قصص إنسانية مؤلمة في حادث مسجدي نيوزيلندا .. احد الناجين: طلبت من الله أن تنفذ ذخيرة الرجل المسلح

كتب – روماني صبري
شهدت نيوزيلندا الهادئة ، بالأمس حادثا إرهابيا شنيعا لم تكن تتخيله في أبشع كوابيسها  ، حيث قام رجلا ينتمي لـ"المتفوقين البيض" ، الذين يعترفون بتفوق الجنس الأبيض على باقي الأجناس ، بفتح النيران على المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة في مسجد النور بوسط مدينة "كرايست شيرش" في نيوزيلندا ، نورد في السطور التالية ابرز القصص الإنسانية التي شهدها الحادث .

خادم المسجد الشجاع
قال سيد مظهر الدين ،احد الناجين من الحادث الإرهابي ، أن صديقه خادم مسجد "مسجد لينوود" عرض حياته للخطر وتصدى للمجرم ، موضحا انه استطاع نزع سلاحه الآلي ، وحاول مطاردته وإطلاق النيران عليه ، لكنه لم ينجح في ذلك ، لان أشخاص آخرون كانوا ينتظرونه  في سيارة .
وقتل المجرم ، 10 أشخاص في مسجد لينوود ، الذي كان يصلي فيه مظهر الدين وقت الهجوم ، بينما قتل 40 شخصا في مسجد النور الواقع في المدينة ذاتها . بحسب صحيفة "نيوزيلند هيرالد".

كنت أصلي إلى الرب
وحكي ناجي أخر من الحادث الإرهابي ، للتلفزيون النيوزيلندي ، :" شعرت بالحزن والرعب ، عندما شاهدت المهاجم وهو يطلق النيران على مصلي في صدره ، مضيفا :" لم استطيع فعل أي شيء سوى الانتظار والصلاة إلى الرب ، لقد طلبت من الله أن ينفذ رصاص الرجل المسلح حتى يتوقف عن قتل الأبرياء .

حطموا النوافذ
وأوضح ناج آخر للإذاعة النيوزيلندية :" رأيت المصلين يحطمون نوافذ المسجد حتى يستطيعوا الهرب من نيران الرجل المسلح ، مضيفا ، كان الرجل المسلح يطلق النيران على المصلين مرة أخرى حتى يتأكد من مقتلهم ، ظهر علي وجهه انه لم يكن يريد لأي احد أن يبقى على قيد الحياة .

مدير المطعم
وكشف مدير احد المطاعم القريبة من مسجد النور ومستشفى "كرايست شيرش" أن الشركات قامت بغلق أبوابها بعد تحذيرات الشرطة ، متابعا ، سمعت صفارات الإنذار ، وشاهدت الطائرات الهيلكوبتر تحلق في سماء المدينة .

وأضاف ، بعدها تلقيت عدد كبير من الرسائل التحذيرية النصية ، أرسلها أصدقائي يخبرونني أن رجل مسلحا يطلق النيران على المصلين في المدينة  .

كارل بومير
وحكى كارل بومير ، احد شهود العيان ، كان يقود سيارته بصحبة مساعده أثناء الهجوم الإرهابي ، شاهدت المصلين يفرون من المسجد لينجوا بحياتهم ، ولاحق ذلك أصوات إطلاق النيران ، وبعدها رأيت المصلين يسقطون على الأرض .
 
وتابع ، لم يكن من الممكن أن أقف مكتوف الأيدي ، شكلت مع مساعدي طوقا بسيارتي مع سيارة أخرى ، وبدأنا بمساعدة الضحايا ، وأوضح ، كنا مجموعة مكونة من 6 أشخاص ، ركزنا كل عملنا على المصلين الذين كانوا يفرون من المسجد ويسقطون على الأرض للنجاة بحياتهم .

وشدد على أن سيارات الإسعاف ، لم تستطيع الوصول إلى مكان الحادث ، حتى قامت قوات الأمن في المدينة بتامين المنطقة .

وأعرب عن حزنه قائلا :" كنت أريد إبقاء المصلين على قيد الحياة لحين وصول سيارات الإسعاف ، المصلين كانوا يصرخون ويتوسلون إلينا .

كما أكد ، أجريت اتصالا لنأخذ رجلا وابنته المصابة التي كانت في حالة حرجة ، في سيارة ، وبالفعل نجحنا في ذلك وقمنا بإخراجهما من مكان الحادث ، لكني حتى الآن لا اعرف هل استطاعا النجاة من الحادث أم لا .

وشدد على أن مساعده ، حاول إنقاذ رجل ، لكنه رحل بين ذراعيه ، متابعا ، لقد كان حادثا بشعا يشبه المجزرة .