بابن الباشا.

ضعف السمع
عاني في أخر سنواته من ضعف السمع، وفي آخر أفلامه إجازة صيف كان قد فقد حاسة السمع تمامًا، فكان ينسى جملاً في الحوار أو يرفع صوته بطريقة مسرحية، وكان يكره أن يستعين بسماعة خاصة أنها كانت كبيرة وبها أسلاك آنذاك.

أخر أفلامه ولماذا بكى في الاستديو
رغم ذلك أدّى زكي رستم الدور على أحسن ما يكون، وحين كان يعطيه المخرج ملاحظات ولا يسمعها، ما أحزنه كثيرًا، حتى إنه في إحدى المرات بكى في الأستوديو من هذا الموقف.

وعليه اعتزل زكي رستم الفن نهائيًا عام 1968، وابتعد عن الناس إلى أن فقد حاسة السمع نهائيًا.

وقالت ليلى رستم، ابنة أخيه، في حوار سابق مع الإعلامي مفيد فوزي، أنه كان فنان بمعنى الكلمة، وهب حياته للفن ونص ثروته، والنص التاني أخده عبد الناصر، مشيرة إلى أن عبد الناصر أمم ممتلكات أسرة رستم وفدادين الأراضي الزراعية الخاصة بهم.


لم يتزوج وعاش فقط مع خادمه وكلبه
لم يتزوج رستم قط، وعاش حياته وحيدًا مع خادم عجوز قضى في خدمته أكثر من ثلاثين عامًا وكلبه الذي كان يصاحبه في جولاته الصباحية.

مات ولم يمش في جنازته أحد
وفي منتصف فبراير أصيب بأزمة قلبية حادة نقل على أثرها إلى مستشفى دار الشفاء وفي ساعة متأخرة من ليلة 15 فبراير عام 1972 صعدت روحه إلى السماء، ولم يمشِ في جنازته أحد .

في مشواره السينمائي عًرف بتنوع أدواره فمن أدوار الباشا الأرستقراطي إلى الأب الحنون إلى المعلم في سوق الخضار إلى الفتوة إلى الموظف إلى المحامي إلى الزوج القاسي، وكانت أدوار الشر المتميزة هي بصمته وما عرف بتأديته بشكل بالغ التميز. عُرف بتقمص شخصياته تقمصًا كاملًا وتدقيقه في أدق تفاصيلها من الملبس حتى معايشة الجو أثناء التصوير بكل تفاصيله الأمر الذي بدأه مبكرًا جدًا منذ بدايته في فرقة (جورج أبيض). ومن أدواره التي تركت بصمة واضحة في السينما المصرية داخل هذا الإطار أدواره في أفلام (رصيف نمرة خمسة)، (الفتوة) و(نهر الحب). موهبته التمثيلية اقترن بها ميله الى العزلة الشديدة وقلة اصدقائه فلم يكن له اصدقاء تقريبًا من الوسط الفني أو خارجه وكانت علاقته بزملائه تنتهي بانتهاء التصوير ولم يتزوج كذلك طيلة حياته. في أوائل الستينات بدأ سمعه يضعف شيئًا فشيئًا حتى فقد سمعه تمامًا الأمر الذي أجبره ذلك على ترك عمله ونشاطه الأثير وعاش في شقته بوسط القاهرة مع كلبه وخادمه حتى نهاية حياته. توفي بأزمة قلبية عام 1972 عن عمر يناهز التاسعة والستين.