الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. افتتاح مقبرة توت عنخ آمون
  • ٠٦:١٦
  • الاربعاء , ٦ مارس ٢٠١٩
English version

فى مثل هذا اليوم.. افتتاح مقبرة توت عنخ آمون

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

١٧: ٠٨ ص +02:00 EET

الاربعاء ٦ مارس ٢٠١٩

افتتاح مقبرة توت عنخ آمون
افتتاح مقبرة توت عنخ آمون

فى مثل هذا اليوم 6 مارس 1924م..
فى مثل هذا اليوم 6 من مارس عام 1924 حصل لورد كارنرفون أحد أثرياء النبلاء الإنجليز، على تصريح بالحفر في وادي الملوك بطيبة، غرب الأقصر،

وإذا بالحفائر تكشف عما لم يكن متوقعا، من أروع ما عثر عليه مقبرة توت عنخ آمون مخبئة على مدى ما تجاوز ثلاثة آلاف عام.

وما تبقى من المومياء هو عظمتان بالإضافة إلى القفص الصدري والجمجمة.

وكانت المومياء مليئة بالكنوز عندما عثر عليها عالم الآثار البريطاني ومعظم كنوز توت عنخ آمون من بينها القناع الذهبي الذي كان يغطي رأسه، معروضة بالمتحف المصري. ..

مقبرة توت عنخ آمون أو مقبرة 62 حسب الترميز العلمي وتعرف عالميا باسم KV 62 . وهي المقبرة الخاصة بالفرعون توت عنخ أمون وتقع بوادي الملوك بمصر ، على ضفة النيل الغربية المقابلة لمدينة الأقصر اليوم . وقد نالت هذه المقبرة شهرة عالمية واسعة لما احتوته من ثروات وكنوز عند اكتشافها. إذ تعتبر المقبرة الوحيدة للملوك مصر القدماء التي وجدت بكامل محتوياتها ولم تسرقها اللصوص لا في العصور القديمة أو الحديثة عام 1922 على يد هوارد كارتر تحت أنقاض أكواخ العمال المبنية منذ عصر الرعامسة مما يدل على بقاء المقبرة على حالتها الجيدة ولم تطلها يد العبث أو السرقة مثلما حدث بباقي مقابر المنطقة في فترة تدهور عهد الرعامسة وقيام دولة الكهنة بطيبة.

ووجدت المقبرة مكدسة بالمتعلقات الملكية من دون ترتيب، وتمكن كارتر من أخذ صورا لأكاليل من الزهور والتي تفككت بمجرد لمسها في محاولة لنقلها خارج المقبرة، واستمر كارتر في تدوين ملاحظاته على المقبرة ووصفه للمتعلقات الملكية بها لمدة عقد كامل حتى انتهى من نقل ما بالمقبرة من متعلقات إلى المتحف المصري بالقاهرة.

كانت مقبرة توت عنخ آمون الموجودة في الوادي بمنطقة وادي الملوك مخصصة اصلا لأحد أعضاء العائلة الملكية ، وربما كانت للوزير الكبير السن آي الذي خلف توت عنخ آمون بعد وفاته . ولكن بسبب موت توت عنخ أمون المفاجيء في الصغر فقد أضيف إلى المقبرة حجرتين كبيرتين واكتملت بذلك المقبرة KV62 لتكون لتوت عنخ أمون. وإضافة تلك الغرفتين سريعا تدل على موت توت عنخ آمون المفاجئ. أما "آي" الذي اعتلى العرش بعد موت توت عنخ آمون لمدة قصيرة فقد دفن في المقبرة WV23 التي كانت - من المرجح - مخصصة أصلا لتوت عنخ آمون. وقد وجدت النقوشات على حوائط مقبرة "آي" مماثلة تقريبا لنقوش حوائط مقبرة توت عنخ أمون .

ويرجح علماء الآثار أن مقبرة توت عنخ آمون قد دخلها اللصوص على الأقل مرتين بعد دفنه بوقت قصير و حاولوا سرقتها ، وذلك لوجود عدة أختام على مدخل المقبرة ، ووجود محتويات الغرفين الكبيرتين مكومة بلا نظام ، تدل على محاولة سرقة ثم إعادة غلق المقبرة وختمها من المسؤولين . كما وجد "كارتر" قوائما بمحتويات المقبرة ينقص بعضها في الموجودات مما يدل على سرقتها في القديم. ويبدو أن إعادة غلق المقبرة قد تم خلال عهد حكم حورمحب الذي خلف آي.

ونظرا لأن مدخل مقبرة توت عنخ آمون KV62 يقع تحت درج مدخل أحد مقابر الرعمسيين التي شيدت بعد ذلك ، تحت مقبرة رمسيس السادس KV9 ، فقد غطت انقاض تلك المقبرة وما بني عليها من مساكن للعاملين مدخل المقبرة 62 ، وبذلك ظلت مقبرة توت عنخ آمون مختفية عن الأنظار عبر آلاف السنين.

توزيع الحجرات من أعلى مقطع جانبي لمقبرة توت عنخ آمون.
تنقسم المقبرة إلى المدخل A بسلالم تتكون من 16 سلمة ، يتبعه دهليز مائل طوله 7 متر ، ثم حجرة أمامية مستطيلة الشكل عرضية يبلغ طولها 8 متر وعرضها 67و3 متر . يتفرع منها في اتجاه الشمال حجرتان : حجرة التابوت وحجرة الكنوز . كما يتفرع من الحجرة الأمامية حجرة إضافية صغيرة نحو الغرب . حوائط المقبرة غير مزينة ماعدا غرفة التابوت ، فعليها نقوش من كتاب الموتى وعدة صور تصور توت عنخ آمون في مقابلته للآلهة في العالم الآخر.

عثر على 3500 قطعة من المحتويات موزعة في الغرف المختلفة ، تعطينا فكرة عن طريقة المعيشة في القصر الملكي . فقد وجد كارتر الذي اكتشف المقبرة في عام 1922 ، وجد ملابس توت عنخ آمون وحلي ذهبية و و أقمشة وعدد كبير من الجعران ، وتماثيل ، وكذلك أوعية ومواد للزينة وبخور . كما وجد قطع أثاث وكراسي ومصابيح بالزيت ، وقطع للألعاب ، ومخزونات غذاء ومشروبات وأوعية ذهبية وفخارية ، وعربات (كانت تجرها الخيول) ومعدات حربية .

تعرض من موجودات المقبرة 62 نحو 1700 قطعة في المتحف المصري بالقاهرة ، والقطع الآخرى مخزونة في المتحف ، و بعض منها يعرض في متحف الأقصر.

بعض محتويات المقبرة تشير إلى حالة انتقال عصيبة التي مرت على مصر خلال فترة العمارنة ، فترة عبادة آتون بدلا من آمون التي أتى بها إخناتون وتوحيد كل آلهة المصريين في الإله آتون ، ثم عودة عبادة أمون بعد وفاة إخناتون وخلفه توت عنخ أمون الصغير. مثال على ذلك قطع في المقبرة تحنل اسم توت عنخ آتون ,وقطع أخرى تحمل أسم توت عنخ أمون . رب وما ت

الحجرة الأمامية:
وجدت ثلاثة اسرة على الناحية الغربية للحجرة الأمامية . ووجد كرسي العرش لتوت عنخ آمون تحت السرير الموضوع يسارا . وتبين النقوش على هذا الكرسي مشهد من مشاهد حقبة العمارنة ، حيث تقوم زوجته "عنخ سنموت " بوضع قلادة على صدر توت عنخ أمون جالسا . وكلاهما مكتوب اسمه مع إلحاق لقب "زوجة الملك الكبيرة" باسم "عنخ سنموت" . يتوسطهما فوق رؤسهما عين الشمس التي تمثل الإله آتون تمتد أشعة منها وتنتهي بمفتاح الحياة عنخ وتعطيهما الحياة . أما خلفية كرسي العرش فيحمل أسم "توت عنخ آتون" واسم الولادة لزوجته "عنخ سنب آتون " وهذا مطابق لفترة العمارنة .

ووجد تحت السرير الوسطي - وهو مشكل في هيئة بقرة - نحو خمسة وعشرين من القوارير كانت تحتوي على مأكولات من اللحوم لتغذية الملك في العالم الآخر. وأما السرير الثالث مكان مشكل في هيئة أسد.

كما وجد كارتر أجزاء من أربعة عربات كاملة في ركن الغرفة نحو جنوب الشرق ، من ضمنهم عربتان للاحتفالات . ووجد كارتر تمثالين كبيرين ، أكبر من المقاييس المعتادة ، ملونان باللون الأسود ومزينان بالصفائح الذهبية يقومان بحراسة حجرة التابوت . وأمامهم صندوق مزين بمشاهد لتوت عنخ آمون أثناء حملات حرب في سوريا و النوبة .

الحجرة الإضافية:
الحجرة الإضافية (في الرسم أنيكس) تتتفرع من الحجرة الأمامية في أتجاه الداخل إلى ناحية الغرب . يبلغ مساحته نحو 17 متر مربع ، ووجد "كارتر" محتوياها مكومة بلا نظام . من ضمن تلك المحتويا قطع أثاث من سرائر وكراسي و دواليب صغير ، وعربتين حربيتين.

حجرة التابوت:
الدولاب الخارجي الكبير من أربعة دواليب مغطاة بالذهب للحفاظ على مومياء توت عنخ امون ، (المتحف المصري بالقاهرة) .

تنخفض حجرة التابوت نحو 1 متر عن مستوى الحجرة الأمامية الكبيرة. وتحوي احدى حوائط الحجرة تجويفا مربعا يغلقه ألواح من الحجر الجيري وقطع طوب سحرية دلالة على وظيفتها في المحافظة على مومياء الملك .

مقطع يبين توابيت توت عنخ أمون المتداخلة في الدولاب الكبير المذهب.

تحتوي حجرة التابوت على أربعة دواليب داخل بعضها البعض من الخشب المذهب ويحفظون تابوت من الكوازيت ، مشكل على اركانه الأربعة آلهة مجنحة هم إيزيس ونفتيس و سلكت و نيث موضوع في تابوت الكوارزيت ثلاثة توابيت داخل بعضها البعض في هيئة أنسان وكان أصغرها من الذهب الخالص ويحوي مومياء توت عنخ أمون. الدولاب الكبير يكاد يملأ الحجرة بالكامل حيث مقاييسه 5.08 x 3.28 x 2.75 متر ، وسمكه 32.وقد ترك التابوت وفيه المومياء في المقبر 62 حتى الآن ، يغطيه غطاء سميك من حجر الجرانيت .

وجد كارتر في التابوت ثلاثة توابيت متداخلة في هيئة الإنسان ومغطاة بصفائح الذهب ، الداخلي منها من الذهب الخالص . أكبر التوابيت يبلغ طوله 224 سنتيمتر ومصنوع من خشب الأرز ومغى بصفائح الذهب . والتابوت الأوسط مزين بالصفائح الذهبية ومرصع بالأحجار الكريمة ، وأما التابوت الداخلي فكان من الذهب الخالص . يزن التابوت الذهبي 110 كيلوجرام من الذهب وعليه القناع الذهبي لوجه توت عنخ آمون ، وداخل التابوت وجد كارتر نحو 150 من القلادات والأحجبة المزينة . بجانب الدولاب الكبير عثر على 11 مجداف خشبي لمركب الشمس ، كما عثر على أواني تحتوي على بخور وعطور ، ومصابيخ زيت مزينة بشكل الإله حابي إله النيل .

عندما دخل كارتر غرفة التابوت وجد الدولاب المذهب الكبير يملأ الحجرة كاملا وبداخلة الدواليب الأخرى والتوابيت . ولكي يخرج كارتر التابوت من الحجرة اضطر لهدم الحائط الجنوبي بين حجرتي التابوت والحدرة الأمامية .

زينة حجرة التابوت:
جدران حجرة التابوت مزينة بمشاهد متتالية في اتجاه عقرب الساعة من كتاب الموتى , ومشهد مراسيم فتح الفم ، ومشاهد من كتاب الآخرة (امدوات ) وعدة مشاهد تصور توت عنخ آمون يقابل عددا من الآلهة ومن ضمنهم أوزوريس.

طبقا للنقوش ، تبدأ رحلة توت عنخ أمون إلى العالم السفلي بمشاهد من كتاب الموتى ممثلة على الحائط نحو الشرق . وتصف الكتابة الهروغليفية والرسومات الملونة الطقوس الجنائزية وما يختص بها من توابيت ، كما تبين كبار القصر في ملابس بيضاء في حالة حزن .

