الأقباط متحدون | علمانى وافتخر
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٤٠ | الاثنين ٣ اكتوبر ٢٠١١ | ٢٢توت ١٧٢٨ ش | العدد ٢٥٣٥ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

علمانى وافتخر

الاثنين ٣ اكتوبر ٢٠١١ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم: صفوت سمعان يسى

لم تكن كلمة  علمانى فى مصر إلا معنى واحد هو شخص غير دينى ، ويوصف شخص ما بأنه علمانى طبقا لتعريف المتأسلمين بأنه شخص كافر، وكانت كلمة العلمانية كلمة عدائية  كلمة يذم من يوصم بها وذلك بسبب مئات و الآف الخطب الدينية الكارثية التى حاقت وحطت فوق أدمغتنا ورؤوسنا ومسحت عقول ملايين من شعبنا ، وكان يقال هذا شخص مؤمن وهذا شخص علمانى وكنا على استحياء ننطق بها وأحيانا نتهرب من كلمة دولة علمانية  ونقول نريد دولة مدنية وكان المتأسلمين يقولون دولة مدنية بمرجعية دينية.
 
وبعد كل ذلك لم نحظى لا بالدولة العلمانية ولا الدولة المدنية وإنما كان الدفع بنا نحو الدولة الدينية الفاشية الفاشلة بكل المقاييس حتى وان تمسحت بأهداب الدولة المدنية الديمقراطية ، وحتى أن تجملت بالعدل والتسامح والإخاء والمساواة ولكن لا توجد دولة نظامها دينى حظيت لا بالعدل ولا التسامح ولا المساواة  ولا حتى بأبسط المبادئ الإنسانية ولا حتى بالاعتراف بالديمقراطية كمبدأ سياسى متحضر ، وإنما الديمقراطية لا معنى لها إلا صندوق انتخابات فقط ولا تستخدم إلا مرة واحدة كمنديل الكلينكس للوصول للحكم فقط  وبعد ذلك لا يجوز حتى النطق بها. 
 فحتى داخل الجماعة نفسها فالدولة الدينية بعدما تتغذى وتأكل كل مخالفيها عقائديا وفكريا ، ترجع تأكل فى نفسها حتى تصبح دولة دموية يستباح فيها دم الصغير أن اخطأ بينما يكرم الكبير أن أجرم ،  فرجال دينها سيكونون أصحاب تحليل كل جرم تفعله السلطة وبفتاوى جاهزة  مقابل اتكائهم مع الحكام وتمتعهم بالحظوة والنفوذ وليحترق باقى الشعب ،والتاريخ ماثل أمامنا فلا ننسى فتوى عدم الخروج على الحاكم حتى وان كان كافر ..ولا فتوى الوقوف مع الجيش حتى وان خالف الشرع ..الخ الخ .
 
فأول من ادخل العلمانية لمصر هو محمد على مؤسس نهضة مصر الذى احل العقل محل العمامة وألغى الجزية واحل محلها المواطنة ، ومن العلمانية خلق الأسس المادية لنمو مصر اقتصاديا وماليا تعليميا وعسكريا وباشر تطورها خلفاءه "سعيد وإسماعيل"وربطوا نهضتها مع نهضة الدول الأوربية وكان من طموحهم إنشاء دولة كبيرة حدودها تضم أجزاء من الوطن العربى . 
ولذلك ليس من الغريب بعد  زيارة اردوغان  وحلم الخلافة الذى كان يدغدغ جموع المتأسلمين والاستقبال الحافل له كفاتح وليس كضيف و الذى يفوق الوصف ، أن انقلبت كل المفاهيم فلم تصبح كلمة العلمانية عارا يحمله الفرد وإنما تم تصحيحها لتصبح هى وقوف الدولة مسافة متساوية تجاه كافة الأديان والمواطنين ، وان تقدم مصر لن يتم إلا بتطبيق منهج العلمانية ، وكان تعريفها بهذا الشكل القنبلة والصاعقة التى نزلت على رأس وأصداغ أصحاب المرجعيات والدولة الدينية وأفقدتهم صوابهم وجعلتهم يترنحوا لدرجة أن يطلبوا من اردوغان الاستتابة عن ما صدر منه تجاه المطالبة بالعلمانية والبوح بها ، وان يرحل بدون توديع غير مأسوف عليه ...!!! 
 
ولـــــذلك : إذا كانت العلمانية تعنى أن أقابل جارى المسلم  أقوله صباح الخير وهو يقول لى صباح الفل  فأنا علمانى وافتخر وعندما أقابل سيدة مثل جدتى أقولها سعيدة يا ستى وهى تقولى سعيدة مبارك يابنى فأنا علمانى وأفتخر، وإذا قابلت شخص لا اعرفه وبادلنى بالسلام عليكم أرد عليه التحية وعليكم السلام فأنا علمانى وأفتخر                                                                                                               وإذا ذهبت مع اعز أصدقائنا من المسلمين والمسيحيين  نتناقش ونتحاور ويغلب على قعدتنا المحبة والمرح دون أن نشعر هناك  حاجز دينى يفصلنا وإنما نتمتع بالروح المصرية  فنحن علمانيين ونفتخر.  
 
 وإذا كان تعاملى مع الناس دون النظر لما يؤمنوا به ودون أن اسأل عن اسمه الثلاثى لأعرف ديانته  فأنا علمانى وافتخر.    
وإذا كنت ماشى مع جارى هو دخل المسجد يصلى وأنا دخلت الكنيسة أصلى دون أن يحجر علينا ويزايد احد فأنا علمانى وافتخر.       
وإذا قابلت شخص محتاج وساعدته دون أن اسأله أو أخمن مجرد تخمين لمن ينتمى دينيا  فأنا علمانى وافتخر.   
 وإذا قابلت سيارة مواطن متعطلة على الطريق ووقفت أساعده دون النظر إذا كان واضع صليب أو مصحف أو لا يضع أى شىء  فأنا علمانى وافتخر.                                                            
 
 وإذا جاءت الأعياد وتبادلنا التهنئة كافة بمحبة و دون أن نحرم التهانىء بالأعياد ونكفرها فأنا علمانى وافتخر. 
وإذا كانت العلمانية تعنى تعامل المواطنين طبقا لما تمليه عليهم القيم والحضارة الإنسانية وبطريقة عامل الناس كما يحب أن يعاملوك لا طبقا لما تمليه الأديان "فكل دين يعطى أتباعه حقوق أكثر من غير التابعين له"  فأنا علمانى وافتخر.   
 وإذا كانت العلمانية تعنى أن المصرى أبن بلدى المسلم أو المسيحى اقرب لى من الماليزى أو الأندونيسى يتولى الحكم اى منهما الأصلح  فأنا علمانى وافتخر.                                                           
 
وإذا كانت العلمانية تعنى أن المسلم والمسيحى والشيعى والبهائى واليهودى هم مصريون طالما ولدوا فى مصر وعاشوا فيها ،  وهم أحرار أيضا فيم يعتقدون و فيما يؤمنون فأنا علمانى وافتخر.                   
فإذا كانت العلمانية هى أن تعطى ما لقيصر لقيصر وما لله لله  فأنا علمانى وافتخر.                           
 فإذا كانت العلمانية هى تعنى أبعاد الدين عن مهاترات ودهاليز السياسة المتقلبة والانتهازية فأنا علمانى وافتخر        
وإذا كان تعريف العلمانية بعد كل ذلك هو كفر بواح وفكر يستوجب الاستتابة  فانا علمانى كافر والحمد الله ونشكر ربنا على تلك النعمة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :