الأقباط متحدون - نحارب بلا سلاح!
  • ١٠:٤٣
  • الخميس , ١٤ مارس ٢٠١٩
English version

نحارب بلا سلاح!

مقالات مختارة | محمد أمين

١٣: ٠٩ م +02:00 EET

الخميس ١٤ مارس ٢٠١٩

ارشيفية - الإعلام
ارشيفية - الإعلام
محمد أمين
مجلس الوزراء يناقش كل القضايا اليومية والمصيرية ما عدا الإعلام، يقول كلنا جنود في خدمة الوطن، وأنا أصدقه، لكننى لم أعرف جندياً يسلم سلاحه لعدوه.. للأسف نحن فعلنا ذلك.. سلمنا سلاح الإعلام.. ربما نجحنا في الحرب على الإرهاب، لكننا نحتاج لمجهود ضخم لمواجهة حرب الشائعات.. فكيف نواجهها بلا سلاح؟.. هل نواجهها بالرافال والميسترال؟!
 
الدكتور مصطفى مدبولى في الاجتماع الأسبوعى، أمس، طالب وزيرى التعليم والثقافة بأهمية رفع مستوى الوعى، وحماية الشباب من الأفكار المضللة، ولم يضع الإعلام في حساباته.. مع أنه السلاح الأمضى والأكثر سرعة، والأوسع انتشاراً.. فهل يمكن أن تنجح الحكومة دون إعلام واع؟.. وهل يمكن أن تنجح مصر في مواجهة حرب الشائعات دون إعلام حقيقى؟!
 
أخطر شىء واجه الإعلام، خلال الفترة الماضية، هو فكرة الاستحواذ عليه.. وأخطر شىء أنه أصبح إعلام الصوت الواحد.. وأظن أن هذا الكلام مكرر من عشرات من الزملاء.. كيف تواجه الدولة شائعات الإخوان بلا إعلام وطنى؟.. وكيف تواجه ما تثيره الفضائيات الممولة دون إعلام موضوعى؟.. لماذا لا نناقش قضايانا كلها بنوع من الموضوعية وبدوافع وطنية؟!
 
ومرة أخرى، أعيدوا برامج النقد إلى خريطة الفضائيات فوراً.. لا تخشوا من نقد يمارسه وطنيون، فالبديل هو النقد بهدف تخريب الوطن.. اتركوا الناس تناقش قضاياها وقلبها على بلدها.. لا تتركوا الناس تهرب إلى فضائيات مأجورة.. راجعوا تقارير نسب المشاهدة.. كيف يحدث هذا؟.. لا تجعلونا نعود إلى أيام مونت كارلو.. مصر أكبر من أن يكون إعلامها له صوت واحد!
 
فالبلاد التي فيها سلاح نووى لا تستخدمه بديلاً عن الإعلام.. فلن يأتى يوم تستخدم فيه النووى.. الإعلام يسبق الحرب ويواكبها ويأتى بعدها.. فهو سابق ولاحق.. ومن المهم أن يحافظ على هيبته ومكانته وقوته.. ومن المهم أن تدعمه الدولة ولا «تصفّيه».. وفى حالة مصر فإنها تحتاج لسلاح إعلامى قوى ومؤثر أكثر من احتياجها لسلاح جديد من أسلحة الحرب التقليدية!
 
فلا إعلام بدون «معارضة وطنية».. ولا إعلام بدون نقد موضوعى على أرضية وطنية.. فما كان يصلح بعد ثورة 30 يونيو مباشرة لا يصلح الآن.. ربما كنا نحتاج إلى تهدئة الأمور لأسباب أمنية.. ولكن ما هي الحجة الآن؟.. لقد تعافت مصر.. ومن حقها أن تناقش قضاياها بنفسها وعلى شاشاتها.. ومن حقها أن تقول رأيها.. ومن حقها أن «تشارك» في صناعة مستقبلها!
 
وأخيراً أين المعارضة في مصر؟.. هل تحولت أحزاب المعارضة إلى أحزاب سلطة مثلاً؟.. وأين الصوت الآخر في البرلمان والإعلام؟.. المعارضة هي رمانة ميزان الحكم، والصوت الآخر هو ضابط الإيقاع.. فلا تفرحوا بالإعلام الواحد أبداً.. إحساسى أن ملف الإعلام على مكتب الرئيس الآن!
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع