الأقباط متحدون - الثعالب المفسدة للكروم
  • ٠٢:١٥
  • الاثنين , ١٨ مارس ٢٠١٩
English version

الثعالب المفسدة للكروم

د. مجدي شحاته

مساحة رأي

٣٤: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ١٨ مارس ٢٠١٩

الكنيسة القبطية الارثوذكسية
الكنيسة القبطية الارثوذكسية
كتب: د . مجدى شحاته
جحور الثعالب الصغيرة المفسدة للكروم ربما تكون قليلة وليس لها أهمية أو خطورة، لكنها كثيرا ما تكون مصدر وجع فى جسد الكنيسة ، فكان لابد ان نقرر ونكرر ولا نمل من التكرار ان نقضى على هذه السموم والكشف عنها لنطهر ونغسل جراح الكنيسة من تلك الاوجاع .
 
تسلم قداسة البابا تاوضروس الثانى مسئولية قيادة الكنيسة القبطية الارثوذكسية أقوى وأقدم كنائس العالم ، فى ظل أحداث سياسية صعبة للغاية وازمات طائفية شرسة وطاحنة ، كان يتم فيها اختطاف وسرقة الوطن وكنيسة الله الى المجهول .
 
بجانب أنواء الخدمة الصعبة وأمواج الرعاية العاتية ، لكن وهبه الله قدرة احتمال جبارة مالا تتحمله الجبال ، ضغوط من كل اتجاه وصوب .
 
وفى الوقت الذى مازالت فيه الكنيسة تضمد جراحها وتلملم أشلاء ضحاياها وتطوب شهدائها، يتعرض قداسة البابا بين الحين والآخر لحملات ممنهجة من الاكاذيب والشائعات وانعدام ضمير وافتراءات غير مسبوقة وبكل الاسف من داخل الكنيسة لأغراض خبيثة !! وتضورت الذئاب ترمى رجل الله بالباطل ، احقادهم تأكل قلوبهم .
 
ونعلم جميعا و جيدا ان لدى قداسته الردود الكافية والشافية على كل من يقال عنه ويحاك ضده ... كم أرهبوه لكى يضعف ، وكم هددوه لكى يرتعب .. ولكن هيهات ، لم يهتز قلبه ولا قيد أنملة لانه رجل الله ، الكلى النقاء والحكمة والمحبة ، دائما وابدا يفضل السكون ويتحمل ظلم الاشرار .. يصمت ، ويتألم .. ليس عن ضعف لكنها ضريبة البطاركة العظام كمن سبقوه ، يقف شامخا متسامحا .
 
لقد سأل رب المجد يسوع من اتهموه زورا وبهتانا والذى اسماهم ( اولاد الافاعى ) " كيف تقدرون ان تتكلموا بالصالحات وانتم أشرار ؟ " قداسة البابا تاوضروس الثانى خليفة مار مرقس الرسول ، جاء بالانتخاب الحر واختيار السماء ، ليكون رجل الله له قيمة وقامة . الشائعات الكاذبة المغرضة ضد قداسة البابا رئيس أعرق كنائس العالم والشخصية العامة المرموقة ، تأتى بمثابة جريمة يعاقب عليها القانون المصرى " أمن الدولة طوارئ " حيث تثير الفتنة الطائفية وتقويض السلم الاجتماعى وبث الفرقة بين أبناء الكنيسة الواحدة . الاشاعات على البابا ليست دفاعا عن الايمان الكنسى كما يزعمون ولكن بغرض هدم الكنيسة التى صمدت بقوة وسط العواصف العاتية .
 
لذا يستوجب الامر كشف الاقنعة عن هؤلاء المتربصين . من هذا المنطلق صرح عدد من الاباء الاساقفة الاجلاء عن كذب تلك الشائعات، وكل ما يتردد عن قداسة البابا كلام لا أساس له من الصحة ردده شخصيات مجهولة الهوية ، كما أصدرت لجنة شئون الابراشيات المنبثقة من المجمع المقدس منذ أبام بيانا مقدرين فيه " عظيم محبتهم وتقديرهم واعتزازهم واحترامهم الكامل لقداسة البابا ، مقدرين بكل اعتزاز وفخر تعبه ومجهوده لأعلاء قدر الكنيسة ومصر الغالية " وانه لا أساس من صحة الكلام غير المسئول من جهات غير معلومة الهوية الامر الذى يسئ الى المجمع المقدس وشخص البابا والكنيسة كلها . بعد أى اعتداء ارهابى ، يبدأ الهجوم على ابينا البابا وتنهال الاتهامات بالمهادنة والتخاذل !! وكأنه السبب فى كل ما يحدث من ارهاب الذى ينال من الدولة كلها وليس الكنيسة وحدها . البطريرك ليس زعيما قوميا او مناضل سياسى من واجبه التصادم مع الدولة لكنه اب روحى يصلى ويدعو للسلام والتسامح والمحبة ، وهناك متخصصون فى الدولة مع الكنيسة لهم السلطة الكاملة فى المطالبة بالحقوق وفقا للقانون .