يكتمل تزيين الحائط الشمالي بثلاثة مشاهد تبين استعداد الملك للأنتقال إلى العالم الآخر. يصور المشهد الأول طقوس فتح الفم التي تجري لتوت عنخ أمون وهو في هيئة أوزوريس مع الوزير آي الذي يلبس التاج الأزرق (خبرش ) المميز لملوك الاسرة الثامنة عشر كما يرتدي جلد نمر ، مميزة لمقامه ككبير الكهنوت . ويذكر اسم "آي" مكتوبا داخل خرطوش دليلا على تقلده عرش فرعون بعد وفاة توت عنخ أمون. ويبين المشهد اليساري منه مقابلة إلهة السماء نوت مع توت عنخ آمون ، ويتبعه مشهد مقابلة توت عنخ أمون مع أوزوريس ، وهو يقابل توت عنخ أمون و الـ كا تبعه ويصحبهما إلى العالم الآخر.

مرسوم عل الناحية اليسرى للحائط الغربي أجزاء من كتاب الآخرة ، وهي تصف رحلة فرعون مصاحبا للإله رع في هيئة "خنفساء" في مركب الشمس . (كان المصريون القدماء يرمزون لرع بقرص الشمس إثناء النهار ، ويرمزون له بالخنفساء أثناء الليل ، ذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن الخنفساء "تخلق" نفسها بنفسها ّ، حيث كانوا يرونها تخرج من الرمال تدحرج كرة (مكورة كالشمس) ، تلك الكرة هي عبارة عن بيضها محفوظ في شرنقة كرية الشكل تدفعها امامها) . ومرسوم أسفل منها 12 قرد من نوع البافيان يمثلون الإثنى عشر ساعة لليل الذي سوف يعبره توت عنخ آمون في طريقة إلى الآخرة ، طبقا لوصف كتاب الآخرة وما يجري في كل ساعة من احداث وما يقابل توت عنخ أمون خلالها.

تستمر النقوش الخاصة برحلة انتقال توت عنخ آمون إلى العالم السفلي على الحائط الذي أزاله هوارد كارتر لكي يخرج التابوت من المقبرة . يحيط بتوت عنخ أمون الإلهين أنوبيس و هاتور ، وكذلك بصحبة إيزيس في مشهد لا يوجد اليوم ، وبستقبله آلهة أخرى في العالم السفلي .

كان من أهم ما وجد في الحجرة الجانبية الواقعة شرقيا من حجرة المومياء هو الدولاب المغطى بالذهب ويحتوي على الأربعة أواني الكانوبية الخاصة بحفظ الأحشاء الداخلية من توت عنخ آمون . الجزء العلوي من هذا الدولاب مزين بأشكال رؤوس مذهبة قائمة لافعى الكوبرا المقدسة لدى قدماء المصريين . كما يحيط بالدولاب ومثبتون عليه أربعة آلهة مذهبون رمزا لقيامهم بحماية محتويات الأواني الكانوبية. الأربعة آلهة هن : إيزيس و نفتيس و سلكت و نيث . يحتوي الدولاب بداخه على أربعة أواني كانوبية تحفظ فيها الأمعاء و الكبد و الرئتين والمعدة ، محنطة بمواد للحفاظ عليها ، وهي تلازم مومياء المتوفى لتعود إليه في العالم الآخر.

لكل من الأربعة أواني كانوبية المصنوعة من الألبستر غطاء منقوش في شكل أحد رؤوس أبناء حورس وهم يقومنون بالحفاظ على الأحشاء . يعتبر المصريون القدماء أن حورس أنجب أربعة أبناء ، هم : "حابي" و "أمستي " و "دوموتيف" (ومعناه "حامي أمه") و "كبحسنوف" (ومعناه " عاطي الشراب لأخيه" ) ، ووظيفتهم الرئيسة حماية أحشاء الميت .

تم إكتشاف مقبرة توت عنخ آمون علي يد اثنان من الإنجليز هما “هوارد كارتر، واللورد كارنار فون” يوم 6 نوفمبر عام 1922م وقد تم غلق المقبرة مباشرة في اللحظة ...وافتتحت فى مثل هذااليوم 6مارس 1924كما عثر كارتر في الغرفة على تمثال ملون بالأسود ومغطى برقائق الذهب لشكل أنوبيس جالسا على الاربع (كان أنوبيس يتخذ شكل ابن آوى) ، ومثبتا على كرسي محمول وله دور في الطقوس الجنائزية .

يمكن رؤية تلك الأشياء بالمتحف المصري ...!!