الأقباط متحدون - تعرّف على نعمة العلم من الريحانى وزغلول
  • ٠٤:٣٧
  • الثلاثاء , ٢٦ فبراير ٢٠١٩
English version

تعرّف على نعمة العلم من الريحانى وزغلول

مقالات مختارة | بقلم : خالد منتصر

٥١: ١٠ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢٦ فبراير ٢٠١٩

خالد منتصر
خالد منتصر

 لو قفزت عقارب الزمن سنة أو سنتين، واكتُشفت المضادات الحيوية مبكراً، تلك الكبسولات التى نُبلبعها الآن مثل الملبس ونُقزقزها مثل اللب والتسالى، وموجودة بالأطنان على رفوف الصيدليات، ما كنا قد فقدنا زعيم الأمة سعد زغلول، وزعيم الكوميديا نجيب الريحانى، كانت المسافة مجرد شهور ما بين المرض الذى ليس له علاج، وما بين اكتشاف الدواء أو العلاج نفسه، علاج نجيب الريحانى كان بالكاد «يا دوب» مكتشف، وعلاج سعد زغلول كان ما زال فى ذهن مكتشفه، ولم تكن صدفة فطر البنسلين على طبق المعمل المهمل قد حدثت بعد لفيلمنج العبقرى منقذ البشرية، العلم نعمة كبيرة، يد بيضاء أنقذت الدنيا، وحنّت على الجميع، عندما قرأت وبحثت فى سيرة مرض هاتين الشخصيتين الفذتين العظيمتين، تمنيت أن أحتضن كل من دخل معملاً واكتشف نعمة من تلك النعم العلمية، وأنا على يقين أن هؤلاء هم أصحاب الفردوس الحقيقى الذى صنعوه لنا على الأرض، وحرّمه عليهم بعض سماسرة احتكار الجنة فى السماء، مات الزعيمان من مرضين يعالجان الآن مجاناً أو بملاليم فى أى وحدة صحية، وصارت الوفاة من أيهما مجرد نكتة أو فولكلور. نجيب الريحانى مات بالتيفود الذى كان علاجه الكلورامفنيكول، وسعد زغلول مات بالحُمرة، التى كان طوق النجاة منها مجرد حقنة بنسلين!!، الريحانى توفى 8 يونيو 1949، والكلورامفنيكول تم اكتشافه عام 1948 على يد العالم Burkholder، يعنى بالبلدى لسه طازة، لم تكن الأبحاث العلمية وتجارب ضبط الجرعات وصرامة منظمات الدواء قد تقدّمت مثل الآن، ويقال إن الأطباء فى المستشفى اليونانى اختلفوا فى جرعة العلاج الجديد الذى تحرّك القصر والباشوات، منهم مكرم عبيد، وأحمد حسنين، لإحضاره من أمريكا، ومن الأطباء من رفض إعطاءه للريحانى، وهناك رواية أنه مات قبل وصوله، الآن وفى أسبوع وبشوية سيبروفلوكساسين يُشفى التيفود وبمنتهى السهولة، وصارت عبارة التيفود القاتل من الحفريات فى متحف التاريخ، أما سعد زغلول فقد توفى من الحمرة فى 23 أغسطس 1927، بينما اكتُشف البنسلين فى سبتمبر 1928، مجرد سنة فصلت بين المرض والعلاج، كان سعد زغلول يقضى إجازته فى قرية «مسجد وصيف»، وقيل إن البداية قرصة بعوضة فى أذنه، هرش الزعيم حتى جرحها وتعامل معها على أنها مجرد إكزيما جلدية، سرعان ما انتشرت فى جسمه، الذى انتفخ وارتفعت حرارته، وتم نقله إلى القاهرة، كان زعيم الأمة يعانى من مرض السكر وتصلب الشرايين، لذلك تطورت الحالة إلى التهاب رئوى، لم يكن هناك حل لذلك الميكروب أو البكتيريا streptococcus، وقع الأطباء فى حيص بيص، ومنهم أسطورة الباطنة حينذاك عبدالعزيز إسماعيل، كان الحل على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط، حيث يقبع فيلمنج يُجرى أبحاثه فى معمله المتواضع، والتى ستظهر نتائجها لتقلب العالم رأساً على عقب بعد رحيل الزعيم بأقل من عام.

 
أتمنى أن نحكى للأطفال والشباب أن أنبياء العصر الحديث وقديسوه هم هؤلاء العلماء، وهم فقط من يستحقون لقب العلماء بجد.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع